نيجيرفان بارزاني في أنقرة قبل أيام من انتخابات كردستان العراق

أنقرة – عقد رئيس اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني اليوم الأربعاء اجتماعا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان وذلك خلال زيارة رسمية يجريها إلى أنقرة لبحث التعاون الإقليمي.

وتأتي زيارة نيجيرفان برزاني إلى أنقرة قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق التي تأجل إجراؤها لنحو عامَين بسبب خلافات سياسية.

ويرى نشطاء وساسة أكراد أن زيارة البرزاني في هذا التوقيت، تندرج في إطار مسعى تركي لدعم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الانتخابات البرلمانية المقررة الأحد المقبل، وذلك مع انتهاء فترة الدعاية الانتخابية للأحزاب الكردية عند الساعة 12 ليلا الثلاثاء/الأربعاء.

ونقل موقع "تايتل  نيوز" عن مصدر سياسي كردي مطلع على الزيارة –لم يسمه- قوله إن "الزيارة تتضمن مناقشة ملفات انتخابات إقليم كردستان، والحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان ومخاطرها على العراق والإقليم ، فضلا عن ⁠بعض الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية الخاصة بالعراق والمنطقة عموماً".

وفور وصوله إلى أنقرة صباح اليوم الأربعاء اجتمع بارزاني مع وزير الخارجية التركي في مقر الوزارة، بحضور رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن.

وعقب الاجتماع قال نيجيرفان بارزاني أجريت حواراً مثمراً مع صديقي هاكان فيدان.

وتتزامن زيارة برزاني مع تقارير تتحدث عن محادثات سلام استكشافية جارية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني على الرغم من حملة القمع المستمرة ضد الشخصيات السياسية الكردية، وذلك في خطوة تركية استباقية لقطع الطريق على إيران للاستعانة بمقاتلي الحزب بعد إضعاف إسرائيل حلفائها في المنطقة.

وذكر موقع موقع المونيتور الإخباري الأميركي نقلاً عن مصادر قريبة من الحكومة التركية -لم يسمها- أن المصافحات الأخيرة بين دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف وحليف أردوغان، وأعضاء حزب المساواة والديمقراطية الشعبية المؤيد للأكراد (حزب ديم) خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان أثارت تكهنات مكثفة حول ما إذا كانت عملية سلام جديدة قد تكون قيد التنفيذ.   

وعلقت الصحافية الكردية ناجهان ألجي عن زيارة برزاني "أعمال الشغب في الشرق الأوسط تشجع الحكومة التركية على إجراء حوار مع الأكراد، هذا الوضع مختلف، وتأتي زيارة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى أنقرة في هذا السياق".

وأشارت الصحافية أمبرين زمان إلى أن نيجيرفان بارزاني يمكنه تحسين العلاقة بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وتركيا، وقالت عبر حسابها على منصة إكس "كان هانتر بارزاني يحاول التوفيق بين القائد العام لقوات الدفاع والأمن مظلوم عبدي وتركيا، لكنه لم ينجح بسبب موقف تركيا القوي، هذه المرة الوضع مختلف تماما".

وكان المتحدث باسم رئاسة اقليم كردستان، دلشاد شهاب، قد أعلن مساء الثلاثاء، أن نيجيرفان بارزاني، سيتبادل في اجتماعه مع الرئيس التركي الآراء ووجهات النظر بشأن تعزيز علاقات تركيا مع العراق وإقليم كردستان، وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة، ومجموعة قضايا تهم الجانبين.

والعلاقات بين تركيا وكردستان العراق ترتكز منذ فترة طويلة على الأمن والطاقة والتجارة، غير أن وجود حزب العمال الكردستاني بشمال العراق هو أبرز القضايا المتداولة بين الطرفين.

هذا وتولي تركيا اهتماما كبيرا لدعم كردستان العراق في التصدي للعمال الكردستاني على الجانب الآخر من الحدود.

وكان الرئيس التركي قد زار العراق واقليم كردستان في 22 أبريل الماضي، بعد نحو 13 عاما على آخر زيارة رسمية لأردوغان في مارس 2011 عندما كان رئيساً للحكومة.

بعد اختتام زيارته إلى بغداد، وصل أردوغان إلى مطار أربيل الدولي حيث جرى استقباله من قبل رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وكذلك رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني.

 وعبر نيجيرفان بارزاني خلال الاجتماع مع أردوغان، في وقتها، عن رغبة إقليم كردستان في تطوير علاقاته مع تركيا في المجالات كافة، مؤكداً أن إقليم كردستان سيظل كما كان دائماً عامل أمان واستقرار في المنطقة، وأثنى على تعاون ودعم تركيا لإقليم كردستان في الأوقات الصعبة.