تنويع التمارين الرياضية الأسلوب الأكثر فعالية لتحسين اللياقة

أنجليا (الولايات المتحدة) ـ كشف فريق من الخبراء أن تنويع التمارين الرياضية هو الأسلوب الأكثر فعالية لتحسين اللياقة البدنية على المدى الطويل.
ففي حين أن الاتساق في التمرين أساسي للحصول على نتائج جيدة، إلا أن القيام بالتمرين نفسه يوميا قد يؤدي في النهاية إلى توقف التقدم البدني.
ويرى بعض المؤثرين أن الاستمرار في التمرين نفسه لسنوات هو السر وراء نجاحهم، ولكن الحقيقة أن هذا قد يعمل ضد هدفهم إذا لم يتضمن تحديات كافية لجسمهم.
وجاء في تقرير لدان جوردون، أستاذ فيزيولوجيا التمرينات، وجوناثان ميلفيل، مرشح الدكتوراه في علوم الرياضة والتمارين، من جامعة أنجليا روسكي، أنه من أجل تحقيق تحسينات مستدامة في اللياقة البدنية، يجب على الجسم مواجهة تحديات جديدة بشكل دوري. وهذا التحدي يكون عبر تعطيل توازن الجسم الداخلي، وهو ما يساهم في تعزيز التكيف الفسيولوجي. وفي الواقع، كلما زاد الضغط الذي يتعرض له الجسم أثناء التمرين، زادت فرصته في التكيف وتحقيق التحسينات.
ويتطلب التمرين الفعّال حدوث “إجهاد” للأنسجة العضلية، ما يدفع الجسم إلى التكيف عبر زيادة القوة والتحمل. وإذا لم يكن الضغط المطبق كافيا لتغيير التوازن الداخلي، فلن يتمكن الشخص من رؤية أيّ تحسن، وقد يؤدي الاستمرار في التمرين نفسه إلى توقف التقدم، أو حتى فقدان المكاسب التي تحققت.
لتحقيق تحسينات مستدامة في اللياقة البدنية، يجب على الجسم مواجهة تحديات جديدة بشكل دوري
ولضمان التقدم المستمر، ينبغي تغيير روتين التمرين بانتظام من خلال تطبيق مبدأ “الحمل الزائد التدريجي”. وهذا يعني زيادة الشدة أو مدة التمرين أو تكرار التمرينات بمرور الوقت، ما يساهم في إحداث التغييرات الفسيولوجية التي تترجم إلى تحسينات حقيقية في اللياقة.
وتمكن زيادة شدة التمرين إما عن طريق رفع متطلبات التمرين نفسها أو تقليص فترات التعافي بين الجلسات. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بحذر لأن التكيف الفعلي يحدث أثناء فترة الراحة، وليس خلال التمرين نفسه. لذا يجب الحرص على عدم إرهاق الجسم بشكل مفرط.
ويجب أيضا مراعاة التنوع في التمرين من أجل تحفيز الجسم عقليا. فإذا تابعت في روتين التمرين نفسه يوما بعد يوم، فإنك قد تجد أن تحفيزك العقلي ينخفض بمرور الوقت. لذلك، من الأفضل إدخال تمارين جديدة أو تعديل الروتين بشكل دوري للحفاظ على الدافع والشعور بالتجديد.
إضافة إلى ذلك، فإن تغيير التمرين كل 4 إلى 6 أسابيع يساعد في استمرار تقدم الشخص البدني. وسواء من خلال زيادة شدة التمرين أو تنويع الأنشطة البدنية، من المهم أن تشمل تمارينه مزيجا من الأنشطة، مثل رفع الأثقال والتمارين الهوائية لتحقيق أفضل النتائج.
ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية في منع زيادة الوزن المفرطة أو المساعدة في تثبيت الوزن بعد إنقاصه. فعند ممارسة الأنشطة البدنية، يحرق الجسم السعرات الحرارية. وكلما زادت شدة النشاط، زادت السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.
ويرى الخبراء أن ممارسة أيّ قدر من النشاط البدني خيرٌ من عدم ممارسة أيّ شيء إطلاقًا. وللحصول على فوائد التمارين الرياضية، كل ما على الفرد فعله هو أن يكون أكثر نشاطًا على مدار اليوم. فعلى سبيل المثال، يمكنه صعود الدَّرَج بدلاً من ركوب المصعد أو التسرِيع من مهامه الروتينية المنزلية. فالاستمرارية هي العنصر الأساسي في تحقيق الأهداف.