التمرينات الرياضية تساعد في الوقاية من الخرف

التمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى المخ وتحفز إطلاق النواقل العصبية.
السبت 2025/02/01
الرياضة تعزز القدرات الذهنية

لندن - أظهرت دراسة جديدة أن الحفاظ على القيام بالنشاط البدني طوال الحياة، ولاسيما قبل سن الـ50، يؤدي إلى تغييرات في الدماغ قد تساعد في الوقاية من مرض الخرف.

ويعتقد الباحثون أن ذلك قد يعود إلى أن التمرينات الرياضية تساعد في الحفاظ على حجم المنطقة المسؤولة عن التفكير والذاكرة في الدماغ، بحسب وكالة بي.أي ميديا البريطانية.

كما أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة طوال حياتهم كانوا أقل عرضة لتجربة تدهور معرفي، حتى وإن كانت لديهم علامات رئيسية لمرض الزهايمر، مثل تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ.

ووجدت الدراسة أن ممارسة الرياضة طوال الحياة كانت “مرتبطة بوظائف معرفية أفضل عند سن السبعين، حتى لأولئك الذين لديهم علامات مبكرة لمرض الزهايمر”، وكانت الفوائد أكثر وضوحا لدى النساء.

وبحسب مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، التي مولت الدراسة إلى جانب مجلس البحوث الطبية، فإن نحو 982 ألف شخص يعيشون مع الخرف في المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 1.4 مليون شخص في عام 2040.

♦ الأشخاص الذين مارسوا الرياضة كانوا أقل عرضة لتجربة تدهور معرفي، حتى وإن كانت لديهم علامات مرض الزهايمر

كما كشفت دراسة جديدة أن التمارين الرياضية لا تجعل الجسم أقوى فحسب، بل تحافظ أيضا على نشاط العقل لمدة 24 ساعة كاملة.

ويقترح باحثون من جامعة لندن أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة يوميا تقدم أملا جديدا لأي شخص يتطلع إلى الحفاظ على قواه العقلية حتى سن الشيخوخة. على وجه التحديد، أظهر المشاركون الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و83 عاما والذين قاموا بنشاط بدني أكثر من المعتاد تحسنا في الذاكرة في اليوم التالي.

تقول الباحثة الرئيسية الدكتورة ميكايلا بلومبرغ “تشير نتائجنا إلى أن فوائد النشاط البدني في ما يتعلق بالذاكرة قصيرة المدى قد تستمر لفترة أطول مما كان يعتقد سابقا، ربما حتى اليوم التالي بدلا من مجرد ساعات قليلة بعد التمرين.”

وقد تتبعت الدراسة 76 رجلا وامرأة على مدى 8 أيام، باستخدام أجهزة تتبع النشاط التي يتم ارتداؤها على المعصم لمراقبة نشاطهم البدني وأنماط نومهم. وقد خضع المشاركون لاختبارات معرفية يومية، ما سمح للباحثين برسم خارطة دقيقة لكيفية تأثير الحركة والراحة على وظائف المخ.

وكانت النتائج التي نشرت في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني مذهلة، فقد أظهر النشاط البدني المعتدل إلى القوي ارتباطا بتحسن الذاكرة العاملة والذاكرة العرضية (كيف نتذكر أحداثا معينة) في اليوم التالي.

وهناك تفسير علمي وراء هذا التحسن العقلي، فالتمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى المخ وتحفز إطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورادرينالين، والتي تدعم العديد من الوظائف الإدراكية. وفي حين تستمر هذه التغيرات الكيميائية عادة لبضع ساعات فقط، تشير الدراسة إلى أن فوائد المخ قد تمتد لفترة أطول.

15