شركات أمن أميركية تستعد لمراقبة مركبات النازحين العائدين لشمال غزة

الشركات الأمنية الأميركية ستقوم بإجراء فحوصات للمركبات في ممر نتساريم وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
الجمعة 2025/01/24
دمار غير مسبوق في شمال غزة

واشنطن - تستعد شركات أمن أميركية بمراقبة مركبات الفلسطينيين النازحين الذين يعودون من جنوب غزة إلى منازلهم في الشمال المدمر، حسبما أفادت وسائل إعلام أميركية الخميس، نقلا عن مسؤولين حكوميين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "أكسيوس" الإخباري أن عملية الانتشار هذه من المتوقع أن تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتعد هذه الخطوة جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوسط فيه بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وتشير التقارير إلى أن الشركات الأمنية ستقوم بإجراء فحوصات للمركبات في ممر نتساريم، الذي يقسم قطاع غزة إلى شطرين جنوب مدينة غزة. وكانت هذه المنطقة تحت سيطرة القوات الإسرائيلية لعدة أشهر لمنع الفلسطينيين من العودة إلى المناطق الشمالية التي تم إخلاؤها.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، ينص على أن الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم إلى الجنوب يمكنهم العودة بعد سبعة أيام من سريان الهدنة.
وأفاد موقع "أكسيوس" بأن إسرائيل أصرت على إجراء تفتيش للعائدين، وهو ما رفضته حماس. وكحل وسط، تم الاتفاق على السماح للمركبات بالسفر شمالا عبر طريق واحد فقط، مع إدارة نقطة التفتيش من قبل طرف ثالث.
ووفقا للموقع فإن ثلاث شركات أمنية ستشارك في عمليات التفتيش، اثنتان منها من الولايات المتحدة وواحدة من مصر.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الأشخاص الذين سيتوجهون شمالا سيرا على الأقدام لن يخضعوا للتفتيش.
وقد أعد فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة الخميس قبل عودتهم المتوقعة بعد يومين لمناطق كانت فيها منازلهم وفقا للجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه.
وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة حماس عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة لمنازل تحولت إلى أطلال بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا وحولت أغلب القطاع إلى أنقاض وقتلت أكثر من 47 ألفا من سكانه.
وفي أكتوبر عادت القوات الإسرائيلية بريا إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ضد عناصر حماس ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حركة حماس الحدود في السابع من أكتوبر 2023. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ونشرت حماس بيانا الخميس تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلي إلى الشمال ومن المتوقع تسليم أربعة رهائن على الأقل لإسرائيل يوم السبت.
وجاء في بيان حماس "من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد’ البحر’... سيسمح للنازحين داخليا المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله".
وأضاف البيان "سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات".
وبما يسلط الضوء على المخاوف التي لدى الكثير من الفلسطينيين بشأن مدى متانة اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي، قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن قصفا من دبابة إسرائيلية تسبب في مقتل اثنين من السكان في رفح جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنوده أطلقوا النار باتجاه شخص مسلح في رفح، لكنه لم يحدد ما إذا كان قد أصيب أم لا. وأفاد الجيش بإطلاق النار باتجاه أفراد في أماكن أخرى في غزة، لكنه لم يؤكد إصابة أو قتل أحد.
وقالت الحركة الفلسطينية إنها ستسمح للناس بالعودة سيرا على الأقدام على طول الطريق الساحلي، وهو ما يعني المشي لعدة كيلومترات حتى المنطقة الرسمية في الشمال من حيث يمكنهم محاولة استقلال مركبات سيتم تفتيشها عند نقاط التفتيش. وشددت الحركة على عدم حمل العائدين أسلحة.
وذكر سامي أبوزهري القيادي الكبير في حماس إن الحركة على اتصال بعدة أطراف عربية ودولية للمساعدة في عملية العودة والإغاثة بطرق من بينها توفير الخيام.
وأضاف أن حماس ستبدأ العمل فورا على ترميم المنازل التي لم تدمر بالكامل.
وقال "سنقوم بتوظيف كل إمكانياتنا من أجل مساعدة أهلنا، البلديات لديها خطة معدة لاستقبال العائلات العائدة إلى الشمال وتوفير خيام لهم".
وعاد كثيرون للعيش داخل منازلهم المدمرة في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في قطاع غزة والذي كان محط تركيز الحملة الإسرائيلية في الشهور الثلاثة الماضية، وأشعلوا نيرانا محدودة في محاولة لتدفئة أطفالهم.