منحوتات مصطفى علي.. تجارب خارجة عن المألوف تترجم رؤى خاصة

دمشق- تستضيف دمشق القديمة معرضا للنحات السوري مصطفى علي ضمن أيام الفن التشكيلي السوري السابع لعام 2024 الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة.
يتضمن المعرض المقام على غاليري مصطفى علي أعمالا فنية استعادية للفنان التشكيلي بأحجام ورؤى مختلفة حيث تفرد كل عمل بجماله وخصوصيته، كما تعد المجموعة المعروضة كبيرة وغنية وفرصة مهمة لإطلاع محبي الفن التشكيلي على المقتنيات النادرة للغاليري نظرا للقيمة المضافة التي تحملها.
وتعكس المنحوتات أيضا المكانة الفريدة التي صنعها مصطفى علي في النحت السوري والعالمي عبر رحلة طويلة غنية بالإبداع والتجارب الخارجة عن المألوف والتي تترجم رؤاه الخاصة للحياة والإنسان.
وتوج المعرض بعرض عمل فني جديد وهو الحصان العربي الأصيل الذي يتميز بأذنين صغيرتين وقامة شامخة ونحولة في الجسد، صنع من قطع الحديد واستمر نحته ثلاثة أعوام بعد دراسة تشريحية مفصلة.
وقال النحات مصطفى علي إن “اختيار هذه المجموعة من الأعمال تحمل في ذاكرتي جهد أعمالي منذ عام حتى يومنا هذا، واخترت هذه المجموعة ووضعناها في المعرض كونها تحكي لنا مراحل فنية مختلفة المستوى إلا أنه يجمعها خط واحد، الحساسية الفنية والروح والأسلوب الخاص بالفنان”.
وبينت معاونة وزيرة الثقافة المهندسة سناء الشوا أن معرض الفنان مصطفى علي هو أحد المعارض المدرجة ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي، وتضمن مجموعة من الأعمال النحتية للفنان منذ عام 1979 حتى يومنا هذا.
يذكر أن الفنان مصطفى علي من مواليد اللاذقية عام 1956 تخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة كما درس في أكاديمية الفنون الجميلة بإيطاليا وأعماله مقتناة في متاحف سورية وعربية وأقام معارض فردية عديدة داخل البلاد وخارجها وشارك في ملتقيات دولية عديدة، وحاز جوائز عدة منها الجائزة البرونزية في بينالي الشارقة والذهبية في بينالي اللاذقية وجائزة معهد العالم العربي في باريس عن منحوتة ضخمة وصلت مساحتها الأفقية إلى 36 مترا مربعا واختير ضمن أهم 100 شخصية عربية لعام 2007 وفق مجلة أربيان بيزنس.
والنحات خبر منذ طفولته خامة الطين وبعدها دخل في عالم معدن البرونز تلك المادة النبيلة التي تعيش طويلا مع الزمن، ثم عمل على توليف الخشب مع معدن البرونز لينتقل بعدها إلى العمل مع خامة الخشب منجزا معها أعمالا ضخمة ومن ثم قدّم تجربته الغنية مع المعادن مثل الحديد والكروم وبقايا المدمرات التي خلفتها الحرب.
ولا يكتفي النحات السوري مصطفى علي بنحت المواد التي يعمل عليها كالخشب والبرونز والحجر، وهو يراها على اختلاف موادها سبيلا لنحت الماضي من خلال ذاكرة تشكّلت في الشام، المدينة التي يستحضرها في أعماله.