مصر تجذب السياح الصينيين الجدد

خطة الشباب لزيارة مصر تتضمن ممارسة أنشطة متنوعة مثل التزلج والغوص والفروسية والتنس والعزف على البيانو.
السبت 2025/02/08
حضارة مختلفة

مع تزايد الاهتمام بالسياحة الثقافية والرياضية بدأت مصر تسجل زيارات ملحوظة من الشباب الصينيين الذين يتطلعون إلى استكشاف حضارتها العريقة والتمتع بأنشطة متنوعة كالفروسية والتزلج والغوص في البحر الأحمر وتعلم الموسيقى.

القاهرة - عبّر الكثير من الشباب الصينيين عن تجاربهم في التزلج بمصر، حيث قالوا “بالإضافة إلى الغوص في البحر الأحمر وركوب الخيل أمام أبي الهول، عليكم تجربة التزلج في مصر!” و”لقد تعلمت التزلج في مصر.” وأشاروا إلى أنه رغم عدم وجود منتجع ثلجي طبيعي هناك، إلا أن منتجعات التزلج الداخلية توفر بيئات جيدة للاستمتاع بهذه الرياضة، كما تقدم خدمات ودورات تدريبية زهيدة الثمن ومحترفة.

وتتمتع مصر بمزايا ثقافية وجغرافية وتاريخية فريدة، كما أنها نقطة التقاء حضارات مختلفة على مر التاريخ. وقد ترسخت فيها رياضات مثل الفروسية والتزلج والتنس. ومنذ نهاية عام 2023 شرع الشباب الصينيون، بالإضافة إلى خططهم السياحية التقليدية التي تستغرق حوالي 10 أيام وتغطي مناطق الجذب السياحي الشهيرة مثل الأهرامات ونهر النيل والبحر الأحمر، في وضع “خطة سياحية معمقة” لزيارة مصر، تتضمن ممارسة أنشطة متنوعة مثل التزلج والغوص والفروسية والتنس والعزف على البيانو.

من بين هؤلاء الشباب الفتاة الصينية كاكا (26 عاما) التي تمارس عملها عن بُعد ومن ثم تستطيع السفر والعيش في مدن أخرى لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر سنويا، وهذا يمنحها الوقت الكافي للاستمتاع بالحياة في مصر، حيث قالت إن رياضات مثل “التزلج والتنس والفروسية… يمكن تجربتها مقابل مبلغ بسيط من المال،” مشيرة إلى أنه بعد شهر كامل من التدريب خلال عطلة شتوية أو صيفية، يصبح بإمكان المرء إتقان المهارات الأساسية لرياضة جديدة.

أما شيانغ تساي، وهي فتاة صينية تبلغ من العمر 27 عاما، فقد استأجرت منزلاً في مصر لمدة تقارب ثلاثة أشهر بهدف تعلم رياضات مختلفة، الأمر الذي مكنها من الانتقال من مستوى المبتدئين إلى إتقان الحركات الصعبة. وتحدثت عن تجربتها قائلة إن “مصر تتمتع بمزايا طبيعية تجعلها وجهة مثالية لتعلم الفروسية في ضوء عاداتها الثقافية التقليدية المرتبطة بركوب الخيل، فضلا عن المستوى العالي نسبيا للكفاءة الذاتية لدى مدربي الفروسية.”

جدير بالذكر أنه منذ سنوات عديدة أصبحت مصر واحدة من أبرز وجهات السفر المفضلة لدى السياح الصينيين بفضل مزاياها الثقافية والحضارية، بالإضافة إلى مناظرها السياحية الرائعة. وقد أضفى التدفق المستمر للسياح الصينيين حيوية ملحوظة على التبادلات السياحية بين الصين ومصر، حيث يزداد عدد الفنادق ووكالات السفر من مختلف الدرجات التي أدرجت اللغة الصينية ضمن اللغات التي تقدم خدماتها بها، وهذا بدوره يوفر مزايا مخصصة للسائح الصيني.

◙ مصر تتمتع بمزايا ثقافية وجغرافية وتاريخية فريدة، كما أنها نقطة التقاء حضارات مختلفة على مر التاريخ

وبالنسبة إلى الصينيين الذين اعتادوا على نكهات مسقط رأسهم فإن المطاعم الصينية في مصر، والتي تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات، يمكنها تلبية احتياجاتهم في أي وقت. إلى جانب ذلك، تحظى محلات بيع المشروبات الصينية بشعبية كبيرة في مصر؛ فهناك دائما طوابير طويلة تصطف لشرائها أمام العديد من تلك المحلات القديمة التي بدأت عملها في القاهرة منذ سنوات عديدة وتتمتع بسمعة طيبة.

وقالت جي سي تشي، السائحة الصينية التي بدأت رحلة إلى مصر تستغرق سبعة أيام في زيارة المتحف المصري وسط القاهرة، “كان السفر إلى مصر حلما يراودني دائما حيث تأسرني حضارتها الغنية، المليئة بالألغاز والقصص.” وفي المتحف قالت أسرة صينية، عرّفت نفسها فقط باسم عائلة روي، إنها أعجبت بوفرة الآثار الثقافية والمواقع التاريخية في مصر.

وأشارت والدة العائلة الصينية لوكالة شينخوا إلى أنه “يجب على الأطفال أن يتعلموا من الحضارات القديمة لتوسيع آفاقهم، لذلك أتينا إلى مصر،” وذلك مع اقتراب رحلتهم العائلية التي استمرت 13 يوما من النهاية، بعد أن شملت وجهات عديدة تضم القاهرة والأقصر وأسوان ومدينة الغردقة السياحية المطلة على البحر الأحمر. وشارك الآلاف من المستخدمين تجارب سفرهم في مصر على موقع ريدنوت، منصة التواصل الاجتماعي الصينية الشبيهة بموقع إنستغرام، وقدموا تقييمات ورؤى تسلط الضوء على استكشافاتهم الثقافية الفريدة.

وقالت فانغ تسي شيوان، إحدى الزائرات من شنغهاي، في يومها الأخير بمصر “سأفكر بالتأكيد في العودة في رحلة ثانية، لأن هناك الكثير من المعالم السياحية في القاهرة التي لم أزرها بعد، ولم تتح لي فرصة التعمق في الثقافة الشعبية الغنية.” وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية في صعيد مصر، إن السياح الصينيين يفضلون الآن الوجهات التي تتمتع بالمواقع التاريخية والجمال الطبيعي والمرافق الحديثة، ما يجعل مصر خيارا مهما. وحث وكالات السفر المصرية على تعزيز التعاون مع الشركات الصينية وطالب بزيادة الربط الجوي بين البلدين.

وأكد عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، استعداد مصر للتعاون مع وكالات السفر الصينية في حملات تسويقية مشتركة لتوفير تجربة سفر محدثة ومثمرة للسياح الصينيين. وأشار القاضي إلى أن الموقع الرسمي للسياحة في مصر أصبح متاحا الآن باللغة الصينية، ويقدم معلومات شاملة عن المعالم السياحية والأنشطة والفعاليات المستقبلية في البلاد.

18