مواصلة التدخين التقليدي واستخدام السجائر الإلكترونية يحولان دون الإقلاع عن هذه العادة

بعد أربعة إلى ثمانية أشهر تمكّن 3 في المئة فقط من مستهلكي نوعي السجائر من الاستغناء عنها.
الجمعة 2024/12/06
للتدخين عدة مضرات

باريس – أظهرت دراسة نشرت الأربعاء أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية مع مواصلة التدخين التقليدي تقل لديهم احتمالات إقلاعهم عن التدخين مقارنة بمن يستخدمون نوعا واحدا من السجائر.

وبمرور الوقت يميل معظم مدخني النوعين من السجائر نحو العودة إلى استخدام السجائر التقليدية، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة “أي آر جاي أوبن ريسيرتش”. وراجع معدّو الدراسة الأبحاث المُنجزة عن مستخدمي السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية ودمجوا النتائج.

وبعد أربعة إلى ثمانية أشهر تمكّن 3 في المئة فقط من مستهلكي نوعي السجائر من الاستغناء عنها، مقابل 8 في المئة من مدخني السجائر الإلكترونية فقط و6 في المئة من مدخني السجائر التقليدية.

التدخين الإلكتروني يعرض المستخدمين لمواد كيميائية سامة أقل من السجائر، بيد أنه لا يزال يمكن أن يكون ضارا بوظيفة الأوعية الدموية والصحة العامة

وبعد ثمانية إلى ستة عشر شهرا، أقلع 5 في المئة فقط من مستخدمي النوعين عن التدخين، مقابل 7 في المئة من مدخني السجائر التقليدية و19 في المئة من مستخدمي السجائر الإلكترونية.

وبلغت نسب الإقلاع عن التدخين بعد 16 إلى 24 شهرا، 13 في المئة لدى مستخدمي النوعين، و17 في المئة لدى مدخني السجائر التقليدية و26 في المئة لدى مدخني السجائر الإلكترونية حصرا.

وبحسب الدراسة “عاد معظم مدخني السجائر الإلكترونية والتقليدية معا إلى التدخين التقليدي فقط، مع زيادة متواصلة تتمثل في 30 في المئة بعد أربعة إلى ثمانية أشهر، ثم 47 في المئة بعد ثمانية إلى ستة عشر شهرا و58 في المئة بعد 16 إلى 24 شهرا.”

وقال جوزيف حمود، وهو مساعد باحث في المركز الطبي التابع لجامعة غوتنغن في ألمانيا ومعد الدراسة “إنّ السجائر الإلكترونية التي يُروَّج لها على نطاق واسع كبدائل صحية للتدخين التقليدي، اكتسبت شعبية لدى الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين.”

نسب الإقلاع عن التدخين بعد 16 إلى 24 شهرا، بلغت 17 في المئة لدى مدخني السجائر التقليدية و26 في المئة لدى مدخني السجائر الإلكترونية حصرا

لكنّ البعض يستخدمها مع الاستمرار في تدخين السجائر العادية، في حين أنّ هناك دراسات توصّلت إلى “نتائج مقلقة” بشأن استخدام النوعين، وفق حمود. وأضاف “لا نزال نجهل الكثير بشأن التداعيات طويلة الأمد للسجائر الإلكترونية على الصحة.” والسجائر الإلكترونية التي تشهد نموا تجاريا قويا منذ عشر سنوات لا تحتوي على التبغ، بل على سائل يتضمن عموما النيكوتين ويستنشق على شكل بخار.

وبما أنه لا يحتوي على قطران أو أول أكسيد الكربون المسؤولَين عن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالتدخين، تُعد مخاطره أقل بكثير من مخاطر السجائر العادية. لكن منظمة الصحة العالمية وجمعيات مكافحة التدخين ترفض تأكيد أن التدخين الإلكتروني أقل خطورة من السجائر، في انتظار نتائج تُجمع عليها الدراسات.

والسجائر الإلكترونية هي أجهزة تعمل بالبطارية وتسخن سائلا لإنتاج رذاذ، يتم استنشاقه بعد ذلك في الرئتين. وتحتوي السجائر الإلكترونية على مواد كيميائية وسموم أقل بكثير من تلك الموجودة في دخان التبغ. ونتيجة لذلك يعتقد كثيرون أن السجائر الإلكترونية أقل ضررا من تدخين السجائر التقليدية. وتأتي السجائر الإلكترونية أيضا بنكهات مختلفة، وهو ما يجعلها شائعة بين الشباب.

ووفقا لموقع يوريك أليرت، قالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ماريان نبوت، الطبيبة المقيمة في قسم الأشعة بجامعة أركنساس للعلوم الطبية في ليتل روك بالولايات المتحدة، “لقد تم تسويق السجائر الإلكترونية منذ فترة طويلة على أنها بديل أكثر أمانا عن التدخين العادي للتبغ. ويعتقد البعض أن السجائر الإلكترونية لا تحتوي على أي من المنتجات الضارة، مثل الجذور الحرة، الموجودة في سجائر التبغ العادية، لأنها لا تتضمن أي احتراق، في حين أن التدخين الإلكتروني يعرض المستخدمين لمواد كيميائية سامة أقل من السجائر، بيد أنه لا يزال يمكن أن يكون ضارا بوظيفة الأوعية الدموية والصحة العامة.”

16