قائد 'سنتكوم' يطالب من شمال سوريا دولا أجنبية باستعادة جهادييها المعتقلين لدى قسد

9000 معتقل إضافي من تنظيم الدولة الإسلامية "من أكثر من 50 دولة مختلفة لا يزالون في أكثر من اثني عشر مركز احتجاز تحرسه قوات سوريا الديمقراطية في سوريا".
الجمعة 2025/01/17
واشنطن تتوجس من أن يؤدي التصعيد في شمال سوريا لعودة داعش وفرار آلاف من جهادييه المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية

بيروت - التقى قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) مايكل كوريلا مع عدد من قادة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد، مؤكدا على ضرورة إعادة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب إلى أوطانهم، وسط استمرار المعارك مع قوات تدعمها أنقرة وبالتزامن مع أنباء عن جهود لتهدئة التوتر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومبادرة من حزب العمال الكردستاني لوقف القتال في شمال سوريا.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، على عشرات السجون والمخيمات التي تؤوي آلاف الجهاديين ومشتبه بهم مع عوائلهم ومن بينهم أجانب في سوريا.

وذكر بيان للقيادة أن الجنرال كوريلا التقى بقادة عسكريين أميركيين وآخرين في قوات سوريا الديمقراطية الخميس "للحصول على تقييم" للجهود الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة ومنع عودته الإقليمية، فضلا عن "الأوضاع المتطورة في سوريا".

وشكلت 'قسد' المدعومة من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر مناطق سيطرته في العام 2019.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية إن كوريلا زار مخيم الهول الذي يؤوي أكثر من 40 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، وفق الأمم المتحدة. وتفرض القوات الكردية إجراءات أمنية مشددة على قسم خاص يؤوي الأجانب من عائلات التنظيم.

وأضافت "بدون جهود دولية لإعادة التوطين وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج"، فإن مثل هذه المعسكرات "قد تؤدي إلى جيل قادم" من عناصر التنظيم المتشدد.

وأشارت إلى أن 9000 معتقل إضافي من تنظيم الدولة الإسلامية "من أكثر من 50 دولة مختلفة لا يزالون في أكثر من اثني عشر مركز احتجاز تحرسه قوات سوريا الديمقراطية في سوريا".

وتنظر تركيا وهي حليف رئيسي للإدارة السورية الجديدة، إلى قوات سوريا الديمقراطية ومكونها الرئيسي وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها "إرهابية"، على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني على الرغم من أنهم حلفاء مهمون لواشنطن في القتال ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت تهدد بشن عملية عسكرية ضد قسد، ما دفع الولايات المتحدة إلى بذل جهود دبلوماسية واسعة النطاق لتجنب مواجهة كبرى وسط القتال المستمر.

وأسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف منبج (شمال) رغم اعلان هدنة بوساطة أميركية، عن مقتل أكثر من 401 شخص منذ 12 ديسمبر الماضي، معظمهم من المقاتلين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأعربت أنقرة عن رغبتها في مساعدة الإدارة السورية الجديدة وتقديم "الدعم العملياتي في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية" وعرضت تقديم المساعدة اللازمة للحكومة الجديدة "لإدارة المخيمات والسجون" حيث يحتجز آلاف الجهاديين وعائلاتهم ويديرها مقاتلون أكراد في سوريا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها أجرت محادثات مع السلطات السورية الجديدة.

ورفع الأكراد السوريون بعد هزيمة الأسد، علم الاستقلال الذي تعتمده فصائل المعارضة، على مؤسساتهم، في بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، في خطوة رحّبت بها واشنطن.

وعلى وقع الهجوم المباغت الذي شنّته هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) وتمكنت بموجبه من الوصول الى دمشق خلال 11 يوما، تعرض المقاتلون الأكراد لهجمات شنتها فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا وأدت الى انسحابهم من مناطق عدة.

وخلال زيارة لأنقرة هذا الأسبوع، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رفض الإدارة الجديدة في دمشق لأي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

والتقى رئيس قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الخميس رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وفق بيان صادر عن مكتب بارزاني، مشيرا إلى الحاجة إلى أن يتوصل الأكراد السوريون إلى "تفاهمات واتفاقيات مع السلطات الجديدة".