تآكل الغضروف من بين أكثر أمراض العظام والمفاصل انتشارا في تونس

يشير أطباء العظام والمفاصل في تونس إلى أن تآكل الغضروف من بين أكثر أمراض العظام والمفاصل انتشارا في البلد، مؤكدين أنه يصيب النساء بدرجة أولى بسبب عدة عوامل هرمونية، إضافة إلى العوامل الوراثية وزيادة الوزن. وغالبًا ما يتم اللجوء إلى مجموعة من العلاجات غير الجراحية للمساعدة على تخفيف الأعراض المرافقة لتآكل الغضاريف ولمنع هذا التآكل أو إبطائه أيضًا.
تونس - تآكل الغضروف مرض شائع في تونس وهو من بين أكثر الأمراض التي يعالج منها المرضى في أقسام طب العظام والمفاصل بالمستشفيات، وفق ما أفادت به أستاذة الطب الجامعي المختصة في طب العظام والمفاصل بمستشفى منجي سليم، كوثر بن الغني.
وأوضحت كوثر في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن أعراض تآكل الغضروف تشمل أوجاعا بالركبة عند الوقوف أو عند صعود الدرج.
وبيّنت أن هذا المرض يصيب غالبا النساء بسبب عدة عوامل هرمونية، كما تساهم العوامل الوراثية وزيادة الوزن في تسجيل إصابات بتآكل الغضروف. ويتسبّب تعب السنين السابقة ومدة النشاط البدني والإرهاق في إصابات كثيرة بهذا المرض.
وينتج تآكل الغضروف عن تعرضه لإجهاد أو إرهاق أو تواجد المفصل في وضع غير طبيعي أو نتيجة التعرض لصدمة. وقد يكون هذا التآكل خفيفا أو شديدا في منطقة واحدة في الجسم أو في عدة مناطق مختلفة، وغالبًا ما تتم ملاحظة تآكل الغضروف في المرة الأولى بعد تآكل طبقة الغضروف وتدميرها بالكامل؛ وهو ما ينتج عنه تهيج في العظام واحتكاكها ببعضها البعض دون حماية وبالتالي الشعور بالألم الشديد.
المريض الذي يعاني من زيادة الوزن يتعيّن عليه تخفيض وزنه إما باتباع حمية غذائية أو بممارسة النشاط الرياضي
ودعت أستاذة الطبّ المختصة في طب العظام والمفاصل إلى ضرورة أن يكون التشخيص بصفة مبكّرة ليخضع المريض للعلاج قبل فوات الأوان، مؤكدة أن التأهيل الوظيفي يلعب دورا هاما في تحسّن الحالة الصحية للمريض.
وشدّدت على أن المريض الذي يعاني من زيادة في الوزن يتعيّن عليه تخفيض وزنه إما باتباع حمية غذائية أو بممارسة النشاط الرياضي من خلال المشي باعتباره يساهم في رفع المفاصل والكتلة العظمية بما يؤدي إلى تجنب الزيادة من تآكل الغضروف.
بدورها أكدت سنية خلبوس، الطبيبة المختصّة في علاج الآلام بمستشفى الرابطة، أنّ أكثر الآلام شيوعا في تونس هي آلام العظام والعضلات تليها آلام الرأس ومنها الصداع النصفي المعروف بـ”الشقيقة”.
وأضافت أنّ الكثير من المرضى لا يتحمّسون للمداواة بحكم الأفكار السائدة، مثل أنّ آلام العضلات والمفاصل والرأس لا يوجد لها علاج فعّال، وهذا تقدير خاطئ وفق قولها لأنّ العلاج ممكن عن طريق الدواء أو بالعلاج الطبيعي والنفسي.
ولفتت إلى أنّ المعالجة لا تقتصر على الأدوية فقط بل يُنْصح أيضا بالحرص على القيام بأنشطة بدنيّة منتظمة خلال حياتنا اليوميّة لعلاج تلك الآلام بطريقة طبيعية، حسب تعبيرها.
وبيّنت أنّ الحالات النفسيّة يمكن التعبير عنها بالألم العضوي في حين أنّها نفسيّة بحتة وهنا يكمن دور الطبيب في التواصل مع مريضه وتمتّعه بالحسّ الكافي لتشخيص الحالة بطريقة دقيقة.
وأفادت خلبوس بأنّ دراسة عالمية شملت قرابة 52 دولة أظهرت أنّ المعدّل العام للأشخاص الذين يشكون من آلام مزمنة يقدّر بحوالي 30 في المئة، مضيفة أنّ هذه الدراسة قد خصّت تونس وخلصت إلى أن نسبة 27 في المئة من التونسيين فوق 18 سنة يعانون من آلام مزمنة.
وغالبًا ما يتم اللجوء إلى مجموعة من العلاجات غير الجراحية للمساعدة على التخفيف من الأعراض المرافقة لتآكل الغضاريف ولمنع أو إبطاء هذا التآكل أيضًا، ويمكن لهذه العلاجات أن تساعد على تحسين نوعية الحياة عن طريق تقليل الألم وتعزيز حركة الغضروف المتآكل.
ومن طرق علاج تآكل الغضاريف دون جراحة ما يلي:
- حماية المفصل المصاب من خلال استخدام الدعامات، مثل دعامة الركبة، للوقاية من تعرضه للمزيد من الإصابات.
- رفع المفصل المصاب على وسادة أو وضع كمادات الثلج على المفصل المصاب لمدة 15 دقيقة كل ساعة أو ساعتين لمحاولة تقليل تورم المفصل خلال أول يومين أو ثلاثة أيام.
- تناول الأدوية المُسكنة للألم والتي لا تتطلّب وصفة طبية.
- تجنب ممارسة الرياضات أو الأنشطة التي تحتاج إلى استخدام مكثف للمفصل المصاب، وذلك لأنها تزيد من التورم والألم.
- تلقّي حقن الكورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب والألم وِفقًا لما يوصي به الطبيب المختص.
- العلاج بحقن حمض الهيالورونيك، حيث يقوم الطبيب بحقنه في المفصل المصاب، وهو ما يعمل على تليين المفصل المصاب وتقليل الاحتكاك بين العظام وبالتالي تقليل الألم.
- اللجوء إلى جلسات العِلاج الطّبيعي، والذي يقوم فيه المعالج بتصميم برامج محددة لتقوية العضلات حول المفصل المصاب، وتحسين استقرار المفصل، وزيادة مدى الحركة.
وغالبًا ما يتم اللجوء إلى طرق علاج تآكل الغضاريف الجراحية لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات السابقة، إذ هناك عدة خيارات جراحية يتم اختيار ما يتناسب منها مع المرض اعتمادًا على عدد من العوامل، ومنها عمر المريض، ومستوى نشاطه، ومدى حجم تآكل الغضاريف، بالإضافة إلى مدة حدوث التآكل.