اكتشاف ارتباط بين التغذية وسرعة الشيخوخة البيولوجية

الغذاء المحتوي على كميات كبيرة من اللحوم الحمراء يسرع الشيخوخة حتى في مرحلة الشباب.
الأحد 2025/02/09
غذاء متوازن

يسرّع النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات قليلة من الخضروات والفواكه وكميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر الشيخوخة البيولوجية، وفق ما يؤكده خبراء التغذية. ويشيرون إلى أن الشيخوخة البيولوجية هي الفرق بين العمر الزمني والعمر البيولوجي. وينصح الخبراء بنظام غذائي يعتمد على الكثير من الخضراوات والغلال مقابل القليل من اللحوم الحمراء والمصنعة.

هلسنكي ـ لا يتقدم الإنسان في العمر بيولوجيا دائما بنفس معدل عمره الزمني. وقد ارتبطت الشيخوخة البيولوجية الأسرع مقارنة بالعمر الزمني بارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض والوفيات.

ووفقا لدراسة حديثة، ارتبط النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات قليلة من الخضروات والفواكه وكميات كبيرة من اللحوم الحمراء والوجبات السريعة والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر بتسريع الشيخوخة البيولوجية حتى في مرحلة الشباب.

وتشير الشيخوخة البيولوجية إلى الفرق بين العمر الزمني والعمر البيولوجي، أي ما إذا كان الشخص أكبر أو أصغر بيولوجيا من عمره الحقيقي.

ويمكن قياس الشيخوخة البيولوجية باستخدام “الساعات الجينية” وهي نماذج حسابية تعتمد على تعلم الآلة لتقدير العمر البيولوجي بناء على مجموعات الميثيل التي تنظم التعبير الجيني.

وأجريت الدراسة في جامعة يوفاسكولا ومركز أبحاث الشيخوخة في فنلندا، وهدفت إلى التحقق ممّا إذا كان النظام الغذائي يمكن أن يتنبأ بمعدل الشيخوخة البيولوجية في مرحلة الشباب.

وشملت الدراسة مجموعة من التوائم الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاما.

الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه وقليلة اللحوم المتناولة فيها، ارتبطت بإبطاء الشيخوخة البيولوجية

ووجدت النتائج أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات قليلة من الخضروات والفواكه وكميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمصنعة والوجبات السريعة والمشروبات الغازية المحلاة ارتبطت بتسريع الشيخوخة البيولوجية. وعلى النقيض، ارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه وقليلة اللحوم المتناولة فيها والوجبات السريعة والمشروبات السكرية، بإبطاء الشيخوخة البيولوجية.

وأشارت صوفي رافي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن بعض الارتباطات قد تكون متعلقة بعوامل أخرى مثل النشاط البدني والتدخين ووزن الجسم، حيث يميل الأشخاص الذين يتبعون عادة صحية واحدة (مثل تناول الخضروات والفواكه) غالبا إلى اتّباع عادات صحية أخرى (مثل ممارسة الرياضة أو تجنب التدخين). وبالمثل، فإن الذين يتبعون عادة واحدة غير صحية (مثل تناول الوجبات السريعة) قد يتبعون عادات غير صحية أخرى (مثل قلة النشاط البدني أو التدخين).

ومع ذلك، ظل النظام الغذائي مرتبطا بشكل مستقل بالشيخوخة البيولوجية حتى بعد الأخذ في الاعتبار هذه العوامل. ونظرا إلى أن المشاركين في الدراسة كانوا توائم، تمكن الباحثون من دراسة تأثير الجينات على العلاقة بين النظام الغذائي والعمر البيولوجي.

وأظهرت النتائج أن الخلفية الجينية المشتركة، وليس البيئة المشتركة خلال الطفولة، هي التي تفسر العلاقة بين النظام الغذائي والشيخوخة في مرحلة الشباب. ومع ذلك، تؤكد رافي أن “هذا لا يعني أن النظام الغذائي الصحي لا يفيد الجميع”.

مجرد تبني عدد من العادات البسيطة يمكن للفرد أن يحسن الصحة وبالتالي يعيش لفترة أطول

جدير بالذكر أن الدراسة استخدمت بيانات من مشروع “فين توين 12″، حيث شارك فيها 826 فردا من التوائم و363 زوجا من التوائم.

وتم تقييم النظام الغذائي باستخدام استبيان لتكرار تناول الطعام، حيث أبلغ المشاركون عن استهلاكهم النموذجي لـ55 نوعا من الأطعمة.

وأظهرت دراسة صينية أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً “صحياً” يتقدمون في السن بشكل أبطأ من أولئك الذين يستهلكون المزيد من المنتجات الحيوانية أو الخضر المعلبة. وبعد مراقبة البيانات الصحية لأكثر من 10 آلاف شخص فوق سن الـ50 عاماً لمدة 8 سنوات لتحديد تأثير النظام الغذائي على العمر البيولوجي، ينصح باحثون من جامعة تشجيانغ في الصين، بالحدّ من استهلاك اللحوم إذا كان الشخص يريد التقدم في السن بصحة جيدة.

وفي دراسة نشرت في أغسطس في مجلة “بي أم سي ميدسين”، أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً “صحياً” غنياً بالفواكه والخضروات الطازجة والبقوليات يتقدمون في العمر بشكل أبطأ من أولئك الذين يستهلكون المزيد من المنتجات الحيوانية والأطعمة فائقة المعالجة. بمعنى آخر، النظام الغذائي النباتي سيسمح لهم بأن يكون عمرهم البيولوجي (عمر خلاياهم) أقل من عمرهم الزمني (العمر الذي يتوافق مع تاريخ ميلادهم).

وقد اهتم العلماء بالعمر البيولوجي، لقياس الحالة الفعلية للياقة البدنية والصحة للشخص، وقد قاموا ببساطة بمراقبة الخلايا لتحديد ما إذا كانت قد دخلت مرحلة الشيخوخة، وهي مرحلة من التطور الخلوي تفقد فيها القدرة على تجديد وإصلاح نفسها، مما يمهد الطريق للأمراض المرتبطة بالعمر.

وهذا ما يفعله الباحثون الصينيون، وهو ما سمح لهم باكتشاف أن اتّباع النظام الغذائي النباتي يقلل من خطر تسارع الشيخوخة بنحو الثلث.

ويؤكد الخبراء أنه قد حان الوقت للتقليل من كمية المنتجات الحيوانية والتخلي عن الأطعمة الجاهزة والمعالجة، لحماية الصحة وتأخير شيخوخة الخلايا، والوقاية من الأمراض.

Thumbnail

ويشير الخبراء إلى أنه مع تقدم الأشخاص في العمر، تشهد أجسامهم تغيرات مُعقّدة ومتنوعة في الوظائف البيولوجية الطبيعة، ابتداءً من عملية تراكم الضرر في الحمض النووي، وصولًا إلى تعطّل وظيفة البروتينات وتعديل عملية التواصل ضمن الخلايا نفسها، وكذلك ما بين الأنسجة المنتشرة في الجسم، مما يتسبب في ظهور علامات جسدية للشيخوخة مثل التجاعيد والضعف، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر كالشيخوخة، على أن الأمر عندما يتعلق بحياة أطول وأكثر صحة فإنهم يكونون على استعداد بالتضحية بالروتين المعتاد الحياتي الخاطئ واعتماد نظام غذائي صحي ونشاط منتظم، وهما أول الأشياء في قائمة أسرار إطالة العمر.

ووفقًا لدراسة أجريت مؤخرًا فإن مجرد تبني عدد من العادات البسيطة يمكن للفرد أن يحسن الصحة وبالتالي يعيش لفترة أطول، حيث يزيد العمر بمقدار 12 إلى 14 عامًا. فقد وجد الباحثون أن عدم التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، واتّباع نظام غذائي صحي، كانت مفاتيح أو أسرار إطالة العمر للعيش حياة أفضل وأكثر صحة وسعادة.

وإذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان الوزن يمكن أن يحميه من مرض السكري وأمراض القلب والأمراض الأخرى التي تجعل حياته أسوأ. فدهون البطن ضارة بالصحة، وبدلًا من ذلك على الشخص تناول الكثير من الألياف وممارسة الرياضة بانتظام لرفع معدل الأيض.

والأشخاص الذين يمارسون الرياضة في المتوسط يعيشون لفترة أطول من الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة. فالنشاط البدني المنتظم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أشكال السرطان والاكتئاب. ويمكن أن يساعد أيضًا على بقاء الإنسان حادًا عقليًا في سن الشيخوخة. ويعد الجري لمدة 10 دقائق جيدًا، طالما أنه يضيف حوالي 2.5 ساعة من التمارين المعتدلة في الأسبوع.

كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم أحد أهم أسرار إطالة العمر، فهو يقلل من مخاطر السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض التمثيل الغذائي واضطرابات المزاج، كما أنه يساعد على الشفاء بشكل أسرع.

14