المشي يساعد على تجديد خلايا الجسم ويطيل العمر

يشير خبراء اللياقة البدنية إلى أهمية المشي في تجديد خلايا الجسم والتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وعلى اعتبار أن معظم نخاع العظم موجود في عظام الحوض والساقين يؤكد الخبراء أنه كلما حركنا أرجلنا ومشينا كلما حسنا إمداد خلايا نخاع العظم بالأكسجين والمواد المغذية، ما يمكن الخلايا من التكاثر. وعموما يعد المشي مفيدا جدا خاصة بعد سن الأربعين.
لندن ـ يساعد المشي على تجديد خلايا الجسم، وتأثيره على زيادة متوسط طول العمر المتوقع، وفق ما أوضحه الدكتور ألكسندر شيشونين أخصائي إعادة التأهيل.
ووفقا له، توجد في نخاع العظم الخلايا الجذعية التي تتطور إلى خلايا “متخصصة” في الجسم، الغضاريف والعظام والدهون وغيرها، أي أنها تجدد القلب والكبد والكلى والأمعاء والأعضاء الأخرى، لذلك يؤدي عدم عمل هذه الخلايا بصورة جيدة إلى تدهور حالة أعضاء الجسم.
ويقول: “وبما أن معظم نخاع العظم موجود في عظام الحوض والساقين، فعندما نحرك أرجلنا ونمشي، فإننا نحسن إمداد خلايا نخاع العظم بالأكسجين والمواد المغذية ونمكنها من التكاثر.”
ويشير الأخصائي، إلى أن أي مسافة يمشيها الإنسان تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ويقول: “يستحسن من الناحية المثالية، المشي لمدة نصف ساعة قبل النوم ومن الأفضل ساعة. وفي الصباح، يمكن المشي الصحي بوتيرة سريعة في الشارع أو على جهاز المشي، في المنزل أو في صالة الألعاب الرياضية. ويجب اختيار السرعة بحيث لا يقل النبض عن 120 نبضة في الدقيقة، ولا يتجاوز 140 نبضة.”
ووفقا له، المشي مفيد جدا خاصة بعد سن الأربعين. ويساعد المشي الاعتيادي على إضافة نشاط بدني، ما يحسن عملية التمثيل الغذائي والحالة الصحية بصورة عامة.
معظم نخاع العظم موجود في عظام الحوض والساقين، فعندما نحرك أرجلنا ونمشي، فإننا نحسن إمداد خلايا نخاع العظم بالأكسجين
ومن جانبها تشير الدكتورة ألكساندرا ميلر أخصائية علم النفس، إلى أن المشي هو شكل من أشكال التأمل أثناء الحركة، يساعد على تقليل القلق وتعزيز الاتصال بين العقل والجسم لأن الشخص أثناء المشي يركز على التنفس والبيئة، وغالبا ما ينغمس في حالات التأمل. ما يسمح باستعادة التوازن الداخلي.
ولا تقتصر فوائد المشي على المساعدة على فقدان الوزن فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل تحسين المزاج وتخفيف التوتر وتعزيز الإبداع.
ووفقا لدراسة نشرتها المجلة الأميركية للطب الوقائي، فإن المشي يساهم في تحسين الحالة المزاجية، ولاسيما إن كان خارج المنزل؛ وذلك وفقا للكاتبة شارلوت هيلتون أندرسن في تقريرها الذي نشره موقع ذا هيلثي الأميركي.
وأفاد المشاركون في هذه الدراسة، الذين مارسوا تمارين رياضية مدة 150 دقيقة تراوحت بين رياضات الغولف والتنس والسباحة والرقص، أو المشي 200 دقيقة أسبوعيا، بأنهم يتمتعون بمستويات طاقة أعلى وصحة عاطفية وحياة اجتماعية أفضل، حين عاد الباحثون إلى متابعتهم بعد ثلاث سنوات.
وأوضحت الكاتبة أن متلازمة التمثيل الغذائي، التي تساهم في زيادة ضغط الدم أو الكوليسترول وارتفاع نسبة السكر في الدم والدهون حول الخصر، تعتبر من أسوأ الآثار الجانبية لنمط الحياة الخاملة.
المشي يعتبر نشاطًا مفيدًا للصحة العامة، إذ يعزز اللياقة البدنية، ويؤثر إيجابا على العديد من أنظمة الجسم
وتوصلت إحدى الدراسات التي نشرت في المجلة الطبية النيجيرية، إلى أن احتمال الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي انخفض بنسبة 29 في المئة بمجرد المشي لأكثر من ساعة يوميا.
ويؤكد الخبراء أن المشي هو نشاط هوائي إيقاعي وديناميكي تُستخدم فيه العضلات الهيكلية الكبيرة، ويمنح الجسم فوائد متعددة مع آثار جانبية ضئيلة.
ويختلف معدل ضربات قلب الشخص أثناء المشي حسب عمره ومستوى لياقته البدنية وعوامل فردية. ومع ذلك، كدليل عام، غالبا ما يوصى بالحفاظ على معدل ضربات القلب ضمن منطقة مستهدفة محددة أثناء المشي لتحسين الفوائد الصحية. وتتراوح هذه المنطقة المستهدفة عادة بين 50 في المئة و85 في المئة من أقصى معدل ضربات قلب الشخص.
ويعد المشي لمدة 30 دقيقة يوميا أو أكثر في معظم أيام الأسبوع وسيلة رائعة لتحسين الصحة العامة أو الحفاظ عليها. إذا لم يتمكن الشخص من تخصيص 30 دقيقة يوميا، فالمشي لمسافات قصيرة بشكل متكرر قد يكون مفيدا.
كم يعد المشي من 8 آلاف إلى 10 آلاف خطوة يوميا هدفا مثاليا، خاصة بالنسبة لصغار السن. مع ذلك قد يكون معيارا جيدا، إلا أن المشي من 6 آلاف إلى 8 آلاف خطوة قد يكون كافيا وأكثر واقعية مع التقدم في العمر.
المشي يقوي عضلات الساقين والعضلات الأساسية؛ حيث أنه يؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على استقامة الجسم أثناء السير
ويمكن أن يساعد المشي على حرق السعرات الحرارية. ويمكن أن يساعد حرق السعرات الحرارية على الحفاظ على الوزن أو خسارته.
يعتمد حرق السعرات الحرارية الفعلي على عدة عوامل، بما في ذلك سرعة المشي والمسافة المقطوعة والتضاريس، (سيحرق الشخص سعرات حرارية أكثر عند المشي صعودا من المشي على سطح مستو)، والوزن.
وتعتبر رياضة المشي واحدة من الأنشطة البدنية البسيطة والفعّالة التي تمتاز بفوائد صحية عديدة ومتعددة، وهي تحظى بمكانة خاصة في مجال الصحة العامة. وبالرغم من بساطة رياضة المشي، إلا أنها تعتبر وسيلة فعّالة لتعزيز الصحة واللياقة البدنية.
ويتميز المشي بسهولة القيام به، حيث لا يحتاج إلى معدات أو مهارات خاصة. كما يمكن ممارسته في أي مكان وزمان، سواء في الهواء الطلق أو داخل المنازل أو حتى أثناء القيام بالأنشطة اليومية كالتسوق أو التنقل.
ويعتبر المشي نشاطًا مفيدًا للصحة العامة، إذ يعزز اللياقة البدنية، ويؤثر إيجابا على العديد من أنظمة الجسم. كما ويعتبر نشاطًا هوائيًا معتدلًا نسبيًا يسهم في تحسين اللياقة البدنية القلبية والهوائية. وينصح بممارسة رياضة المشي لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، يُمكن تقسيمها على مدى أيام متعددة بمعدل 30 دقيقة يوميًا، والتي يفضل تقسيمها إلى 3 فترات مشي مختلفة كل فترة منها مدتها 10 دقائق.
ويقوي المشي عضلات الساقين والعضلات الأساسية؛ حيث أنه يؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على استقامة الجسم أثناء السير. ويُنصَح بأخذ أيام راحة بين فترات المشي الشديدة للوقاية من الإصابات. ومع ذلك، فإن أيام الراحة لا تعني أن يكون الشخص غير نشط على الإطلاق، وإنما يسمح بممارسة رياضة المشي بشدة خفيفة أو معتدلة يوميًا للحفاظ على النشاط البدني والصحة العامة.
ويمكن أن تقلل ممارسة المشي بشكل كبير من احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة تصل إلى حوالي 19 في المئة عند ممارستها لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع. وهذه المخاطر يمكن أن تقل أكثر عندما تزيد مدة المشي أو المسافة المقطوعة يوميًا. ويمكن أن يحسن المشي نسبة نبضات القلب في الراحة، ويساهم في خفض ضغط الدم وتنظيم مستويات الكولسترول الضار. ومع تحسن اللياقة البدنية، يصبح القلب أكثر صحة وقوة وأقل عرضة للإصابة بالأمراض.