علاقة بين الجينات وفقدان الوزن

لندن ـ أظهرت دراسة جديدة أن سر فقدان الوزن قد يعود إلى مزيج من 14 جينا للنحافة.
ووجد فريق من الباحثين من جامعة إسيكس، أن الأشخاص الذين يمتلكون هذه الجينات حققوا فقدانا في الوزن بمقدار الضعف عند ممارسة الركض لمدة نصف ساعة 3 مرات في الأسبوع.
وشملت الدراسة 38 شخصا في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما، حيث خضعوا لاختبار الحمض النووي وتم توجيههم لاتباع نظامهم الغذائي وعادات نمط حياتهم الطبيعية، وعدم القيام بأي تدريب آخر، مع وزن أجسامهم قبل وبعد الدراسة.
وخلال فترة الدراسة التي استمرت 8 أسابيع، خسر الأشخاص الذين يحملون أكبر عدد من العلامات الجينية ذات الصلة ما يصل إلى 5 كغ من وزنهم، بينما خسر الآخرون ما معدله 2 كغ فقط.
الأشخاص الذين يمتلكون هذه الجينات حققوا فقدانا في الوزن بمقدار الضعف عند ممارسة الركض ثلاث مرات في الأسبوع
وكان الجين الأكثر تأثيرا هو “بي بي إيه أر جي سي 1إيه” الذي يلعب دورا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي.
وأشار الباحثون، بقيادة الدكتور هنري تشونغ، إلى أن هذه الدراسة توضح أهمية الجينات في إنقاص الوزن، لكنها أكدت أيضا على أهمية عوامل نمط الحياة والنظام الغذائي.
وقال تشونغ: “الجينات وحدها لن تحقق نتائج دون ممارسة الرياضة وتغييرات في نمط الحياة”.
وتستند هذه الدراسة، إلى دراسة سابقة أظهرت أن الأداء في الجري مرتبط أيضا بالجينات.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج الحكومات والشركات والأفراد في تخصيص التدخلات الصحية بشكل أفضل.
ومثل السمات الأخرى، لا يوجد جين واحد مرتبط بالوزن أو السمنة. وفقًا لـ”هافارد هيلث ببليشينغ”، يساهم أكثر من 400 جين في السمنة.
الباحثون يأملون أن تساعد هذه النتائج الحكومات والشركات والأفراد في تخصيص التدخلات الصحية بشكل أفضل
وبينما لم يتأكد الخبراء تمامًا من كيفية عمل الجينات، هناك بالتأكيد علاقة بين الجينات والوزن. ووجدت دراسة أجريت في نوفمبر 2017، نُشرت في المجلة الدولية للسمنة، أن الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية أعلى للسمنة يميلون إلى زيادة الوزن في العشرينات من عمرهم مقارنة بمن ليس لديهم هذا الخطر.
ما يؤكده الخبراء أن جينات البشر تشكل أساس نظام الإشارات والاستجابة في أجسامهم، والذي يوجه تناول الطعام. وإحدى الفرضيات هي أن الأجسام مهيأة لحماية الأشخاص من فقدان الوزن لأن الطاقة المخزنة في الدهون ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
وعلى الرغم من أن معظم الأبحاث ركزت على كيفية تأثير المخاطر الجينية على السمنة، إلا أن الأبحاث الحديثة قد ألقت نظرة متعمقة على الروابط بين الجينات والسمنة ومؤشر كتلة الجسم بمرور الوقت.
وفي دراسة نُشرت في يناير 2020 في “جاما كرديولوجي”، قام الباحثون بتقييم البيانات من أكثر من 2.500 بالغ من عام 1985 إلى عام 2010. وباستخدام درجة بناءً على الحمض النووي لكل مشارك، قاموا بحساب الخطر الجيني للسمنة لكل شخص ومقارنتها بالقياسات التي تم إجراؤها مسار فترة الدراسة البالغة 25 سنة. كما قاموا بتتبع مؤشر كتلة الجسم لكل شخص بمرور الوقت.
وقد يحتاج الشخص إلى تعديل أهدافه ليأخذ في الاعتبار ما يمكن أن يفعله جسمه، ولكن أسلوب حياته وأسلوبه في الأكل هما اللاعبان الرئيسيان في الحرب ضد السمنة، ربما اللاعبان الرئيسيان لأنهما الوحيدان اللذين يمكنهما السيطرة عليها.
وأظهر التحليل أن مؤشر كتلة الجسم في مرحلة الشباب يفسر حوالي 52 في المئة من مؤشر كتلة الجسم للشخص بعد 25 عامًا، في حين أن الجينات أوضحت 14 في المئة فقط. بالنهاية، وخلص إلى أن الحالة الجسدية ومؤشر كتلة الجسم بمرور الوقت كانا أفضل مؤشرات لخطر السمنة من العوامل