الجلوس لفترات طويلة يزيد مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب

اتباع السلوكيات التي تتسم بالخمول لأكثر من عشر ساعات في اليوم يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
الأحد 2024/11/24
الحاجة ملحة للتقليل من الخمول

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة أن الجلوس أو الرقاد لفترات طويلة على مدار اليوم دون نشاط يزيدان مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة.

وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “بلوس وان”، فإن اتباع السلوكيات التي تتسم بالخمول لأكثر من عشر ساعات في اليوم يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب.

ويقول الطبيب شان خورشيد، أخصائي أمراض القلب بمستشفى ماساشوسيتس العام في بوسطن، “هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى التقليل من الخمول من أجل الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وتعتبر فترة 10.6 ساعات يوميا من الخمول هي الحد الفاصل لتزايد احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.”

وأضاف في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث العلمية أن “الجلوس أو الرقاد لفترات طويلة يمكن أن يكونا ضارين بالصحة حتى بالنسبة إلى من يمارسون التدريبات الرياضية في باقي أوقات اليوم.”

واستندت الدراسة إلى بيانات تخص حوالي 90 ألف شخص من بنك البيانات الحيوية البريطاني (يو.كيه بيوبانك)، وكان متوسط فترة الخمول التي يقضيها المتطوعون في التجربة يبلغ 9.4 ساعات يوميا.

ووجد الباحثون أنه بعد ثماني سنوات من المتابعة أصيب 5 في المئة من المتطوعين باضطراب في نبضات القلب، و2 في المئة أصيبوا بفشل في وظائف القلب، وتعرض 2 في المئة لنوبة قلبية، وتوفي 1 في المئة جراء اعتلالات مرتبطة بأمراض القلب.

الجلوس أو الرقاد لفترات طويلة يمكن أن يكونا ضاريْن بالصحة حتى لمن يمارسون التدريبات الرياضية في باقي أوقات اليوم

ويؤكد الباحثون أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب تظل محدودة إلى أن تتجاوز فترة الخمول على مدار اليوم حاجز 10.6 ساعات، وعندئذ تزيد المخاطر بشكل ملموس.

وبحسب خبراء “مايو كلينيك” ربطت الأبحاث بين الجلوس لفترات طويلة من الوقت والعديد من المشكلات الصحية. ومن هذه الحالات السمنة ومجموعة حالات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر وارتفاع مستويات الكوليسترول غير الصحية؛ ويُطلق عليها متلازمة الأيض. وظهر أيضًا أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر الوفاة الناتجة عن الأمراض القلبية الوعائية والسرطان.

وأكد الخبراء أنه يمكن أن يكون أي نوع من الجلوس لفترات طويلة، مثل الجلوس على كرسي المكتب أو عند القيادة أو أمام شاشة، ضارًا جدًا.

ووفق الخبراء حلل الباحثون 13 دراسة عن مدة الجلوس ومستويات النشاط. وتوصلوا إلى أن الأشخاص الذين كانوا جالسين لأكثر من ثماني ساعات في اليوم دون القيام بأي نشاط بدني، عرضة لخطر الوفاة التي تسببها السمنة والتدخين. وعلى عكس بعض الدراسات الأخرى وجد تحليل بيانات أكثر من مليون شخص أن ممارسة النشاط البدني المكثف باعتدال لمدة تتراوح بين 60 و75 دقيقة تتصدى لتأثيرات الجلوس المفرط. وتوصلت دراسات أخرى إلى أنه بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر نشاطًا، فإن مقدار إسهام طول مدة الجلوس في احتمال الوفاة ضئيل.

وبشكل عام، من الواضح أن الأبحاث تشير إلى أن التقليل من فترات الجلوس وزيادة الحركة يسهمان في التمتع بصحة أفضل.

وينصح خبراء “مايو كلينيك” الأشخاص بالوقوف بدلاً من الجلوس عندما تسنح لهم الفرصة، أو يمكنهم ابتكار طرق للمشي أثناء عملهم. على سبيل المثال:

  • أخذ فترة استراحة من الجلوس كل 30 دقيقة.
  • الوقوف عند الحديث عبر الهاتف أو مشاهدة التلفزيون.
  • إذا كان الشخص يعمل جالسًا على كرسي مكتب، فليجرب استخدام مكتب الوقوف، أو يعدّل طريقة الجلوس من خلال الجلوس على طاولة أو منضدة مرتفعة.
  • يمكن عقد الاجتماعات مع الزملاء سيرا بدلاً من الجلوس في قاعة المؤتمرات.
  • وضع السطح الذي يعمل عليه الشخص فوق جهاز المشي، مع وضع شاشة جهاز الكمبيوتر ولوحة المفاتيح على رف أو استخدام مكتب رأسي مزود بجهاز مشي للتمكن من التحرك أثناء اليوم.

ويمكن أن يكون تأثير الحركة، حتى الحركة المتمهلة، كبيرًا جدًا. ويحرق المبتدئون سعرات حرارية أكثر. وقد يؤدي ذلك إلى إنقاص الوزن وزيادة الطاقة. ويساعد النشاط البدني أيضًا على تحسين تماسُك العضلات، وقدرة الشخص على التحرك، وسلامته العقلية، وخاصةً كلما تقدم في السن.

14