جمعيات الرفق بالحيوان تواصل جهودها لإنهاء تجارة لحوم الكلاب

خمسة ملايين كلب ومليون قط على الأقل  يتم ذبحها سنويا من أجل الاستهلاك البشري في فيتنام.
الخميس 2024/11/07
حماية الكلاب الشاردة

هانوي - يربت تران منه هاو بلطف على جرو لونه بني فاتح، مودّعا إياه في رحلة يقطعها الجرو متوجها إلى مكان آخر، ولكنه ليس إلى المذبح ليباع لحمه للزبائن الذين يعدون منه أطباقا متنوعة، أو لكي ينتهي به الحال إلى المطاعم المختلفة المنتشرة في أنحاء العاصمة الفيتنامية هانوي.

ولكن هذا الجرو أسعده الحظ ليكون في طريقه إلى مأوى للحيوانات الأليفة، على أمل أن يجد بيتا يستضيفه ويحيطه سكانه بالحب، وهذه اللحظة تعد استثناء نادرا في تجارة لحوم الكلاب والقطط التي تسودها الوحشية في فيتنام.

ونجح النشطاء بجمعية الرفق بالحيوان الدولية، في إقناع هاو بالتخلي عن هذا النشاط التجاري الذي يمارسه.

وكان هاو يدير في السابق مزرعة لتسمين الجراء، تقع على مسافة تقطعها السيارة في ساعتين من شمالي هانوي.

وتقول لولا فيبر الخبيرة بالجمعية إن هاو تلقى منحة بالعملة المحلية، تساوي أكثر من 7570 دولارا، وهو مبلغ يعد كبيرا في فيتنام يسمح له بإقامة مشروع جديد في نشاط مختلف.

ونقلت الجمعية عن صاحب مزرعة أخرى لتربية الكلاب، تخلّى أيضا عن هذه التجارة قوله، إن “حصاد حبوب الفاصوليا والبطاطا تجلب للنفس راحة وسكينة، مقارنة بتسمين الجراء من أجل ذبحها”.

الكلاب الضالة يتم اصطيادها في الشوارع باستخدام الطعم السام أو أطواق تصدر صدمات كهربائية مؤلمة أو الحبال

ويضيف المزارع “إن هذا المشروع الجديد أفضل بكثير لصحتي العقلية، حيث أنني لا أتسبب عند ممارسته في أيّ معاناة للحيوانات”.

ويشعر النشطاء بالسرور لنجاحهم في إطلاق سراح 35 كلبا، من مزرعة تران منه هاو وعدد مماثل من مزرعة أخرى.

وتقول منظمة رعاية الحيوان “فور بوز” أي الأقدام الأربعة، إنه يتم ذبح على الأقل خمسة ملايين كلب ومليون قط، سنويا من أجل الاستهلاك البشري في فيتنام. وتشهد تجارة لحوم هذه الحيوانات الصغيرة رواجا أيضا، في دول أخرى مثل الصين وكوريا الجنوبية.

وتعد مقاطعة تاي نجوين الكائنة بالمنطقة الشمالية من فيتنام والتي يقيم فيها هاو، مركزا حيويا لهذه التجارة وأيضا بمثابة جحيم على الأرض، بالنسبة إلى الحيوانات التي تعاني قبل أن تموت.

ويتم غالبا اصطياد الكلاب الضالة في الشوارع، باستخدام الطعم السام أو أطواق تصدر صدمات كهربائية مؤلمة أو الحبال، ويتم تهريب أعداد أخرى من الدول المجاورة مثل كمبوديا داخل الشاحنات أو الحافلات العامة، وفقا لما تقوله جمعية الرفق بالحيوان الدولية.

ولا تسلم الحيوانات الأليفة من قسوة هذه التجارة، فهي تتعرض لخطر الاختطاف لذبحها، وفي بعض الحالات يقوم القرويون الغاضبون بقتل لصوص الكلاب.

تجارة لحوم الكلاب في فيتنام لا تمثل فقط كارثة لجهود رعاية الحيوان، ولكنها أيضا لا تتماشى مع جهود القضاء على داء السعار

وتقول الجمعية الآسيوية لرعاية الحيوان “أنيمال آسيا”، إن “كل جانب من جوانب تجارة لحوم الكلاب، يتضمن مستويات شديدة القسوة على الحيوانات، ابتداء من سرقة الحيوانات الأليفة المحبوبة للغاية من العائلات، إلى تعرضها للضرب والحشر داخل أقفاص صغيرة مع الكثير من الكلاب الأخرى، ونقلها إلى مسافات بعيدة تبلغ مئات الأميال دون طعام أو ماء، ثم قتلها بوحشية بسكين من الوريد أو طعنها في القلب أمام الكلاب الأخرى”.

وجاء في تقرير حديث لمنظمة “فور بوز” أن التجار، الذين يكونون في الغالب أعضاء في عصابات إجرامية، يتفادون عمليات التفتيش باللجوء إلى تهريب الحيوانات إلى المقاصد المطلوبة، بوضعها داخل أماكن الأمتعة في الحافلات.

ويتم حشر الحيوانات جنبا إلى جنب بشكل لصيق، لدرجة أنها لا تكاد تستطيع التنفس ناهيك عن التحرك.

ويوضح النشطاء في تقرير يستند إلى تحقيق تم إجراؤه بشكل سري، أن الكثير من هذه الحيوانات يختنق مع نهاية الرحلة، بينما تنفق أعداد أخرى بسبب الجفاف أو ضربة الحر، ويقول التقرير “إن ما رأيناه في هذا التحقيق لا يمكن التجاوز عنه، في ما يتعلق بالقسوة تجاه الحيوانات المصاحبة للبشر”.

ويتم في الغالب جلب الكلاب إلى مزارع تسمين الجراء قبل قتلها، حيث أن عملية تربيتها في المزارع، تجعل لحومها أفضل مذاقا عندما تباع للزبائن في المطاعم أو في أكشاك بيع الأطعمة، التي تحرص على التأكيد في إعلاناتها على أنها لحوم كلاب فيتنامية.

وتقبع الكلاب في المزارع داخل بيوت صغيرة خرسانية خاصة بها أو في أقفاص، بينما يتم إطعامها بنظام غذائي مكوّن من عصيدة الأرز وأمخاخ الخنازير.

Thumbnail

ويتم تربيتها لتصبح كبيرة الحجم وقوية من أجل الحصول على المزيد من المال، بحيث يمكن أن يصل سعر الكلب إلى 2.5 مليون دونج فيتنامي، أي ما يوازي نحو 97 دولارا.

وبالإضافة إلى معاناة الحيوانات، تتزايد المخاوف من عمليات النقل الجماعي المكثف، وغير المحكم للكلاب التي لم تحصل على التطعيم.

وهذه الظروف غير الصحية والمليئة بالضغوط التي تتعرض لها الكلاب، تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض، كما أشارت تحليلات عينات أخذت من أمخاخ الكلاب بالمجازر بأنها إيجابية لداء السعار.

وأعربت الحكومة عن مخاوفها من انتشار داء الكلب، وأصدرت مؤخرا تعليمات توجه السلطات المحلية إلى تشديد إجراءات مكافحة داء الكلب والوقاية منه.

ويقول كوانج نجوين رئيس فرع جمعية الرفق بالحيوان الدولية بفيتنام إن “تجارة لحوم الكلاب في فيتنام لا تمثل فقط كارثة لجهود رعاية الحيوان، ولكنها أيضا لا تتماشى مع جهود القضاء على داء السعار لدى الكلاب”.

وتعمل الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان بالتعاون مع السلطات لإنهاء هذه التجارة، وتوصلت جمعية الرفق بالحيوان الدولية إلى اتفاقات مع العديد من الحكومات المحلية، لإثناء التجار عن الاتجار بلحوم الكلاب والقطط، إلى جانب الترويج لتوزيع اللقاحات المضادة للسعار وتنظيم حملات للتوعية.

وتهدف هذه الجهود إلى إنهاء استهلاك لحوم هذه الحيوانات، في عدد من المعاقل الحالية لتربيتها وبيعها. ونجحت الجمعيات في إقناع المزارع هوا، ويؤكد قائلا “لم أعد أرغب في المشاركة في تجارة لحوم الكلاب”.

16