بحوث دولية لإيجاد دواء أو لقاح لمرض الأبطن

الحمية هي العلاج الوحيد في الوقت الراهن.
الجمعة 2025/01/03
البحوث لا تزال في أطوارها الأولى

يشدّد الأطباء على ضرورة تقيّد مرضى الأبطن بالحمية الخالية من الغلوتين باعتبارها السبيل الوحيد للنجاة من التداعيات الخطيرة لهذا المرض، مشيرين إلى أن بحوثا دولية جارية لإيجاد دواء أو لقاح للمرض. ويسبب كسر هذه الحمية ولو لبعض المرات عودة أعراض المرض المتمثلة في انتفاخ البطن والإصابة بالإسهال أو بالإمساك وبآلام في المعدة وعسر الهضم وفقدان الوزن.

تونس ـ يشير الأطباء إلى أنه لا يوجد علاج شافٍ محدد للداء البطني، لذلك تجرى البحوث على نطاق واسع لإيجاد دواء أو لقاح للمرض ويُمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صارم خالٍ من الغلوتين في علاج الأعراض وتعافي الأمعاء لدى معظم الأشخاص.

وأكّدت الطبيبة المختصّة في أمراض الأطفال، سيرين خليف، خلال فعاليات اليوم الوطني للجمعية التونسية لمرضى الأبطن، أن بحوثا دولية جارية لإيجاد دواء أو لقاح لمرض الأبطن، لكن العلاج الوحيد إلى حد الآن، هو الحمية الخالية من مادة الغلوتين.

وبينت، خلال هذه التظاهرة التحسيسية والتوعوية الملتئمة، مؤخرا بتونس العاصمة، أن عديد البحوث الجارية فشلت في إيجاد دواء لمرض الأبطن، في حين لا تزال أخرى في أطوارها الأولى، مما يعني أن التوصل إلى علاج فعّال لهذا المرض ليس بالأمر المستحيل لكن لن يكون على المدى القصير، وفق تقديرها.

وشدّدت المختصة على ضرورة تقيّد مرضى الأبطن بالحمية الخالية من الغلوتين باعتبارها السبيل الوحيد للنجاة من التداعيات الخطيرة لهذا المرض، مشيرة إلى أن كسر هذه الحمية ولو لبعض المرات يتسبّب في عودة أعراض المرض المتمثلة في انتفاخ البطن والإصابة بالإسهال أو بالإمساك وبآلام في المعدة وعسر الهضم وفقدان الوزن والطفح الجلدي والتلف في الأعصاب وصعوبة الحمل أو العقم التام.

كسر الحمية ولو لبعض المرات يتسبّب في عودة أعراض المرض المتمثلة في انتفاخ البطن والإصابة بالإسهال أو بالإمساك

ولا تقتصر مخلّفات عدم الالتزام بالحمية الخالية من الغلوتين بالنسبة للمصابين بهذا الداء على عودة أعراض المرض وإنما تتعقد الأمور أكثر ليصابوا بأمراض متعلقة بسوء التغذية وبتشوهات وبهشاشة على مستوى الأسنان والعظام، بينما يصاب الأطفال بتأخر في النمو والبلوغ، وفق المختصة.

ويمنع على المصابين بمرض الأبطن، منعا باتا، حسب المختصة تناول الأغذية الغنية بالغلوتين المستخرجة من القمح والشعير والشّوفان، موضحة أن جهاز المناعة لدى هؤلاء المرضى يعتبر القلوتين تهديدا للجسم فيهاجمه مما يتسبب في التهاب على مستوى سطح الأمعاء الدقيقة الأمر الذي يعطّل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة.

ويمكن لمرض الأبطن أن يصيب الأطفال والكهول على حد السّواء، لكن تتضاعف احتمالية الإصابة به لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية على غرار داء السكري من نوع الأول وأمراض الغدة الدرقية والتثلّث الصبغي 21، مشيرة إلى أن احتمالية الإصابة بهذا المرض تتضاعف أكثر من عشر مرّات عندما يورث من الأقارب من الدّرجة الأولى.

والداء البطني، مرض يحدث نتيجة رد فعل مناعي تجاه تناول الغلوتين، وهو بروتين موجود في الأطعمة التي تحتوي على القمح أو الشعير أو الجاودار.

ومن جانبه بين رئيس الجمعية التونسية لمرضى الأبطن، منجي بن حريز، أن الجمعية تعمل في حدود الإمكانيات المتوفرة على مساعدة مرضى الأبطن عبر تقديم مساعدات عينية لفائدة العائلات المعوزة المصابين بهذا المرض وتنظيم ورشات تدريبية وتكوينية في مجال صنع الأطباق الخالية من الغلوتين وكتب تحتوي على العديد من أنواع الوصفات الخاصة بها وتوفير مطويات فضلا عن دعم أصحاب المخابز المختصين في إعداد المعجّنات والمرطبات الخالية من الغلوتين.

وبين أن الجمعية لازالت تبذل جهودا لحثّ الصندوق الوطني للتأمين على المرض على التكفّل بمصاريف توفير الأغذية للمصابين بمرض الأبطن بطريقة دورية ومجانية، خاصة وأن تكاليفها باهظة جدّا وغير متوفّرة في الأسواق بالكميات المطلوبة.

وقدّر بن حريز، أن 100 ألف تونسي مصابون بمرض الأبطن، 30 ألفا فقط قاموا بتشخيص إصابتهم في حين يجهل البقية إصابتهم بهذا المرض، داعيا جميع من تظهر عليه علامات المرض السالف ذكرها إلى القيام بالتشخيص اللازم عبر القيام بتحاليل للدم والفحص بالمنظار وتحليل عينات من الأمعاء.

Thumbnail

وأوضح أن مادة الغلوتين الموجودة في القمح والشعير تضر الأمعاء بالنسبة لهؤلاء المرضى، مؤكدا أن العلاج الوحيد من هذا المرض هو اعتماد حمية دون الغلوتين.

وبيّن أن الفارينة المتأتية من الأرز والذرة ليست سهلة الاستعمال كما هو الحال بالنسبة لفارينة القمح والشعير، كما تحدث عن الغلاء الكبير في أسعار هذه المواد.

وأفاد بأن مطالب استرجاع المضاريف في علاقة بالصندوق الوطني للتأمين على المرض (حكومي) كانت ما بين 100(31 دولار) و130 دينار شهريا (40.96)، قبل 10 سنوات، وفي ظل الغلاء يمكن الحديث عن ضعف هذه الحاجيات، و200 دينار على أقل تقدير.

وأوضح أنه بعد فشل برنامج استرجاع المصاريف من الصندوق، تم التوجه للدولة لمساعدة المعوزين، وقد قامت وزارة الشؤون الاجتماعية منذ سنوات بتقديم المساعدة للجمعية التي توفر الإعانة لفائدة 500 عائلة شهريا بالمواد الخالية من الغلوتين، غير أن مطالب العائلات أكثر بكثير.

هذا وتمت المصادقة على مساعدة مرضى الأبطن من العائلات المعوزة المسجلة في برنامج الأمان الاجتماعي، بتقديم 30 دينار شهريا، مؤكدا أن هذا البرنامج لا يلبي حاجيات المرضى ولكنه إيجابي ويعد خطوة إلى الأمام، في انتظار تفعيله في أقرب الآجال.

ويسبب تناوُل الغلوتين حدوث استجابة مناعية لبروتين الغلوتين في الأمعاء الدقيقة لمرضى الداء البطني، وتؤدي هذه الاستجابة بمرور الوقت إلى حدوث تلف ببطانة الأمعاء الدقيقة ومنعها من امتصاص العناصر المغذية، وتُعرف هذه الحالة بسوء الامتصاص.

ويسبب التلف المعوي غالبًا أعراضًا مثل الإسهال أو التعب أو فقدان الوزن أو الانتفاخ أو فقر الدم. ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى مضاعفات خطيرة في حال عدم علاجه أو السيطرة عليه. كما يمكن أن يُؤثِّر سوء الامتصاص لدى الأطفال على نموهم وتطوُّرهم، فضلًا عن تسببه في ظهور أعراض مَعدية مَعوية.

16