متى يصير الخوف رُهابا

التفكير بمصدر الخوف يولد حالة مرعبة من التوتر والقلق.
الجمعة 2025/02/07
توتر ومعاناة بالغة

برلين - يفعل الأفراد الذين يعانون من داء الرهاب تجاه شيء ما، أقصى ما في وسعهم لتجنب الخطر الذي يتصورونه، والذي هو بنظرهم أكبر بكثير من الواقع. وفي حال تمت مواجهة المريض مع مصدر الخوف بالنسبة إليه، سوف يعاني من حالة توتر ومعاناة بالغة، والتي تؤثر على نمط حياته اليومية، ومهامه الطبيعية. وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى حالة هستيريا. وبالنسبة إلى بعض المرضى، مجرد التفكير بمصدر الخوف لديهم، يولد حالة مرعبة من التوتر والقلق.

وقالت الدكتورة بيترا بيشونر إن ليس كل خوف يعد رُهابا (فوبيا)، موضحة أن الخوف يصير رُهابا عندما يتفاعل المرء بشكل قوي وغير مناسب تجاه أشياء أو مواقف محددة للغاية، على سبيل المثال بأعراض القلق مثل ضيق الصدر وتسارع ضربات القلب والغثيان والدوار والاحمرار.

وأضافت أخصائية الطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي الألمانية أن هناك معيار آخر لتشخيص الرُهاب، ألا وهو مدى القيود، التي يتعرض لها المرء في حياته اليومية، على سبيل المثال عندما تمنع المخاوف الاتصالات الاجتماعية أو يصبح السفر مستحيلا بسبب الخوف من الطيران (رُهاب الطيران) أو تنتهي أمسية الشواء قبل الأوان بسبب الخوف من العناكب (رُهاب العناكب).

هناك معيار آخر لتشخيص الرُهاب، ألا وهو مدى القيود التي يتعرض لها المرء في حياته اليومية

وفي هذه الحالة تنبغي استشارة طبيب نفسي للخضوع للعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد المريض على فهم أنماط تفكيره وتغييرها، على ثلاثة محاور، أولا: التعرف على دورة الخوف كسلسلة من الأفكار والمشاعر وردود الفعل الجسدية والسلوكيات، ثانيا: تطوير إستراتيجيات بديلة للتفكير والعمل، ثالثا: التعلم أثناء العلاج لمواجهة المخاوف الرُهابية حتى تصبح أقل قوة وقابلية للسيطرة أو حتى التغلب عليها.

وأكدت بيشونر أن مفتاح التغلب على الرهاب هو مواجهته، وذلك من خلال ما يعرف بتمارين التعرض؛ حيث يواجه المريض في هذه التمارين مخاوفه المحددة خطوة بخطوة، ومن ثم يتضاءل الخوف مع مرور الوقت.

والرهاب أو الفوبيا هو خوف غير منطقي، ونوع من اضطرابات القلق التي تصيب الفرد تجاه حالة معينة أو مكان أو شيء ما.

ومرض الرهاب هو أكثر خطورة وجدية من حالات الخوف البسيطة. فالشخص الذي يعاني من الرهاب، لديه حاجة ملحة لتجنب أي شيء يحفز على مصدر القلق بالنسبة له. وعلى الرغم من معرفة المريض أن خوفه غير منطقي، لكن لا يمكنه التحكم به والسيطرة على شعوره.

وهناك الرهاب البسيط والرهاب المعقد.

والرهاب البسيط هو عبارة عن خوف غير طبيعي تجاه حالات محددة، أو أماكن أو أشياء أو نشاطات معينة، مثال على ذلك، الخوف من طبيب الأسنان، أو الخوف الشديد من حيوان معين كالكلب أو العصفور أو الذبابة أو العناكب.

الخوف يصير رُهابا عندما يتفاعل المرء بشكل قوي وغير مناسب تجاه مواقف محددة مثل ضيق الصدر وتسارع ضربات القلب والغثيان والدوار والاحمرار

أما الرهاب المعقد فهو الذي يرتبط بحالات أعمق من الخوف أو القلق تجاه حالات وظروف معينة يصعب تجبنها. مما يعيق حياتهم اليومية، ويؤثر عليها بشكل أكبر من الرهاب البسيط، وتتضمن:

ـ الرهاب الاجتماعي: والذي يُعرف أيضاً باسم اضطراب القلق الاجتماعي، حيث يخاف المريض من الاختلاط مع الناس. وبالتالي يتجنب الحفلات والمناسبات والاجتماعات. بالإضافة إلى ذلك هنالك حالات من الرهاب الاجتماعي، تتمثل في الخوف الشديد من التعرض للحرج أمام العامة. والخوف من حكم الأشخاص عليه ورأيهم به. وبالتالي ينعزل المريض اجتماعياً. ويتحول ذلك إلى مرض الاكتئاب.

بعض حالات البدانة، قد تتطور لاضطراب القلق الاجتماعي بسبب الوزن الزائد.

ـ الرهاب من الأماكن المكشوفة. حيث يخاف المريض من التواجد في الأماكن والساحات المكشوفة والمولات. وبالتالي النتيجة كما الحالة السابقة، الانعزال التام.

وقد تبدأ الحالات البسيطة من الرهاب، عادةً خلال سنوات الطفولة. وتختفي غالباً في أواخر سنوات المراهقة، لكن حالات الرهاب المعقدة، تبدأ خلال فترة المراهقة وتزداد تدرجياً مع التقدم في السن.

بالإضافة إلى ما سبق، تتضمن حالات الرهاب ما يلي:

ـ الخوف من الأماكن الضيقة أو المظلمة.

ـ الخوف من ركوب الطائرة أو قيادة السيارة.

ـ الخوف من البقاء وحيداً.

ـ الخوف من المناطق المرتفعة.

ـ الخوف من الإصابة بالمرض.

16