إزاحة الستار عن أربع جداريات في المتحف الفلسطيني

بيرزيت (الضفة الغربية) – أزيح الستار اليوم الاثنين في المتحف الفلسطيني في بيرزيت بالضفة الغربية عن أربع جداريات ضخمة لفنانين تشكيليين فلسطينيين من رواد التجريب والإبداع.
وشارك الفنانون سليمان منصور ونبيل عناني وفيرا تماري وتيسير بركات في تدشين الجداريات الأربع الضخمة التي تعكس بهاء وقدم الأراضي الفلسطينية على جدران متقابلة في بهو المتحف.
وفي عمله “على جناح ملاك” يعيد الفنان سليمان منصور تصوير مدينة القدس عبر مساحات طينية شاسعة تعكس تشققاتها جمال المدينة وانكساراتها، وتبرز الزخارف المستوحاة من أنماط التطريز الفلسطيني روح المدينة وسكينتها وقدسيتها.
وقال منصور خلال افتتاح المعرض “عندما طُلب مني القيام بعمل جدارية ضخمة شعرت بالتحدي”. وأضاف “خارطة القدس هي أساس العمل، وحطينا فيها زخارف من ثوب التطريز لترمز للقدس أنها فلسطينية عربية”.
وأوضح أن الطين “يرمز إلى الكثير من الأمور منها الإنسان المصنوع من الطين، إلى الأرض الفلسطينية التي شققتها الحواجز العسكرية الإسرائيلية”. وأشار إلى أن العمل استغرق منه ما يقارب ستة أشهر بمساعدة عدد من الفنانين الشبان. أما الفنان نبيل عناني فيقدم في عمله “مسيرة الأشجار” تكوينا بصريا يمزج بين الإنسان والطبيعة، إذ يتخذ من الأشجار رمزا يجسد حراك الفلسطينيين الجماعي ودلالة على التحامهم بأرضهم وبعضهم البعض.
المتحف الفلسطيني يصنف نفسه باعتباره جمعية غير حكومية ثقافية مستقلة توفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة
وقال عناني في حفل الافتتاح إن أشجار الزيتون “لطالما شكلت إلهاما له في الكثير من أعماله الفنية، وإن ‘مسيرة الأشجار‘ ترمز إلى حركة الأشجار التي يتخفى بها المقاتلون ويسيرون معها”. وجاء عمل الفنان تيسير بركات “البحث عن الأرجوان على شواطئ المتوسط” معتمدا على النار والخشب، بوصفهما البدايات الأولى للحياة، كما مزج بين الرموز الكنعانية والأساطير القديمة.
وقال بركات إن الهدف من الفن كان دائما توصيل “صوتنا إلى العالم”. وأضاف في كلمة واكبت الافتتاح “استمرار إنتاجنا هو انتصار لنا”. وفي جداريتها “حارسات الأرض” أعادت فيرا تماري صنع نسخة جديدة كبيرة لعملها الذي أنتجته عام 2002 بذات الاسم، مؤكدة على رمزية شجرة الزيتون باعتبارها شاهدا على تاريخ الأرض وثقافتها الأصيلة.
ويضم العمل 3288 شجرة زيتون خزفية عبر تكوين يمتد على 28 مترا، مستحضرا انسيابية التلال الفلسطينية وتدرجات ألوانها الطبيعية. وقالت تماري “هذه الأعمال تعيدنا إلى الانتفاضة الأولى في الثمانينات”. وأضافت “فخورة جدا أن أقوم بهذا العمل، عمل سيبقى قائما، وأنا كتير متأثرة في هذه الفكرة، إنو يكون عمل فني يذكرنا بكل تاريخنا الفني”.
وأشارت إلى أنها استغرقت ما يزيد عن ثمانية أشهر لإنتاج العمل الفني الضخم بمساعدة مجموعة من الفنانين الشبان، مستخدمة الصلصال في عمل نسخ من أشجار الزيتون بألوان متعددة.
ويصنف المتحف الفلسطيني نفسه باعتباره جمعية غير حكومية ثقافية مستقلة توفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة.
وقال مدير عام المتحف عامر الشوملي إن الأعمال الفنية الجديدة تأتي ضمن خطة المتحف للسنوات القادمة التي يسعى خلالها إلى تكليف مجموعة من الفنانين الفلسطينيين الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة بتزويده بأعمالهم.