السعودية تحيل مسؤولين إعلاميين على التحقيق لمخالفة سياسات المملكة

الرياض - أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام السعودية أنها أحالت مسؤولين في قناة "إم بي سي" السعودية للتحقيق بسبب تقرير إخباري بعنوان " ألفية الخلاص من الإرهابيين"، بعدما هاجم أنصار ميليشيات عراقية مسلحة موالية لإيران مكاتب شركة إنتاج مرتبطة بالقناة.
ويعكس هذا الإجراء السعودي السريع حرص المملكة على محاسبة كل من يخطئ في استخدام أجهزتها الإعلامية لترويج أفكار لا تتماشي مع سياساتها البعيدة كل البعد عن التحريض، كما يكشف تمسكها بالضوابط التي حددتها في القطاع، ليكون مواكبا لرؤية 2030.
وقالت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام السعودية في بيان لها الليلة الماضية إن التقرير "مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للمملكة" وأوضحت أن التحقيق أجري "لاستكمال الإجراءات النظامية تجاه هذه المخالفة."
وجاء في البيان - وفقا للصحف السعودية الإلكترونية اليوم الأحد "أحالت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة مسؤولين بإحدى القنوات التلفزيونية للتحقيق، بسبب تقرير إخباري مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للسعودية، لاستكمال الإجراءات النظامية تجاه هذه المخالفة".
وتؤكد الهيئة العامة لتنظيم الإعلام" على أنها تتابع باستمرار مدى التزام وسائل الإعلام بالأنظمة الإعلامية للمملكة وضوابط المحتوى، ولن تتهاون في تطبيق النظام تجاه أي مخالف".
وجاء هذا الإعلان بعد جدل أثاره تقرير بثته قناة "إم بي سي" ظهر الجمعة بعنوان "ألفية الخلاص من الإرهابيين" ما أثار غضب بعض المستخدمين.
وحذفت القناة التقرير عن منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. بينما قرر العراق السبت إيقاف عمل مكتب القناة "في البلاد وإلغاء رخصة العمل الممنوحة لها من قبل هيئة الإعلام والاتصالات لمخالفتها لوائح البث الاعلامي".
وكان بين 400 و500 شخص من أنصار تلك الميليشيات قد اقتحموا بُعيد منتصف ليل الجمعة السبت مقرّ شركة تُنتج محتوى لقناة “إم بي سي” السعودية، وأقدموا على “تحطيم الأدوات الحاسبة وحرق قسم من المبنى”، حسبما قال مسؤول في وزارة الداخلية.
وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني أخمدت الحريق فيما فرّقت القوات الأمنية المحتجّين، دون التحدث عن أيّ عمليات توقيف على الفور.
ولفت مسؤول في الشرطة العراقية إلى أن “المتظاهرين الغاضبين وصلوا إلى المقر قبل التمكن من إرسال تعزيزات من قوات حفظ النظام”، مؤكدا أن المبنى “احترق وتعرض لعملية تخريب كبيرة”.
وعدد التقرير شخصيات قيادية من بينها مؤسس القاعدة أسامة بن لادن وغيره من قادة التنظيم.
وذكر كذلك قادة "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل هذا الأسبوع في قطاع غزة ووصفه بأنه "وجه جديد للإرهاب"، فضلا عن سلفه إسماعيل هنية الذي قُتل في عملية في طهران نُسبت إلى إسرائيل نهاية يوليو.
وورد أيضا ذكر قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس اللذين قُتلا في ضربة أميركية في العاصمة العراقية في يناير 2020، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر.