مهرجان الألعاب الشعبية في السعودية.. رحلة الترفيه في الماضي

ألعاب تُظهر تنوع النشاطات التي كان يمارسها الأطفال والشباب في الماضي، وتُعد جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات.
الثلاثاء 2024/12/24
حضور ذهني لكل الأجيال

تعتبر الألعاب الشعبية في السعودية جزءًا جوهريًا من التراث الثقافي، حيث كانت وسيلة للترفيه والتسلية، فضلاً عن تعليم المهارات الاجتماعية والجسدية للأطفال والشباب. وتجمع هذه الألعاب بين الذكاء والمهارة والروح الرياضية، وتُعد وسيلة فعالة لنقل القيم والعادات والتقاليد من جيل إلى جيل.

الرياض – يواصل المهرجان الدولي للألعاب الشعبية في السعودية فعالياته المميزة، كي يقدم للزوار تجربة ثقافية فريدة تأخذهم في رحلة استكشافية لثراء التراث الشعبي وألعابه التقليدية، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للشعوب.

ولا يقتصر المهرجان على الترفيه فقط، بل يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الدول المشاركة، من خلال تقديم الألعاب الشعبية التي تحاكي ماضي الأجيال السابقة وطرق حياتها.

تتنوع الألعاب المشاركة في المهرجان لتشمل ألعاباً قديمة كانت تمثل جزءاً أساسياً من حياة الأطفال والشباب في الماضي، وتتميز بطابع جماعي، مثل “لعبة البروج” الخاصة بالفتيات وتشبه اللعبة الحالية التي تمارس في الحدائق أي لعبة المرجوحة لكن الاختلاف يكمن في أن الأولى عبارة عن عمودين من جذوع النخل يربط بينهما حبل به إما قماش أو مكان للجلوس يصنع من الليف أو السعف ويتأرجح عليه اللاعبان واحدا بعد الآخر، ويمارس هذا النشاط الجنسان كل على حدة.

أما لعبة “اللصقة” التي كانت تُلعب باستخدام الحصى أو الزجاج الملون فتتم بأشكال مختلفة وكانت في البدء تُلعب بنوع من الحصى أو الحجارة ثم بدأت تلعب بواسطة قطع من الزجاج المدور المسمى “التيلة”. ويكون ذلك بوضع واحدة على الأرض ثم كل شخص يخرج من عنده قطعة مماثلة ويحاول ضرب القطعة الموجودة بما لديه فإن أصاب أخذها وأخذ ما فشل فيه الآخرون بعدم ضرب القطعة الموجودة.

حح

ويعشق الأطفال لعبة “الدراجة” حيث يتم تحريك جزء من دراجة هوائية بواسطة عصا ليتشكل سباق مفعم بالحركة والنشاط. كما تبرز لعبة “أنا الذيب وآكلكم” التي كانت تحاكي حماية الأم لأطفالها من الذئب، حيث يتبادل الأطفال الهتافات والتهديدات في أجواء مرحة.

ولا تخلو الألعاب من النكهة المحلية، مثل “لعبة الحج والمدينة” التي كانت تمارس في منطقة الخليج خلال منتصف شهر شعبان، حيث يتنقل الأطفال بين المنازل طلباً للحلوى والأرز، مرددين هتافات تعكس التراث الشعبي. أما “لعبة القرقيعان”، التي تقام في منتصف رمضان، فهي فرصة للأطفال لارتداء ملابس جديدة والتجول في الأحياء لجمع المكسرات والحلويات من الجيران.

ومن بين الألعاب الأخرى المثيرة للاهتمام “لعبة السباحة” التي كانت تمارس في عيون المياه المنتشرة في الأحساء، حيث يتبارى الأطفال في السباحة محاولين تجاوز أكبر مسافة. أما “لعبة البراميل”، فيشارك فيها الأطفال في تحريك البراميل بأقدامهم في سباق ممتع ومليء بالحيوية.

وهناك لعبة “أصلع أصليع” أو “أقرع أقيرع”، التي تُقال حين يظهر شخص قد حلق شعره وأصبح أصلع. في هذه الحالة يتجمع الأطفال أو الشباب حوله، مردّدين العبارة الشهيرة “أصلع أصليع أو أقرع أقيرع طاح في الطاسة،” ويتابعون بالمناداة على “أمه” طالبين “قرقاشة”، وهي لعبة صغيرة تُصدر صوتًا.

ومن الألعاب الأخرى المميزة نجد “لعبة ركوب الخيل”، حيث يركب الطفل عودا من سعف النخيل يتم تهذيبه وإزالة الخوص منه، ليُحاكي ركوبه فرسا أو حصانا. أما “لعبة اللسب بالغترة” فتتضمن تحريك الغترة بطريقة تُمكّن اللاعب من ضرب أحد زملائه باستخدام طرف الغترة، فيما تُعرف “لعبة جر الحبل” بأنها لعبة جماعية يتنافس فيها فريقان على سحب الحبل إلى جهة فريقهم، بهدف إسقاط الفريق الآخر.

خخ

ومن بين الألعاب التقليدية توجد “لعبة الفريرة”، وهي عبارة عن جزء من جريد النخيل يحتوي على سلك معدني وورقة توضع بطريقة خاصة بحيث تتحرك بشكل دائري عند مواجهة الهواء. كما تُعتبر “لعبة الخطة” من الألعاب الشائعة بين الجنسين، حيث يقوم اللاعب برمي قطعة زجاجية أو بلاستيكية على مربعات مخططة، ثم يتحرك عبرها على قدم واحدة.

وفي شهر رمضان تبرز “لعبة أبوطبيلة”، حيث يُقلّد الأطفال دور الشخص الذي يوقظ الناس للسحور، فيطاردون “أبوطبيلة” في الأحياء وهم يرددون الأناشيد الشعبية، متقمصين دور المُنبّه الحقيقي.

تُظهر هذه الألعاب بوضوح تنوع النشاطات التي كان يمارسها الأطفال والشباب في الماضي، وتُعد جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات.

وإلى جانب هذه الألعاب هناك عدد من الفعاليات في المهرجان تأخذ الزوار إلى جولة عبر الزمان والمكان. من أبرز هذه الفعاليات “منطقة الحارات”، التي تتيح للزوار فرصة التجول بين واجهات المباني التقليدية لمناطق المملكة العربية السعودية واكتشاف تنوع التراث العمراني المحلي، بالإضافة إلى “أسرار الفاو” التي تقدم تجربة تفاعلية تكشف عن تاريخ قرية الفاو الأثرية.

حخح

18