مواقع أثرية في الشارقة ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي

قلعة دبا الحصن وحصن فيلي ووادي شيص هي جزء من الهوية الثقافية للإمارات وتسهم في إثراء التراث الإنساني.
الجمعة 2024/10/18
هوية وثقافة

تكمن أهمية إدراج مواقع أثرية إماراتية على قائمة الإيسيسكو في حماية التراث الثقافي، ويساعد الإدراج في حماية المواقع التراثية من التهديدات والتدمير وزيادة الوعي بأهمية التراث الثقافي والتاريخي وجذب السياح والباحثين، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويعزز التفاعل الثقافي بين الشعوب.

الإمارات) ـ أعلنت هيئة الشارقة للآثار إدراج منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) مواقع “قلعة دبا الحصن”، “حصن فيلي”، و”وادي شيص” ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي في خطوة تعكس أهميتها في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية والإنسانية، ودورها في المحافظة على التاريخ والتراث للأجيال القادمة.

جاء هذا الإعلان من قبل لجنة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة الإيسيسكو والذي شمل تسجيل 91 موقعًا تاريخيًّا وعنصرًا ثقافيًّا على قوائم المنظمة ثلاثة منها في الشارقة .

وكانت هيئة الشارقة للآثار وهيئة تنفيذ المبادرات “مُبادرة” قد رفعت ملفات متكاملة للترشيح إلى منظمة الإيسيسكو ضمن الاجتماع الثاني عشر للجنة التراث في العالم الإسلامي والذي تستضيفه مدينة شوشا في أذربيجان بمناسبة الاحتفاء بها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، وتناولت هذه الملفات دراسات تناولت الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية والفنية لهذه المواقع إضافة إلى عناصرها المعمارية وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها.

وعبّر مدير عام هيئة الشارقة للآثار عيسى يوسف عن اعتزازه بإدراج المواقع التاريخية الأثرية على قائمة التراث في العالم الإسلامي، موضحا أن هذا الإدراج هو ثمرة التعاون مع هيئة تنفيذ المبادرات في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المادي في الشارقة.

وأكد أن إدراج هذه المواقع يعكس تقديرا دوليا لقيمتها التاريخية والثقافية واعترافا بجهود الشارقة الحثيثة في حماية تراثها الثقافي، وقال إن المواقع ليست مجرد معالم تاريخية وأثرية، بل هي جزء من الهوية الثقافية للشارقة والإمارات، وتسهم في إثراء التراث الإنساني.

pp

وأشار إلى أن مواقع قلعة دبا الحصن، وحصن فيلي ووادي شيص ليست مجرد أماكن تاريخية، بل شواهد حية على تفاعل الحضارات التي ازدهرت في هذه المنطقة عبر العصور وتحمل في طياتها قصصا عن تطور المجتمعات والتجارة والتقاليد التي شكلت هوية المنطقة.

وتُمثل قلعة دبا الحصن ومستوطنتها، شاهدين فريدين على التبادل الثقافي عبر خمسة قرون، فهذا الموقع المميز بتصميمه المعماري الغني وقطع آثاره النادرة يسرد قصة تاريخية حافلة بالحركة والحياة، فقد كان مأوى للسكان، ومركزا للتجارة، وسوقا مزدهرا، ولعب الحصن دورا محوريا في تأمين طرق التجارة الرئيسية، وساهم في دعم الاقتصاد المحلي المعتمد على النشاط البحري حتى القرن التاسع عشر ويحوي مجموعة متنوعة من المدابس إلى جانب قطع أثرية من الصين والهند وأوروبا.

ويشهد تطور دبا الحصن الاقتصادي والثقافي على مكانة الشارقة إقليميا وعالميا، فمنذ القرن السادس عشر، أصبحت مركزا حيويا للتجارة البحرية، مستفيدة من إنتاج دبس التمر وتطور الزراعة، كما أن استمرار دبا الحصن محورا للتبادل التجاري والثقافي، بفضل موقعها الإستراتيجي، يجعلها رمزًا تاريخيا يعبر عن غنى التراث الثقافي، ويعزز من مكانتها في المحافل العالمية.

ويتميز حصن فيلي بموقعه الإستراتيجي، الذي كان له دور محوري في نظام الحماية والأمن بالمنطقة، حيث تشتهر المناطق المحيطة به بوجود نظام الأفلاج، الذي يُعتبر من أقدم السمات الطبيعية في هذه المنطقة، ويعمل كالشريان الذي يُغذي الحياة في بيئة صحراوية، لذا تم إنشاء حصن فيلي التاريخي لمراقبة هذه الأفلاج ومزارع التمور، وحماية القوافل التي كانت تسلك الطريق من الذيد إلى العين وواحة بريمي، بالإضافة إلى سواحل عُمان.

وتقع فيلي أيضا على الطريق الذي يربط بين السواحل الغربية والشرقية لشبه الجزيرة العربية، ما زاد من أهميتها حامية لطرق جبال الحجر وتقديم الأمان للحجاج الذين اعتمدوا على هذه المسارات.

ويروي تراث فيلي قصصا غنية تعكس دورها الأساسي في حماية المجتمع المحلي وتأمين طرق القوافل، ويُسلط الضوء على الأحداث البارزة التي شهدتها المنطقة في القرنين التاسع عشر والعشرين، ما يجعلها رمزًا للتاريخ الثقافي والحضاري الغني في المنطقة.

ويقع وادي شيص بالقرب من الساحل الشرقي للإمارات، ويحتضن قرية شيص التي تبعد حوالي 17 كيلومترا عن مدينة خورفكان و95 كيلومترا عن مدينة الشارقة وتشتهر بجمالها الطبيعي الذي يتمثل في جبالها الشاهقة ومزارعها التي ترويها أنظمة الري التقليدية المعروفة بالأفلاج، والتي تُعَدُّ شاهدًا على العبقرية البشرية في إدارة المياه منذ القدم.

وتضم المنطقة معالم بارزة مثل مسجد الاستقامة، المنازل القديمة، القلاع، والمزارع التي ترتبط بنظام الري القديم، وتمتاز شيص بتنوعها البيئي والجغرافي الفريد الذي يجمع بين جبال الحجر والأفلاج التي أدت إلى تكوين غطاء نباتي غني وتعد موطنا ملائما للطيور النادرة والحيوانات.

18