الحنة وصابون نابلس وحلب على قائمة اليونسكو

تدرس منظمة اليونسكو إدراج الحنّة وصناعة صابون نابلس وحلب ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه الممارسات التقليدية التي تعكس جزءا من هوية المنطقة وتاريخها.
باريس – يُتوقع أن تدرج منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) خلال هذا الأسبوع، الحنّة وصابون نابلس والصابون الحلبي وعشرات غيرها من التقاليد، في قائمة التراث الثقافي غير المادي، وهو تصنيف يحظى بشعبية متزايدة.
تعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي منذ الاثنين اجتماعا في أسونسيون عاصمة باراغواي. ومن المقرر، وفق اليونسكو، أن تبت من الثلاثاء إلى الخميس بإدراج 66 عنصرا جديدا قُدّم على أنه تقليد مجتمعي.
وتسعى فلسطين إلى إدراج صناعة صابون نابلس في القائمة، بينما ترغب سوريا في ضمّ تصنيع الصابون في حلب إلى التصنيف. والصابون الغار الحلبي صناعة موسمية، تمتد لثلاثة أشهر في السنة فقط، بين شهر نوفمبر وفبراير، حيث يكون الطقس باردا ويكون زيت الزيتون حديث العصر ودسما.
ولأنه يتكون من زيت الزيتون وزيت الغار، يقبل عليه الناس باعتباره منتجا طبيعيا لا يحتوي على أي مواد كيميائية، سواء كانت أصباغا أو معطرات، حيث يكون زيت الغار هو مصدر رائحة الصابون الزكية، وزيت الزيتون مصدر اللون. أما ساحل العاج فتشارك من جانبها من خلال طبق الأتيكي التقليدي.
ومن المتوقع إدراج التقاليد المرتبطة بالحنّة، وهي نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديدا تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف. وتُستعمل الحنة أيضا، بحسب اليونسكو، لصبغ الشعر أو لجلب الحظ للأطفال.
وتتابع المنظمة في بيان يبرر إدراج الحنة في قائمة التراث الثقافي غير المادي، وهو ما تسعى إليه 16 دولة عربية، إنّ “الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته”.
ومن بين التقاليد المرشحة للانضمام إلى القائمة والتي تحظى بشهرة عالمية، مشروب ساكي، وهو نوع من كحول الأرز مصنوع “من الحبوب والماء عالي الجودة”، تُعتبر طرق تصنيعه وطقوس استهلاكه، بحسب اليونسكو، “راسخة بشكل كبير في الثقافة اليابانية.”
واستحالت اتفاقية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي التي أُقرّت عام 2003 ودخلت حيز التنفيذ سنة 2006 بعدما صدّقت عليها ثلاثون دولة عضوا، نجاحا دبلوماسيا، إذ تحمل تواقيع 183 دولة، أي المجتمع الدولي بأكمله تقريبا. وشهدت 145 دولة إدراج عنصر أو أكثر من عناصرها الثقافية في القائمة.
رأت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أنّ “هذه الاتفاقية أعادت تحديد مفهوم التراث إلى درجة عدم إمكانية الفصل بين ما هو مادي عن غير المادي، والأماكن عن الممارسات.”
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قالت أمينة اتفاقية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي فوميكو أوهيناتا إن “الاتفاقية أثبتت فائدتها في تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي”، الذي يعكس “الطريقة التي نعيش بها في العالم وكيف نعيشه مع الآخرين.”
وتعدّد “الموسيقى والرقص والمعارف والطعام والملابس وكيفية مخاطبة الآخرين في المجتمع وكيف نعلّم الأطفال، (…) وكل ما يشكل تجارب إنسانية وما يجعل البشر يشعرون بأنهم على قيد الحياة.”
ومن بين المنتجات أو النظم ذات القيمة الاستثنائية التي تعترف بها اليونسكو، البيتزا على طريقة نابولي (2017)، وفن الكابويرا القتالي البرازيلي (2014)، والفلامنكو الإسبانية (2010)، أو بالأحرى التقاليد المحيطة بهذه العناصر.
كما أدرجت اليونسكو العام الماضي منقوشة الزعتر الرائجة بشكل خاص في بلدان المشرق العربي على لائحتها للتراث غير المادي للبشرية.
وستبحث اللجنة في أسونسيون أيضا، في إدراج الهجرة البدوية في منغوليا على القائمة. فبحسب هذا التقليد، وفق اليونسكو، ترافق نحو 250 ألف أسرة من مربي المواشي قطعانها نحو التايغا والجبال أو حتى السهوب وصحراء غوبي.
وتسعى كوبا وجمهورية الدومينيكان وهايتي وهندوراس وفنزويلا إلى ضمّ الممارسات المرتبطة بالكسافا، وهي فطيرة مصنوعة من المنيهوت يعود تاريخ تحضيرها واستهلاكها إلى قرون عدة، إلى التصنيف.
وقدّمت فرنسا ملفات عدة، من بينها ما يتعلق بـ”مهارات عمال بناء الأسقف المتخصصين بالزنك والحرفيين المتخصصين بالزخرفة”، الذين يتولون ترميم أسطح الزنك في باريس وزخرفتها. أما بلجيكا فتشارك من خلال ثقافة الاحتفالات المعروفة بـ”فان فير” التي تُمارس في مدن وقرى هذين البلدين من خلال فعاليات ترفيهية في الهواء الطلق تحمل الاسم نفسه.