هيئة تحرير الشام تشن حربا نفسية ضد دمشق

دمشق – تروج هيئة تحرير الشام لتحضيرات عسكرية في ريفي حلب وإدلب تمهيدا لشنّ عمل ضد الجيش السوري، وتحريك الجبهات المتوقفة منذ العام 2020.
ويرى مراقبون أن ما يجري على الجبهة الشمالية من سوريا لا يعدو كونه دعاية، الغرض منها إثبات الذات في ظل التراجع الذي تسجله الهيئة على أكثر من مستوى، وفي وجود تحديات كبيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تواجه حالة من التململ الشعبي رفضا لسلوك قيادتها ومحاولتها إخضاع الناس بالقوة لفكر الجماعة المتشددة، والاستئثار بالموارد المالية.
ويقول المراقبون إن هناك الكثير من الإكراهات التي تشل الحركة العسكرية للهيئة، وفي مقدمتها الجانب التركي، الذي وإن كان مستفيدا من الحرب النفسية التي تخوضها هيئة تحرير الشام ضد الحكومة السورية، لكنه لن يسمح لها عمليا بتنفيذ تهديداتها، لأن ذلك من شأنه أن يهدد بالقضاء على الجهود المتعثرة أصلا للتطبيع مع دمشق، كما أن الوضع في المنطقة لا يسمح بالمزيد من الانهيارات، وخلط الأوراق.
وأعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تضم كلا من هيئة تحرير الشام و”الجبهة الوطنية للتحرير” المنضوية ضمن ما يسمى “الجيش الوطني السوري” إلى جانب “جيش العزة”، استعدادها لأي تطور عسكري في ريفي حلب وإدلب.
وأكدت الغرفة في بيان السبت، جهوزيتها واستعدادها لـ”أي استحقاق ثوري، للدفاع عن المحرر وحمايته وصون حرماته”، في إشارة إلى مناطق سيطرة الهيئة.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هيئة تحرير الشام دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور ريف حلب الغربي، حيث جرى تثبيت راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة، إضافة إلى استخدام أسلحة نوعية مثل صواريخ “تاو” الأميركية التي عادت للواجهة مجدداً.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، الأحد إن هناك استنفارا من قبل هيئة تحرير الشام على عدة جبهات لكن الاستنفار الأساسي على جبهة طريق حلب دمشق الدولي وباتجاه أطراف حلب الغربية.
وأضاف عبدالرحمن أن زعيم الهيئة أبومحمد الجولاني يعتقد أن إسرائيل سوف تجتاح ريف درعا الغربي والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي، حينها يكون النظام منشغلا بمعركة الجنوب.
ولفت مدير المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له أن تركيا لا تريد هذه المعركة، وأن روسيا لن تعطي حلب للجولاني الذي يحرك عواطف السوريين التواقين لتحقيق انتصارات، والمعركة ستكون فيها خسائر من المدنيين والمزيد من التدمير.
وكانت “سرايا المقاومة الشعبية” التابعة للهيئة أعلنت أنها أعادت فتح باب الانتساب والتطوع في مختلف التخصصات، بما في ذلك المجالات الطبية، والإدارية، والعسكرية، والقتالية، والتمريض، والإطعام، والتذخير.
وتنتشر مراكز الانتساب في مدن وبلدات رئيسية مثل إدلب، سرمدا، حارم، أريحا، كفرتخاريم، سلقين، وجسر الشغور.
وذكرت وسائل إعلام قريبة من الهيئة في وقت سابق أنه تنظيم دورات تدريبية عسكرية لقوات خاصة وتحضير أسلحة ثقيلة ومسيّرات وتجهيزات لوجستية، تحضيراً لما تسميها بمعركة حاسمة تهدف إلى استعادة السيطرة على مناطق واسعة كانت قد فقدتها الفصائل لصالح دمشق بدعم روسي.
ويخضع شمال غرب سوريا، إلى ما يُعرف باتفاق موسكو الذي أبرم بين موسكو وأنقرة في مارس 2020، ويعتقد متابعون أن روسيا كما تركيا لن تسمحا لهيئة تحرير الشام بضرب الاتفاق أو خرقه، لكن تبقى الأمور مفتوحة في ظل حالة السيولة الحالية.