علاج السمنة يحسن جودة الحياة

أطباء تونسيون ينصحون بالصوم المتطقع للمساعدة في تخفيف الوزن.
الثلاثاء 2025/01/21
معدلات السمنة في ارتفاع

كشفت ملتقيات طبية أجراها أطباء ومختصون في جراحة السمنة بتونس أن السمنة في تزايد وأنها مست ربع التونسيين، مؤكدين أن مرضى السمنة خصوصا النساء والأطفال يتعرضون إلى صعوبات صحية كثيرة قد تمثل خطرا على حياتهم. ونصح المختصون بالصوم المتقطع لفوائده في تخفيف الوزن، مشيرين إلى أن علاج السمنة بشكل فعال يؤدي إلى تحسين جودة الحياة.

تونس ـ يعاني ربع التونسيين من السمنة وفق تأكيدات من مختصين في المجال، ويصيب مرض السمنة 25 في المئة من التونسيين، حسب معطيات تم عرضها خلال مؤتمر للجمعية التونسيّة لجراحة السمنة، إذ أكّد الأطباء المختصّون أنّ مرضى السمنة يتعرضون إلى صعوبات صحية كثيرة قد تمثل خطرا على حياتهم، مشيرين إلى العديد من الأساليب العلاجية التي من شأنها أن تضع حدّا لهذا المرض.

وقال المدير الطبي لمركز تونس لجراحة السمنة والسكري بتونس مراد عدالة، وهو طبيب مختص في جراحة الجهاز الهضمي، “إن علاج السمنة بشكل فعال يؤدي إلى تخفيف الكلفة على الدولة، وتحسين جودة الحياة بالنسبة للفرد والمجتمع.”

وأوضح في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على هامش ملتقى نظمته الجمعية التونسية لعلوم الصيدلة، أن علاج الأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين يحمّل ميزانية الدولة نفقات صحية كبيرة، فضلا عن مسؤولية السمنة التي تعد مرضا مزمنا، عن نسبة عالية من الوفيات.

وأضاف عدالة أن العلاج يتطلب سلسلة من الحلقات المترابطة أولها الوقاية والتحسيس والتشجيع على الرياضة للجميع والأكل الصحي واعتماد السلوكات الصحية بتجنب التدخين والمشروبات الكحولية والسهر.

علاج الأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين يحمل ميزانية الدولة نفقات كبيرة

أما بخصوص ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الأطفال فأبرز أن أسبابها مختلفة ولها مشاكل أخرى منها الوراثي وأخرى اجتماعية، داعيا إلى تفادي العادات السيئة والاستفادة من الصيام باعتباره من الطرق المساعدة على تخفيف الوزن ولاسيما طريقة الصوم المتقطع، ومن الضروري معرفة الطريقة المثلى للحصول على مفعولها الإيجابي باعتماد الضوابط السليمة.

كما أكد على أهمية دور كل من الصيدلي وطبيب العائلة والقطاع العام والمتخصصين في أمراض الغدد والأمراض الصدرية وأمراض القلب والشرايين والجراحين كل في مجاله وفي كل مرحلة يحتاجها المريض، لأن السلسلة واحدة ولأن المرض مزمن يتطلب كل هذه العلاجات.

من جهته قال الكاتب العام للجمعية التونسية لعلوم الصيدلية “إن هذا الملتقى يندرج في إطار التكوين المستمر للصيادلة، وتم اختيار السمنة لأنها موضوع الساعة وهي من الأهمية بمكان بالنسبة للمواطن والدولة على حد السواء”، داعيا إلى الوقاية منها وتوجيه النصائح لكل من يتعرض لهذا المرض.

وبين أن الأطفال والنساء أصبحوا أكثر الفئات إصابة بالسمنة لغياب الحركة والعادات الغذائية الخاطئة مما جعل ثلثي النساء في تونس مصابات بالسمنة فضلا عن التوتر وغيرهما.

وقال “إن الغاية من حضور الصيادلة من القطاعين العام والخاص هي لإطلاعهم على الجديد في هذا المجال على غرار الجانب الجيني والبيولوجي والجانب الغذائي والطبي والجراحي والدوائي، فضلا عن مكانة النباتات الطبية في معالجة أمراض السمنة.”

وتنشط في تونس هياكل مختصة في مقاومة مرض السمنة والبدانة أبرزها مركز جراحة السمنة والسكري بتونس وهو مركز للوقاية وإعادة التأهيل والمتابعة مخصص للأشخاص الذين يعانون من مرض السمنة والسمنة المفرطة وتأسس سنة 2020.

جراحة السمنة حديثة الظهور في تونس، وقد انطلق انتشارها في البلاد في سنة 2005

وكانت دراسات سابقة توقعت أن تصل نسبة إصابة التونسيين بالسمنة في سنة 2035 إلى 40 في المئة من مجمل السكان.

وقال رئيس الجمعية التونسية لجراحة السمنة حاتم جباس إنّ أكثر من 6000 عمليّة في جراحة السمنة يتم القيام بها في تونس سنويا وتشمل في أغلبها مرضى أجانب.

وأضاف أنّ جراحة السمنة حديثة الظهور في تونس، وقد انطلق انتشارها في البلاد في سنة 2005، وذلك في القطاعين العام والخاص.

وقال إنّ جراحة السمنة وجراحة الجهاز الهضمي ترمي بالأساس إلى “مقاومة مرض مزمن يتسبّب في العديد من التعكرات الصحية التي تهدّد حياة الإنسان مثل السكري والجلطة القلبية والدماغية، ويمكن أن تكون هذه الجراحة ضرورية لإخراج المريض من دائرة الخطر.”

وبيّن أنّ نسبة نجاح العمليات تتجاوز الـ80 في المئة من الحالات غير أنّ النجاح في القضاء على السمنة يتطلب من المريض الاندماج في منظومة شاملة من خلال تغيير نمط حياته انطلاقا من التغذية إلى الرعاية النفسية وصولا إلى ممارسة الرياضة والحركة.

وكشفت دراسة وطنية متعلقة بصحة التونسيين من 15 سنة فما فوق كان أجراها المعهد الوطني للصحة أن الوضع في تونس حرج. وبينت الدراسة أن نسبة التونسيات المصابات بارتفاع الوزن في حدود 68 في المئة، في حين تتراجع قليلا لدى الرجال لتصل إلى 52.20 في المئة.

السمنة في الأطفال قد تتجاوز مثلي مستويات 2020 لتصل إلى 208 ملايين فتى و175 مليون فتاة بحلول عام 2035

وتبلغ النسبة العامة للسكان الذين يعانون من زيادة الوزن 60 في المئة. كما كشفت الدراسة أن قرابة 50 في المئة من التونسيين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول أو الدهون الثلاثية، إذ تبلغ هذه النسبة 43.80 في المئة لدى الرجال في حين تبلغ لدى النساء 38.10 في المئة.

وكشف تقرير “أطلس 2023” أن أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035.

وتوقع الاتحاد العالمي للسمنة في الأطلس الذي أصدره أن 51 في المئة من سكان العالم أي ما يتجاوز أربعة مليارات نسمة سيعانون من السمنة أو زيادة الوزن خلال الاثني عشر عاما المقبلة.

وجاء في التقرير أن معدلات السمنة آخذة في الارتفاع بسرعة، خاصة بين الأطفال وفي الدول منخفضة الدخل.

ووصفت رئيسة الاتحاد العالمي للسمنة لويز باور البيانات بأنها “تحذير واضح”، وقالت إن صانعي السياسة بحاجة إلى التحرك الآن لمنع تدهور الوضع.

وذكرت في بيان “من المثير جدا للقلق أن نرى معدلات السمنة ترتفع بشكل أسرع بين الأطفال والمراهقين”.

وأضافت “يتعين على الحكومات وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم بذل قصارى جهدهم لتجنب تمرير التكلفة الصحية والاجتماعية والاقتصادية للأجيال الأصغر”.

وأفاد التقرير بأن السمنة في الأطفال قد تتجاوز مثلي مستويات 2020 لتصل إلى 208 ملايين فتى و175 مليون فتاة بحلول عام 2035.

وقال الاتحاد العالمي للسمنة إن التكلفة التي سيتحملها المجتمع ستكون كبيرة بسبب الظروف الصحية المرتبطة بزيادة الوزن، إذ ستتجاوز أربعة تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2035 أي ما يعادل ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ومع ذلك قال القائمون على التقرير إنهم لا يلومون الأفراد لكنهم يدعون إلى التركيز على العوامل المجتمعية والبيئية والبيولوجية لهذه الظروف.

ويستخدم التقرير في تقييماته مؤشر كتلة الجسم، الذي يقيس السمنة أو زيادة الوزن عن طريق قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على طوله بالمتر المربع. ووفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، إذا زاد مؤشر كتلة الجسم عن 25 فإنه يعني زيادة الوزن وإذا زاد عن 30 يعني سمنة.

وفي عام 2020 تم تصنيف 2.6 مليار شخص، أي 38 في المئة من سكان العالم، ضمن هاتين الفئتين.

وجاء في التقرير أيضا أن كل الدول تقريبا التي من المتوقع أن تشهد أكبر زيادة في السمنة في السنوات المقبلة هي الدول منخفضة أو متوسطة الدخل في آسيا وأفريقيا.

15