ألف تونسي في المهرجان العالمي للرقص "جوست دوبو"

سهام بلخوجة: لا يجب أن يشعر هؤلاء الشباب بالاكتئاب، ويجب أن يظلوا واقفين، والرقص أفضل وسيلة للمقاومة.
الأربعاء 2025/01/15
الرقص يبعث أمل الحياة

يشارك ألف تونسي في المهرجان العالمي للرقص "جوست دوبو"، حيث أتيحت لهم فرصة التنافس في مختلف أساليب الرقص الحضري، مثل الهيب هوب والبوبينغ واللوكينغ والهاوس، ليمثل الفائز بلاده بباريس في مطلع مارس القادم.

تونس - تصدح الإيقاعات على المسرح الضخم لأوبرا تونس خلال تنافس الراقصين ضمن مهرجان “جوست دوبو” العالمي للهيب هوب، في مسابقة دولية هي الأكبر على الإطلاق لهذا الفن في بلد عربي، حطت رحالها في تونس خلال نهاية الأسبوع الفائت.

تُقام مسابقة الرقص “جوست دوبو” (فقط وقوفا) هذا العام حصريا بالوقوف (ومن هنا أتى اسمها) في ثماني مدن، بما في ذلك لندن ونيويورك وبكين وطوكيو. تم ابتكار الرقصة في عام 2002 بواسطة الراقص والمصمم الفرنسي – الكاميروني بروس ياكانجي، وأصبح منصة هامة في عالم الرقص الحضري.

تمثل تونس “خطوة مهمّة جدا بالنسبة إلي لأنها المرة الأولى منذ 23 عاما التي نأتي فيها إلى المغرب العربي” وإلى دولة عربية، حسب قول الراقص ومصمّم الرقصات ياكانجي الذي أطلق “جوست دوبو” في عام 2002.

وأبدى هذا الفنان إعجابا بأكثر من 300 فتى وفتاة شاركوا في المسابقة السبت الفائت “والتي سيمثل الفائز فيها تونس في باريس يوم 2 مارس أمام 17 ألف متفرج” في النهائي العالمي الكبير. ويضيف ياكانجي “هو حدث عالمي، إذ نبحث في آسيا وأميركا وأفريقيا وأوروبا عن أفضل الراقصين من كل أنحاء العالم.” ويتنافس المشاركون في أربع فئات، هي البوبينغ ولوكينغ والهيب هوب ودانس هاوس.

pp

وتضم لجنة التحكيم بشكل خاص الراقص الكوري هوان، الذي يُعتبر أسطورة حقيقية في عالم الهيب هوب وأستاذًا في البوبينغ، وقد غزا المسارح العالمية بانتصاراته في أكبر أحداث الرقص، كما تضم أيضًا شخصية بارزة في ساحة الهيب هوب والهاوس الدولية، الراقصة والمصممة والمدربة كلارا باجادو، وهي من الفلبين وُلدت في باريس ولها أكثر من 25 عامًا من الخبرة، وفرضت نفسها في فرنسا والمملكة المتحدة، حيث أسست مجموعة “إنداهاوس” ولعبت دورًا رئيسيًا في تطوير الثقافة الحضرية.

وتضم اللجنة أيضا فنانين آخرين معروفين في مجاليهما، هما ماجد كساب (هيب هوب) وآنتوني توماس (لوكينغ). الحدث الذي أقيم في تونس ليس مجرّد مسابقة للرقص، فالفكرة تكمن أيضا في إظهار صمود الشباب في ظل الأوضاع القاتمة الحالية، وفقا لسهام بلخوجة، مصمّمة الرقصات التونسية الشهيرة والمشرفة على الحدث في تونس.

وتبرر سهام أهمية “جوست دوبو” بقولها “لأننا بحاجة إلى أن نبقى واقفين، سواء في تونس أو في بلدان عربية أخرى، مع كل ما يحدث في فلسطين وأوكرانيا وفي كل مكان في العالم.” وتتابع “لا يجب أن يشعر هؤلاء الشباب بالاكتئاب، ويجب أن يظلوا واقفين، وليس هناك أفضل من الرقص كوسيلة للمقاومة.”

وتضيف “بدأنا نفقد الرقص في الأماكن الحضرية بعد جائحة كوفيد. ومع ألعاب الفيديو وغيرها، أصبح الشباب كسالى حتى للرقص، وحتى لرقص البريك دانس، وقد فقدنا عددا كبيرا من الراقصين. وبفضل هذا الحدث، هناك حوالي ألف شاب تقدموا إلى الاختبارات للمشاركة.”

pp

وترى بلخوجة أن “هذا الأمر مثير للإعجاب، وقد كان عدد الفتيات موازيا لعدد الفتيان.” وتشير إلى أن هذا الرقص في الأماكن العامة سمح في السنوات الأخيرة “للشباب التونسيين من الأحياء المحرومة بأن يصبحوا أبطال العالم،” مثل عدنان الزعتوري، المقيم الآن في ألمانيا والفائز 4 مرّات بهذه المسابقة منذ عام 2009.

وإلى جانب المنافسة في نهاية هذا الأسبوع تضمن الحدث أيضًا جلسات حوارية وورش عمل قادها راقصون مشهورون، وهو ما يوفر لحوالي 400 من الهواة والمبتدئين فرصة لتطوير مهاراتهم في مختلف أساليب الرقص الحضري. ومنحت هذه الورش، التي أشرف عليها خبراء في مجال الرقص الحضري، المواهب فرصة للعمل مباشرة مع أبرز الراقصين في مجالاتهم مثل اللوكينغ الذي يتميز بالحركات الطاقوية والإيقاعية، والبوبينغ الذي يبرز الإيقاع والتعبير، ورقص الهاوس الذي يتمتع بالمرونة والديناميكية، والهيب هوب الذي يعتبر أسلوبًا متنوعًا ومرنًا في الرقص.

واعتُمدت هذه الرياضة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس عام 2024، لكن لم يتم اختيارها من اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلس لعام 2028.

po

18