شنقريحة إلى نواكشوط على وقع التوتر في منطقة الساحل

رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع نظيره الموريتاني الفريق المختار بله شعبان تعزيز التعاون وملفات مشتركة وذلك في أول زيارة له بعد فتور في علاقات البلدين.
الثلاثاء 2024/10/15
عزلة الجزائر تدفع شنقريحة لتطوير العلاقات مع موريتانيا

الجزائر - يبدأ الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية إلى موريتانيا، هي أول زيارة لمسؤول عسكري جزائري بهذا المستوى للعاصمة نواكشوط.

وقالت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر، في بيان اليوم، أن زيارة شنقريحة إلى موريتانيا تأتي بدعوة من الفريق المختار بله شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية.

كما ذكرت أن هذه الزيارة، التي تندرج في إطار تعزيز التعاون بين الجيش الجزائري والقوات المسلحة الموريتانية، ستشكل فرصة للطرفين لبحث المسائل ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة الفريق أول السعيد شنقريحة إلى موريتانيا بعد فتور في العلاقات بين البلدين بسبب اتهامات جزائرية لموريتانيا بإقامة علاقات عسكرية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وذلك إثر زيارات عسكرية متبادلة تندرج إطار التعاون العسكري.

وتعتقد أوساط سياسية أن الزيارة تكتسي أهميتها من جهة لجهة التحديات العسكرية والأمنية التي تعيشها الجزائر، خصوصا بعد التوتر الذي حدث بينها وبين حكام مالي الجدد وكذلك حكام النيجر، حيث لم يبق للجزائر من بوابة على المنطقة غير تونس.

وكانت الجزائر قد رصدت 23 مليار دولار لقطاع الدفاع الوطني، في الميزانية السنوية للعام 2025، في ظل التهديدات الأمنية القائمة في الحدود الجنوبية والشرقية، بعدما اقتراب العمليات العسكرية للجيش المالي، المدعوم من طرف مجموعة فاغنر الروسية، من الشريط الحدودي بدعوى ملاحقة الجماعات المسلحة الانفصالية، وكذلك دنو قوات المشير الليبي خليفة حفتر خلال الأسابيع الأخيرة من مدن ومصالح إستراتيجية جزائرية، إلى رصد المزيد من الإمكانيات المالية لتلبية حاجيات الدفاع المتزايدة.

وتستبعد ذات الأوساط السياسية أن تكون المباحثات العسكرية الجزائرية-الموريتانية موجهة ضد المغرب باعتبار أن نواكشوط ترفض أن تكون أداة في يد أي دولة إقليمية ضد أخرى، وقد سبق أن رفضت الانخراط في اللقاء المغاربي الثلاثي الذي ضم الجزائر وتونس وليبيا على اعتبار أنه خطوة لوأد الاتحاد المغاربي.

وتتباين مواقف نواكشوط والرباط من قضايا إقليمية، خصوصا قضية الصحراء المغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو الانفصالية، وكذلك استقبال مسؤولين من بوليساريو في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين إلى آخر.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة بوليساريو إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف منتمين إلى الجبهة. وتقول موريتانيا إن موقفها من هذا النزاع "حيادي" يهدف إلى إيجاد حل سلمي يجنب المنطقة خطر التصعيد.

ويعتقد مراقبون الزيارة الشخصية العسكرية الأولى في الجزائر إلى موريتانيا يمكن أن تكون رسالة إلى المغرب، خصوصا أنها تأتي بعد خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام البرلمان الذي أعلن فيه جملة من التحولات الدولية الإيجابية بخصوص دعم خيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء.

وكانت العاصمة الموريتانية نواكشوط قد استضافت اجتماعا عسكريا رفيع المستوى في نوفمبر الماضي جمع الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية برفقة وفد عسكري هام، مع قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الفريق المختار بله شعبان، في إطار الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية، وناقش مجموعة من القضايا الأمنية، خصوصا في ظل مساعي تعزيز التعاون بين الطرفين.