"بوليفارد وورلد".. تختزل ثقافات العالم

منطقة "بوليفارد وورلد" أصبحت وجهة عالمية بكل المقاييس، وهي ليست وجهة ترفيهية فحسب، بل أضحت أيقونة تنشر الثقافة والفنون.
الجمعة 2025/01/17
العالم في فضاء واحد

اختزلت "بوليفارد وورلد" في الرياض ثقافات العالم في مكان واحد، حيث جمعت مختلف العادات والتقاليد والتجارب الثقافية من جميع أنحاء العالم في موقع واحد مميز لتقديم تجربة فريدة للزوار والسياح.

الرياض ـ أضحت فكرة جمع ثقافات العالم في مكان واحد حقيقة مشاهدة للعيان، عبر منطقة “بوليفارد وورلد” بالرياض التي بنت جسورا بين الحضارات، وعززت التفاهم والتواصل بين الشعوب والأمم، وأتاحت التعرف من كثب على ثقافات الدول.

وتحولت منطقة “بوليفارد وورلد” إلى وجهة سياحية، فباختزالها الثقافات أضحت معلما بارزا من معالم مدينة الرياض وعلامة فارقة أسهمت مع فعاليات موسم الرياض “2024” المختلفة في وصول إجمالي زوار الموسم إلى 16 مليون زائر حتى العاشر من الشهر الحالي.

وتختزل “بوليفارد وورلد” التي استغرق بناؤها 82 يوما الكثير من ثقافات العالم، وتجمع تجارب متنوعة حيث تتكون من 22 منطقة من عدة دول هي: السعودية ومصر والمغرب وبلاد الشام والهند واليابان وتركيا وإيران والصين وإسبانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا وأميركا والمكسيك.

وتضم “بوليفارد وورلد” 300 مطعم ومقهى، وأكثر من 1400 محل تجاري، وأكبر بحيرة صناعية في العالم تتيح للزوار فيها ركوب الغواصة والقوارب، إلى جانب منطقة الملاهي بوليفارد بيير المتنوعة ما بين الألعاب المرتفعة والمثيرة والألعاب البسيطة والمناسبة للأطفال، وعجلة “البوليفارد” الدوارة العملاقة التي تتيح مشاهدة أروع المناظر من ارتفاع مذهل.

oo

ومن المرافق كذلك المتوافرة في المنطقة: أكبر (سفار) في الشرق الأوسط، وهي عبارة عن كرة ضوئية تضم بداخلها أكبر مسرح كروي “سينما بلانيت” يتيح عيش تجربة سينمائية مذهلة، وأرض الحرب، والقوارب المتنوعة البالغة 47 قاربا، وتلفريك للتنقل بين “بوليفارد وورلد”، و”بوليفارد رياض سيتي”.

وللعالم الافتراضي نصيب وافر، فمن خلال “ميتا وورلد” يمكن الانغماس في العوالم الافتراضية عبر مجموعة مختارة من الألعاب الشهيرة، إلى جانب فندق دراكولا حيث يمكن خوض غمار تجربة مرعبة ومثيرة.

وتقدم منطقة “كورشوفيل” تجربة فريدة من نوعها تجمع بين أجواء الترفيه والمغامرة في بيئة مستوحاة من منتجعات التزلج العالمية، من خلال تصميم ميدان للتزلج مهيّأ للمبتدئين والمحترفين على حد سواء، إضافة إلى “دولفيناريوم” ومتعة مشاهدة مجموعة من الدلافين المدربة وحركاتها المثيرة.

إن كان الكاتب الفرنسي جول فيرن استغرق في روايته الشهيرة 80 يوما ليجوب بطله العالم، فإن الحكاية بنسختها السعودية تطلبت يوما واحدا ليرى الزائر بعينيه حضارات الأمم والشعوب، فها هي ساحات “بوليفارد وورلد” قد تحولت إلى كرة أرضية مصغّرة تحتضن عددا من دول العالم.

وفي تجسيد دقيق للكثير من حضارات العالم راعى أدق تفاصيلها اختزلت منطقة “بوليفارد وورلد” تلكم الحضارات والثقافات، فهذا المعلم الباريسي الشهير برج إيفل، وذاك قوس النصر، وهناك قصر تاج محل، وتلك شوارع لوس أنجلس وجسر البوابة الذهبية، وها هي الأهرامات الفرعونية، والمدرج اليوناني، وملامح الشام العتيقة المتمثلة في مبان تحكي قصة عراقة المنطقة.

ii

وتستمر حكاية “بوليفارد وورلد” في تجسيد الحضارات العريقة، ومنها حضارة قبائل المايا والأهرام المكسيكية، إضافة إلى الثقافة الإسبانية وتفاصيل مبانيها المميزة، وعروض الفلامنكو، وتبرز أزقّة مدينة فينيسيا الإيطالية وعروض البيتزا الطائرة، والمتاجر والحلويات والمخبوزات على رصيف البحيرة، وفي اليونان زُينت الطرق بالمجسمات والتصاميم المعمارية اليونانية، وسط جزيرة سانتوريني الساحرة، وحضور عروض فلكلورية.

وتحضر الثقافة الصينية في “بوليفارد وورلد” من خلال بوابة الصين ومبانيها التراثية، والأسواق والعروض والكرنفالات الشعبية، والحرف والمنتجات الصينية. كما تحضر الثقافة اليابانية عبر الأنمي والساموراي اليابانية، وتجربة أشهر أكلات اليابانيين “السوشي والتيمبورا”.

وتضفي منطقة أفريقيا بمأكولاتها التقليدية وموسيقاها الشعبية بعدا آخر على “بوليفارد وورلد”، وتتيح المنطقة التعرف على الثروة الحيوانية للقارة السمراء، وإطعام الزرافات والأسود والقرود والكنغر وطيور الفلامنجو وغيرها من الحيوانات، وتأمّل نمط عيشها في مناطقها المخصصة.

وتنتقل الحكاية إلى قلب إسطنبول وتفاصيل العمارة التراثية والأسواق التركية الشعبية وقطار الترام المشهور في تقسيم، ومنها إلى إيران لتروي تاريخها وأشهر الأطباق الغنية بالنكهات المميزة كالزعفران العطري والتوابل، إضافة إلى السجاد الإيراني، وتحط الرحال في منطقة آسيا واكتشاف أجمل ما يتميّز به الشرق الأقصى وما يقدّمه من مغامرات ثقافية وتراثية عريقة إلى جانب المطبخ الآسيوي الغني بالأطباق الشهية والمميزة بنكهاتها الخاصة وتوابلها الرائعة وأعشابها الفريدة.

وتزدان فصول الحكاية بمنطقة السعودية التي تقدم لمحة عن تاريخ المملكة العريق وثقافتها الغنية بدءا من الأسواق التراثية، مرورا بالأطباق السعودية التقليدية، ووصولا إلى الحرف اليدوية وروعة ما تنتجه أنامل الحرفيين والحرفيات من مناطق المملكة شرقها وغربها، جنوبها وشمالها.

ومما لا شك فيه أن منطقة “بوليفارد وورلد” أصبحت وجهة عالمية بكل المقاييس، وهي ليست وجهة ترفيهية فحسب، بل أضحت أيقونة تنشر الثقافة والفنون، وتعزز التبادل الثقافي العالمي من خلال تقديم تجارب تفاعلية مستوحاة من ثقافات مختلفة، إلى جانب إبراز الهوية السعودية وأصالتها العريقة.

pp

18