الملايين من الفلسطينيين يفقدون مساعدات الأونروا بعد حظرها

القدس- بنهاية يناير الجاري، يدخل قرار إسرائيلي حيز التنفيذ بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في مناطق سيطرتها، بعد تصويت الكنيست على القرار في أكتوبر الماضي.
وتقول إسرائيل إن موظفين عاملين في الوكالة كانوا جزءا من هجمات 7 أكتوبر 2023.
ويعني القرار الإسرائيلي أن الوكالة لن تكون قادرة على ممارسة عملها في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما يشمل غلق مكاتبها وأيّ حسابات مصرفية لها داخل إسرائيل.
وحذرت الأونروا، السبت، من أن الوقت يمر لدخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيز التنفيذ ما سيمنعها من تقديم خدماتها للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
◄ خدمات الأونروا تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية الأساسية للمخيمات والتمويل والمساعدات الطارئة
جاء ذلك على لسان مديرة التواصل والإعلام في الأونروا جولييت توما في مقابلة مع راديو وتلفزيون أيرلندا (RTE)، نقلت فحواها الوكالة على حسابها عبر منصة إكس.
وقالت المسؤولة الأممية “الوقت يمر لفرض حظر محتمل على الوكالة ما يمنعها من تقديم خدماتها الأساسية للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة، بما في ذلك القدس الشرقية”.
وشددت توما أن “الأمم المتحدة لا تخطط لاستبدال الوكالة بالأراضي الفلسطينية، ويجب أن يتراجع الكنيست الإسرائيلي عن قرار حظرها”.
تأسست الأونروا بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 بفترة وجيزة، بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا بعد النكبة إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.
وتنشط حاليا في خمس مناطق رئيسية، وهي قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، وسوريا ولبنان، وتخدم اليوم قرابة ستة ملايين فلسطيني (5.9 مليون شخص) ، بحسب بياناتها الرسمية.
وتقول الوكالة على موقعها الرسمي إن “الوقت يمضي بسرعة نحو تنفيذ مشروع قانون الكنيست.. وإذا ما تم تنفيذه، ستمنع الأونروا من العمل في الأرض الفلسطينية المحتلة. إن هذا جزء من جهود أوسع نطاقا لطمس التاريخ والهوية الفلسطينية”.
وتضيف “لا توجد وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة تقوم بمثل هذا العمل.. الأونروا يمكن استبدالها فقط من خلال دولة فلسطينية فاعلة تعالج محنة لاجئي فلسطين، وهذا يمكن تحقيقه من خلال الإرادة السياسية والدبلوماسية”.
وكانت الأونروا حجر الزاوية في حياة اللاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها في عام 1949. وتمتد أهميتها إلى المساعدات الإنسانية والتعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، ما أثر بشكل عميق على الملايين من الفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وتتمثل المهمة الأساسية للأونروا في تقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين في انتظار حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتشمل خدمات الوكالة التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية الأساسية للمخيمات والتمويل الأصغر والمساعدات الطارئة.
وفي قطاع غزة، ومنذ بدء الحرب، أصبحت الوكالة شريان حياة لمليوني شخص، إذ قدمت الفرق الصحية التابعة لها 6.7 مليون استشارة طبية (أكثر من 1600 استشارة يوميا).
وتلقى 730 ألف شخص الدعم النفسي والاجتماعي.. “وقمنا بتحصين 560 ألف طفل دون سن العاشرة ضد شلل الأطفال.. وتلقى ما يقرب من مليوني شخص مساعدات غذائية.. ويعيش مئات الآلاف من النازحين في ملاجئ الأونروا،” بحسب الوكالة.
وفي قطاع التعليم، وصلت فرق الوكالة في غزة إلى 18 ألف طفل من خلال أنشطة تعليمية. وقبل الحرب، قدمت الأونروا التعليم لأكثر من 300 ألف طفل، حيث قالت الوكالة “إن إعادتهم إلى بيئة تعليمية بدلا من بقائهم وسط الأنقاض يجب أن تكون أولويتنا القصوى”.
وفي الضفة الغربية، فإن أكثر من 50 ألف طالب مسجلين في مدارس الوكالة، كما وفرت الرعاية الصحية الأولية لنصف مليون لاجئ فلسطيني هناك.
وتدير الأونروا أكثر من 700 مدرسة في مختلف مناطق عملياتها، تخدم أكثر من 500 ألف طالب، حسب بيانات الوكالة على موقعها الإلكتروني، كما تدير وتدفع أجور قرابة 20 ألف معلم.
ووفق التقديرات الأخيرة للوكالة الصادرة نهاية 2024، تخدم الأونروا حوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في مناطق عملياتها الخمس.
وتأسست الأونروا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 (IV) في 8 ديسمبر 1949، استجابة لاحتياجات حوالي 700 ألف فلسطيني نزحوا خلال الصراع العربي – الإسرائيلي عام 1948.
وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من مايو 1950، بتفويض مؤقت لتقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين.
وفي البداية، ركزت الأونروا على تقديم الإغاثة الفورية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية؛ وبمرور الوقت، توسعت ولايتها لتشمل خدمات التنمية البشرية، مثل التعليم والتدريب المهني، لتعزيز الاعتماد على الذات بين اللاجئين.
وأهم المحطات في تاريخ الوكالة:
• 1950: بدأت الأونروا عملياتها، حيث قدمت خدمات الإغاثة الأساسية للاجئين الفلسطينيين في أعقاب حرب عام 1948.
• ستينات القرن العشرين: وسعت الوكالة خدماتها لتشمل التعليم، وإنشاء المدارس ومراكز التدريب المهني لتزويد اللاجئين بالمهارات اللازمة للتوظيف.
• 1967: بعد حرب الأيام الستة، وسعت الأونروا خدماتها لاستيعاب موجة جديدة من الفلسطينيين النازحين، وضبطت عملياتها لتلبية الطلب المتزايد.
◄ في قطاع غزة، ومنذ بدء الحرب، أصبحت الوكالة شريان حياة لمليوني شخص، إذ قدمت الفرق الصحية التابعة لها 6.7 مليون استشارة طبية (أكثر من 1600 استشارة يوميا)
• 1982: أعادت الأونروا تعريف متطلبات الأهلية لتشمل جميع أحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذكور، بغض النظر عما إذا كانوا قد مُنحوا الجنسية في مكان آخر، مما يعكس الاحتياجات المتطورة لسكان اللاجئين.
• 1990: قدمت الوكالة برامج التمويل الأصغر لتعزيز الاعتماد على الذات اقتصاديا بين اللاجئين، وتوفير قروض صغيرة لدعم ريادة الأعمال وتنمية الأعمال.
• منذ عام 2000: واجهت الأونروا تحديات بسبب الصراعات الإقليمية، بما في ذلك في سوريا ولبنان، مما استلزم تقديم المساعدة الطارئة والتكيف في تقديم الخدمات لضمان سلامة ورفاهية اللاجئين.
• 2018: خفضت الولايات المتحدة، وهي جهة مانحة رئيسية، تمويلها للأونروا بشكل كبير، ما دفع الوكالة إلى البحث عن مصادر تمويل بديلة للحفاظ على خدماتها.
• 2024: واجهت الأونروا شللا تشغيليا محتملا بسبب التشريعات الإسرائيلية الجديدة التي تقيد وصولها إلى التصاريح اللازمة والتنسيق العسكري، ما أثار مخاوف بشأن توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في المستقبل.
• أكتوبر 2024: الكنيست الإسرائيلي يصوت على قرار حظر عمل الوكالة في مناطق سيطرتها، ويدخل القرار حيز التنفيذ بعد 3 شهور من التصويت، أي نهاية يناير 2025