هل يمكن أن تكون للعقاقير المخدرة فاعلية أفضل من الأدوية

يلجأ بعض المرضى الذين يعانون من الصداع العنقودي إلى مركب السيلوسيبين الموجود في الفطر السحري، كحل للتغلب على الآلام التي لم تفلح الأدوية في تسكينها. وتسعى الدراسات العلمية إلى استكشاف إمكانات هذا العقار بالإضافة إلى العقاقير المخدرة الأخرى، في علاج الحالات التي يصعب علاجها مثل الأمراض العقلية. ويحد مركب السيلوسيبين، أيضا، من أعراض الاكتئاب.
فيلادلفيا (الولايات المتحدة) - ليس من المفترض أن تكون للعقاقير المخدرة غير القانونية، فاعلية أفضل من الأدوية التي يوصي بها الأطباء، ولكن بالنسبة إلى بعض الذين يعانون من الصداع العنقودي يصبح “السيلوسيبين” المادة الكيميائية المخدرة الموجودة في المشروم أو الفطر “السحري” هي الحل .
وتؤدي حالات الصداع الشديد والنصفي إلى التأثير على صفاء الرؤية، ولا تفلح أنواع الدواء التي يصفها الأطباء لتخفيف آلام نوبات الصداع، لذلك يلجأ البعض إلى الأفنية الخلفية، بحسب صحيفة “ذي فيلادلفيا إنكوايرر”.
وبدأ العلم اللحاق بخطوات بطيئة، بما يجربه المرضى في السر حول العالم، وتشير الأبحاث الأولية إلى أنه بالنسبة إلى البعض، يمكن أن تكون مادة “السيلوسيبين” عقارا يغير الطرق المعتادة في علاج الصداع العنقودي، وتسعى الدراسات العلمية إلى استكشاف إمكانات هذا العقار بالإضافة إلى العقاقير المخدرة الأخرى، في علاج الحالات التي يصعب علاجها مثل الأمراض العقلية.
وعندما يتعلق الأمر بـ”السيلوسيبين” والصداع العنقودي، يحصل بعض الأكاديميين على مساعدة منظمة تستند إلى تجارب على المستوى الشعبي، تعرف باسم “كلاسترباستر” طورت توجيهات استرشادية حول كيفية زراعة الأفراد الفطر السحري الخاص بهم، وكذلك بروتوكول حول كيفية استخدام جرعات مخفضة لا تسبب الهلوسة لعلاج الصداع العنقودي والوقاية منه.
حالات الصداع الشديد والنصفي تؤدي إلى التأثير على صفاء الرؤية، ولا تفلح أنواع الدواء التي يصفها الأطباء لتخفيف الآلام
وليس من الواضح ما الذي يسبب الألم القاسي المرتبط بالصداع العنقودي، أو كيف يمكن أن يساعد “السيلوسيبين” على تخفيفه.
وتشير الأبحاث التي أجريت حول الصداع العنقودي إلى أنه قد ينتج عن زيادة في إفراز مواد كيميائية معينة بالقرب من العصب الذي ينقل المعلومات بين الوجه والمخ، أو عن مشكلات في منطقة بالمخ تسمى “الهيبوثلاموس” تتحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي، وهي المنطقة التي يبدو أن مادة “السيلوسيبين” تؤثر فيها، وفقا للأبحاث المحدودة التي أجريت على العقاقير المخدرة.
ويعاني أقل من واحد في الألف من البالغين من الصداع العنقودي، وفي استطلاع أجري عام 2020 أفاد مرضى الصداع العنقودي بأن آلامه أشد من أيّ حالة مرضية أخرى، مثل الولادة دون رعاية طبية أو حصى الكلي أو الإصابة بطلق ناري.
وتم استخدام العقاقير المخدرة مثل “السيلوسيبين” في العلاجات الطبية، منذ آلاف السنين في مجتمعات السكان الأصليين، ولكن الولايات المتحدة صنفت “السيلوسيبين” على أنه مادة غير قانونية، في الفئة الأكثر تقييدا، وهذا يجعل من الصعب إجراء دراسات بحثية على استخدام “السيلوسيبين”.
وبالرغم من هذه العقبة تمكن العلماء من إجراء أبحاث حول الفوائد المحتملة للعقاقير المخدرة، وتوصلوا إلى بيانات مبكرة تبين أنها يمكن أن تساعد في حالات تتراوح بين الاكتئاب والإدمان إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وتم في عام 2021 افتتاح عيادة في مدينة ويست فيلي، تقدم العلاج بمساعدة العقاقير المخدرة.
ويعتمد علاج الصداع العنقودي على تحسين اتّباع بعض التغييرات في نمط الحياة، واستخدام العلاجات الوقائية التي غالباً ما تستخدم في علاج الصداع النصفي، لذلك يبحث العلماء باستمرار عن أدوية علاجية بإمكانها التخفيف من نوبات الصداع العنقودي وعلاجها.
ويمكن استخدام أدوية “التريبتان”، مثل “سوماتريبتان” الذي يتم حقنه عند بدء النوبات العنقودية، كذلك يمكن استخدام بخاخات الأنف من “زولميتريبتان” للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الـ”سوماتريبتان”، ولكن قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية، مثل الإحساس بضغط في الصدر، والدوخة، والغثيان، وجفاف الفم، كذلك يمكن أن يسبب رذاذ الأنف المستخدم تهيج الأنف، أو زيادة الحساسية للضوء، والأصوات، والروائح.

والصداع العنقودي هو نوع مؤلم للغاية من الصداع. وعادة ما يحدث في فترات من النوبات المتكررة يُطلق عليها اسم الفترات العنقودية. وقد توقظ نوبات الصداع العنقودي الشخص من نومه. ويمكن أن تسبب هذه النوبات ألمًا شديدًا في إحدى العينين أو المنطقة المحيطة بها في جانب واحد من الرأس.
وتستمر الفترات العنقودية من بضعة أسابيع إلى أشهر. وعادة ما يتوقف الصداع بعدها لفترة من الوقت قد تستمر إلى أشهر أو سنوات.
والصداع العنقودي مرض نادر. ويمكن أن تُسهم العلاجات في تقصير مدة نوبات الصداع العنقودي وتخفيف حدتها. وأيضًا يُمكن أن تقلل الأدوية من عدد نوبات الصداع العنقودي.
وتحدث الإصابة بالصداع العنقودي بسرعة. وعادةً ما تحدث بلا سابق إنذار. لكن قد يصاب بعض الأشخاص في البداية بغثيان وأورة كالمصاحبين للصداع النصفي. وتشمل الأعراض الشائعة المصاحبة للصداع العنقودي: ألم شديد حاد أو طاعن، عادةً داخل عين واحدة أو خلفها أو حولها. ويمكن أن ينتشر الألم إلى مناطق أخرى من الوجه والرأس والرقبة. وألم في جانب واحد من الرأس في عنقود واحد. ويمكن أن ينتقل الألم إلى الجانب الآخر في عنقود آخر.
وتستمر النوبة العنقودية عادةً من عدة أسابيع إلى شهور. وقد تبدأ كل نوبة عنقودية في ذات الوقت من العام تقريبًا كل مرة وتستمر مدة مماثلة تقريبًا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تحدث النوبات العنقودية خلال فصول معينة، مثل كل ربيع أو كل خريف.
وتستمر النوبة العنقودية لدى معظم الأشخاص المصابين بالصداع العنقودي من أسبوع واحد إلى عام كامل. ثم تتبعها فترة خالية من الألم، تُعرف باسم الهدأة، تستمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر قبل حدوث نوبة الصداع العنقودي التالي. ويُعرف ذلك بالصداع العنقودي العرضي.
وقد تستمر النوبات العنقودية لأكثر من عام، وقد تقل الفترات الخالية من الألم عن شهر واحد. وإذا ما استمرت النوبة العنقودية لمدة عام دون توقف، فإنها تسمى الصداع العنقودي المزمن.