اردوغان يتطلع لسيطرة قوات المعارضة السورية على دمشق

أنقرة - أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة عن "أمله" في أن يتواصل تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا "من دون مشاكل"، معتبرا أنّ هدفهم العاصمة دمشق فيما يتعارض هذا الموقف مع تصريحات سابقة بشأن رغبته في تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وتركيا من أكثر الدول المستفيدة من التطورات العسكرية الحاصلة على الساحة السورية حيث انتزعت الفصائل الموالية لها محافظتي حماة وحلب إضافة للاقتراب من السيطرة على محافظة حمص.
ويعتقد ان المعارضة السورية وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام لم تكن لتحقق تقدما ميدانيا سريعا دون الدعم العسكري والاستخباراتي التركي. وتحدثت الكثير من التقارير عن حصول بعض الفصائل على مسيرات متطورة إضافة لمدرعات من الجانب التركي.
وقال إردوغان "إدلب وحماة وحمص وبالطبع الهدف دمشق: تقدم المعارضين متواصل. نأمل أن يستمر هذا التقدم من دون وقوع مشاكل".
وفي سياق حديثه عن العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي حاول إقامة عملية مصالحة معه برعاية روسيا، أشار الرئيس التركي إلى عدم تلقي "رد إيجابي" منه مضيفا "قلت له تعال، لنلتقي لمناقشة مستقبل سوريا معا، لكنني لم أتلقَّ أي ردّ إيجابي من الأسد".
وتريد الحكومة التركية التخلص من التهديد الذي تمثله القوات الكردية التي ترتبط بعلاقات مع حزب العمال الكردستاني لكن يبدو أن المعارك الأخيرة ساهمت في فسح المجال أممام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للسيطرة على مزيد من المناطق خاصة في محافظة دير الزور وهو ما يثير قلق أنقرة.
وتشترك تركيا في حدود يزيد طولها عن 900 كيلومتر مع سوريا، وتستضيف حوالى ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها، تحوّلوا مع الوقت إلى قضية سياسية داخلية.
والخميس جدد اردوغان دعوته الأسد إلى إيجاد "حل سياسي" للوضع في سوريا "بشكل عاجل" و"التصالح" مع شعبه.
وقال خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "يجب على النظام السوري أن ينخرط بشكل عاجل مع شعبه من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل"، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.
وأضافت الرئاسة التركية أن "الرئيس اردوغان أكد أن تركيا تعمل على تقليص التوتر وحماية المدنيين وفتح الباب أمام مسار سياسي، وستستمر في ذلك" مشددة على أن "النزاع السوري بلغ مرحلة جديدة".
وأكد الرئيس التركي مجددا بعد اجتماع طويل مع مجلس الأمن القومي أن "النظام يجب أن يتصالح مع شعبه ومع المعارضة الشرعية" مشددا "دعمه الثابت لحماية سلامة أراضي سوريا ووحدتها"، قائلا إنه "مستعد لتقديم كل المساهمة الضرورية" في هذا الصدد.
وجاء في البيان أيضا "تتمثل أمنية تركيا الكبرى في ألا تغرق سوريا في مزيد من عدم الاستقرار وألا تشهد سقوط مزيد من الضحايا المدنيين".
وتستضيف تركيا التي تتشارك حدودا طويلة مع سوريا نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها.
ومنذ 27 نوفمبر الماضي، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، وفي 29 نوفمبر دخلت مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.
وعقب إتمام السيطرة على حلب وإدلب، سيطرت المعارضة الخميس على مدينة حماة عقب اشتباكات عنيفة مع النظام.
والجمعة، بدأت الفصائل توغلها في أحياء مدينة حمص، من حي الوعر غربي المدينة، وتسعى للتقدم نحو قلب حمص.