تناول الشكولاتة الداكنة يقلص خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني

لندن -خلص باحثون إلى أن تناول قطع من الشكولاتة الداكنة خمس مرات أسبوعيا، مع تجنب تناول شكولاتة الحليب، ارتبط بالحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن الباحثين قالوا إن العلاقة بين تناول الشكولاتة وخطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني “مثيرة للجدل”، على الرغم من أنهم أشاروا إلى أن معظم الدراسات السابقة لم تتطرق إلى الاختلاف بين أنواع الشكولاتة.
وأضاف الباحثون أن أنواع الشكولاتة -الداكنة، وشكولاتة الحليب، والبيضاء- تتفاوت من ناحية مواد الكاكاو والسكر والحليب الموجودة بها، وهو ما “يؤثر على العلاقة بخطورة داء السكري من النوع الثاني.” ومن أجل إعداد هذه الدراسة استخدم الفريق البحثي بيانات من ثلاث دراسات مستمرة منذ فترة طويلة حول الممرضين والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
وفحص تحليل استبيانات بشأن معدل تكرار تناول الطعام، يتم إجراؤها كل أربعة أعوام، العلاقة بين داء السكري من النوع الثاني وتناول الشكولاتة بصورة عامة لدى 192028 شخصا، ونوع الشكولاتة -داكنة أو بالحليب- لدى 111654 شخصا. وبلغ متوسط فترة المراقبة 25 عاما.
لا يوجد علاج لداء السكري من النوع الثاني، وإنما يمكن أن يساعد فقدان الوزن وتناول طعام جيد وممارسة التمارين في السيطرة عليه
وفي ما يتعلق بالمجموعة التي تم تحليل تناول الشكولاتة لديها، أصيب 18862 شخصا بداء السكري من النوع الثاني، وهو ما يحدث عندما لا يستخدم الجسد الأنسولين بصورة جيدة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
وخلص الباحثون إلى أن الذين يتناولون 28.3 غرام من الشكولاتة، ما لا يقل عن خمس مرات أسبوعيا، تنخفض لديهم احتمالات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 10 في المئة، مقارنة بالذين لا يتناولون الشكولاتة مطلقا أو نادرا ما يتناولونها. وتوصل الباحثون إلى أن خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بين الأشخاص الذين تناولوا قطع الشكولاتة الداكنة خمس مرات أسبوعيا كانت أقل بنسبة 21 في المئة.
وداء السكري من النوع الثاني هو حالة تحدث بسبب مشكلة في تنظيم الجسم للسكر واستخدامه لتزويد الجسم بالطاقة. ويسمى هذا السكر أيضًا الغلوكوز. وتُسبب هذه الحالة طويلة الأمد وجود كمية كبيرة جدًا من السكر في الدم. وفي النهاية يمكن أن تؤدي مستويات سكر الدم المرتفعة إلى حدوث اضطرابات في الدورة الدموية والجهاز العصبي والجهاز المناعي.
وعند الإصابة بداء السكري من النوع الثاني تظهر مشكلتان أساسيتان؛ لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين، وهو هرمون ينظم حركة السكر في الخلايا. ولا تستجيب الخلايا لهرمون الأنسولين استجابة صحيحة ومن ثمَّ تمتص كمية قليلة من السكر.
اشتُهر داء السكري من النوع الثاني بأنه يبدأ عادةً عند البالغين، لكن يمكن أن تبدأ الإصابة بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني في سن الطفولة وعند البلوغ. وبالرغم من ذلك فإن النوع الثاني أكثر شيوعًا بين البالغين الأكبر سنًا. لكن زيادة أعداد الأطفال المصابين بالسمنة أدت إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بين الأشخاص الأصغر سنًا.
ولا يوجد علاج لداء السكري من النوع الثاني، وإنما يمكن أن يساعد فقدان الوزن وتناول طعام جيد وممارسة التمارين في السيطرة عليه. وفي حال لم يكفِ اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة للسيطرة على سكر الدم، فقد يوصى باستخدام أدوية السكري أو العلاج بالأنسولين.