رياضة "تشي غونغ" تخفف آلام الظهر المزمنة

برلين - توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن رياضة “تشي غونغ” تساعد في تخفيف آلام الظهر المزمنة.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة “تمريض إدارة الألم”، أنه على مدى ثمانية أسابيع قام المشاركون في الدراسة بأداء تمارين “تشي غونغ”، والتي كان لها تأثير إيجابي على آلام الظهر المزمنة ومشاكل النوم.
وأوضح الباحثون أن هذا النهج الشامل يعالج التحديات المعقدة المتمثلة في آلام الظهر المزمنة دون الاعتماد على الأدوية، حيث يمكن لتقنيات التمدد والإرخاء والتقوية والتوازن في “تشي غونغ” أن تخفف من شد الظهر وتخفف الألم وتحسن الحركة ووضعية الجسم.
ويشار إلى أن رياضة “تشي غونغ” تُستخدم في الطب الصيني التقليدي، وهي تشمل عناصر من فنون الدفاع عن النفس، التي يتم إجراؤها بحركات بطيئة ومتدفقة مقترنة بالتنفس المتحكم والتأمل، وهي تركز على الطاقة الداخلية وتهدف إلى خلق الانسجام.
وألم الظهر واحد من الأسباب التي تجعل المصابين به يلجؤون إلى طلب المساعدة الطبية أو يفقدون عملهم. ويعد ألم الظهر أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم.
رياضة "تشي غونغ" تُستخدم في الطب الصيني التقليدي، وهي تشمل عناصر من فنون الدفاع عن النفس
ولحسن الحظ، يمكن لبعض التدابير المساعدة في الوقاية من معظم نوبات آلام الظهر أو تخفيفها، خاصة لدى من تقل أعمارهم عن 60 عاما. وإن لم تجدِ الوقاية نفعا، فيمكن للعلاج المنزلي البسيط والتعامل الصحيح مع الجسم في الكثير من الأحيان شفاء الظهر خلال أسابيع قليلة. ونادرا ما يتطلب ألم الظهر إجراء جراحة لعلاجه.
ومن الممكن أن يتراوح ألم الظهر ما بين الشعور بألم في العضلات والإحساس بالرشق أو بألم حارق أو ألم يشبه الطعن. ويمكن أن ينتشر الألم أيضا إلى أسفل الساق. وقد يؤدي انحناء الساق أو ليِّها أو رفعها أو الوقوف أو المشي عليها إلى زيادة الأمر سوءا.
ويمكن للرياضة وبعض الممارسات أن تقلل من آلام الظهر المزمنة.
و”تشي غونغ”، وهي ممارسة صينية قديمة، تشمل نهجا شاملا للصحة والرفاهية من خلال دمج الحركة الجسدية، والتنفس العميق، والوعي الذهني. يكمن جوهر “تشي غونغ” في قدرته على تنمية التوازن والانسجام داخل الجسم والعقل والروح. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بالفوائد المحتملة لتمارين “تشي غونغ”، وخاصة في تعزيز التوازن والاستقرار في الجسم.
وتتميز ممارسة “تشي غونغ” بمزيج من التأمل، والحركات بطيئة التدفق، والتنفس الإيقاعي، والحالة الذهنية الهادئة. وقد تم تناقل هذه الممارسة القديمة عبر الأجيال، مما يؤكد العلاقة بين الجسد والعقل. ومن خلال الانخراط في تمارين “تشي غونغ” يمكن للأفراد تجربة الشعور بالاسترخاء، وتحسين التركيز، وتعزيز التنسيق الجسدي. وتساعد الحركات البطيئة والمتعمدة في “تشي غونغ” في تنمية اتصال عميق بين العقل والجسم، وتعزيز حالة من الهدوء الداخلي والتوازن. وأظهرت الدراسات أن تمارين “تشي غونغ” لديها القدرة على تحسين الصحة البدنية والعقلية، مما يجعلها تدخلا قيما للأفراد الذين يبحثون عن الرفاهية الشاملة.
وتضم تمارين “تشي غونغ” العديد من الفوائد الجسدية التي تساهم في الصحة العامة والرفاهية. وإحدى المزايا المهمة لممارسة “تشي غونغ” هي قدرتها على تحسين المرونة. كما تساعد الحركات والتمددات اللطيفة التي تتضمنها رياضة “تشي غونغ” على تعزيز مرونة المفاصل ونطاق الحركة، مما يؤدي إلى زيادة الحركة وتقليل خطر الإصابة. وعلى الرغم من أن “تشي غونغ” لا يعتبر تمرينا هوائيا، إلا أنه يعزز بناء القوة من خلال أداء الأوضاع والوقفات المختلفة. ومن خلال إشراك مجموعات عضلية مختلفة والحفاظ على الوضعيات، يمكن للممارسين تطوير القوة العضلية والقدرة على التحمل بمرور الوقت.
وإضافة إلى ذلك، فإن “تشي غونغ” متجذر في مبادئ الطب الصيني التقليدي، التي تؤكد على مفهوم تشي، أو الطاقة الحيوية. من خلال الحركات المتعمدة، وأنماط التنفس العميق، ومحاذاة الوضعية، يهدف “تشي غونغ” إلى تسهيل التدفق السلس للطاقة في جميع أنحاء الجسم، وتعزيز الانسجام والتوازن. وهذا النهج الشامل للصحة البدنية يميز “تشي غونغ” كممارسة لطيفة وفعالة لتحسين الصحة البدنية العامة.