أسبوع دبي للتصميم يفتح الآفاق أمام المبدعين الإماراتيين

الحدث يسعى إلى تحفيز التغيير الإيجابي ودعم الحوار حول الاستدامة في وقت يشهد فيه التصميم تطورا يتجاوز التحديات العالمية.
الجمعة 2024/11/08
دعم المواهب المحلية

يلتقي المصممون الإماراتيون في “أسبوع دبي للتصميم” بهدف عرض إبداعاتهم المتميزة التي تمزج بين الأصالة الثقافية والتصميم العصري والمبتكر. ويشكل المعرض منصة هامة لدعم المواهب الشابة وتوفير الفرصة لهم لعرض أعمالهم، ويتيح لهم أيضا فرصة التفاعل مع جمهور غفير.

دبي - انطلقت فعاليات “أسبوع دبي للتصميم” في دورته العاشرة يوم الأربعاء، حيث تجمع في الحدث أكثر من ألف مصمم ومهندس معماري وفنان من أكثر من 50 دولة. ويستمر الحدث حتى 10 نوفمبر الجاري في حي دبي للتصميم.

وفي هذا العام يتميز الحدث بوجود أكثر من 40 تركيبًا فنيًا كبير الحجم و10 فعاليات متنوعة، إلى جانب المعارض المبتكرة مثل معرض التصميم الرائد في المنطقة ومعرض الإصدارات المحدودة الافتتاحي، والجلسات الحوارية وورش العمل والدورات التدريبية التي تتجاوز الـ60، فضلاً عن فعالية “السوق”.

ويعتبر أسبوع دبي للتصميم حدثًا محوريًا يلتقي فيه المصممون الناشئون والمخضرمون، إلى جانب الشركات والعلامات التجارية والمؤسسات الثقافية والتعليمية من مختلف أنحاء العالم، ما يعزز مكانة دبي كعاصمة للتصميم في منطقة الشرق الأوسط.

وأكدت خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم، أن القطاع يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث تتداخل التكنولوجيا مع مفاهيم التعاون الدولي وتغيرات في توجهات المستهلكين. وأضافت أن الدورة العاشرة تعكس نبض الصناعات الإبداعية، من خلال مجموعة متنوعة من المعارض والأعمال الإبداعية والجلسات الحوارية وورش العمل التفاعلية، ما يرسخ مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع.

من جانبه أشار سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في “دبي للثقافة”، إلى أن أسبوع دبي للتصميم يجسد التزام “دبي للثقافة” بدعم المواهب المحلية وتمكينها من تطوير مهاراتها في مجال التصميم. ولفت إلى أهمية مبادرات “معرض المصممين الإماراتيين” و”سوق أسبوع دبي للتصميم” التي تمنح المصممين الإماراتيين والشركات الناشئة فرصة لعرض أعمالهم وإبداعهم أمام جمهور غفير، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الإبداعي في دبي.

♣ حدث محوري يلتقي فيه المصممون الناشئون والمخضرمون إلى جانب الشركات والعلامات التجارية والمؤسسات الثقافية والتعليمية

بدورها سلطت ناتاشا كاريلا، مديرة أسبوع دبي للتصميم، الضوء على دعم المواهب المحلية وعرض تصاميمها أمام جمهور عالمي. وأضافت أن الحدث يسعى إلى تحفيز التغيير الإيجابي ودعم الحوار حول الاستدامة، في الوقت الذي يشهد فيه التصميم تطورًا يتجاوز التحديات العالمية.

وتشير مديرة معرض “داون تاون ديزاين” ميت ديجن كريستنسن إلى أن هذا المعرض يعد منصة حيوية لدعم وتطوير المصممين الشباب، إذ يمنحهم الفرصة لعرض أعمالهم أمام جمهور غفير، وهو ما يسهم في تعزيز رؤيتهم المهنية، وتوسيع شبكة علاقاتهم في صناعة التصميم. ويهدف المعرض إلى توفير بيئة تشجع الجيل الجديد من المصممين الإماراتيين، من خلال إتاحة فرص تجارية لهم للتواصل مع نظرائهم، تحت إشراف المصمم عمر القرق، الذي كان أحد المشاركين في المعرض عام 2021 وأسس أستوديو خاصاً به بعد تجربته الناجحة.

وتؤكد أن معرض المصممين الإماراتيين يهدف إلى تشجيع المصممين الناشئين على استكشاف أساليب جديدة في التصميم وتحدي الحدود التقليدية للمواد والأشكال. ويمنحهم المعرض فرصة للتعبير عن ثقافاتهم وتأثيراتهم الشخصية في بيئة ملهمة، حيث يمكنهم التفاعل مع جمهور غفير، وجمع الملاحظات، وبناء فرص تعاون تعزز مسيرتهم المهنية. ويسهم أسبوع دبي للتصميم في دعم مشهد التصميم المحلي، ويمنح المصممين الإماراتيين مساحة للتألق على الساحة العالمية، ما يدعم التوجه نحو إبداع يعبر عن الهوية الإماراتية بأسلوب عصري ومبتكر.

وتتضمن نسخة هذا العام من أسبوع دبي للتصميم معرض “أبواب”، الذي يركز على إبراز المواهب الإقليمية من خلال لجان سنوية تختار التركيبات أو الأجنحة المميزة. وموضوع عام 2024 يتناول العمارة المحلية وعمليات التصميم المستدامة من خلال استخدام المواد المحلية والتقنيات المستجيبة للمناخ، مع التركيز على التصاميم التي تعنى بالمجتمع.

كما أشار عمر القرق، المصمم الإماراتي والقيم الفني لمعرض المصممين الإماراتيين، إلى أن المعرض يمثل مساحة لعرض التنوع الثقافي في الدولة ويعزز نمو قطاع التصميم المحلي. وأكد أن هذا التنوع يساعد المصممين الإماراتيين على التفاعل مع ثقافات مختلفة، ما يوسع رؤيتهم ويسهم في دمج الاتجاهات العالمية مع تصاميمهم المحلية.

ورغم التقدم الكبير في قطاع التصميم بالإمارات، يواجه المصممون تحديات خاصة في مجال التصنيع. ولفت عمر القرق إلى أن الإمارات كانت تعتمد تاريخيًا على الإنتاج الضخم لدعم النمو السريع في البنية التحتية، وهو ما كان يشكل تحديًا في إنتاج قطع فريدة. إلا أن الوضع بدأ يتغير بفضل ظهور منصات تدعم تصميم وتصنيع القطع الفريدة بما يلبي احتياجات المصممين والمستخدمين النهائيين. ويشكل أسبوع دبي للتصميم منصة فريدة للتفاعل بين المبدعين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يساهم في تعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية للابتكار والإبداع.

18