الصيام بصورة غير منتظمة يزيد من نقص البروتين والألياف الغذائية

موسكو ـ تشير الدكتورة لاريسا غابدولخاكوفا خبيرة التغذية الروسية، إلى أن الكثيرين يصومون معتقدين أن هذه الطريقة تساعد على تحسين حالتهم الصحية، بيد أن هذا وهم.
ووفقا لها توجد خيارات عديدة للصيام؛ الأول وهو الأكثر انتشارا للتخلص من الوزن الزائد، حيث يعتقد الشخص أن الجوع يساعده في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة. لكن هذا غير صحيح لأن الدهون الزائدة هي في نفس الوقت جيدة وضارة. وأن سبب ظهورها هو نقص البروتين والألياف الغذائية والفيتامينات، لذلك عندما يصوم الشخص بصورة غير منتظمة، فإنه يزيد من نقص هذه المواد.
أما خيار الصيام العلاجي، فيجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص وفي مستشفى. وفقا لها في هذه الحالة يتم إعداد الشخص للعلاج وبعد انتهاء الفترة يعاد تدريجيا إلى التغذية الطبيعية.
وتشير إلى أن الخيار الثالث هو الصيام المتقطع. هذا الخيار يمكن أن يصلح لفئة معينة من الناس، إذا كان الجهاز الهضمي مستعدا له. يساعد الصيام المتقطع على فقدان الوزن الزائد وزيادة الكتلة العضلية وتقليل الرغبة في تناول الحلويات وتحسين الصحة، ولكن يجب تحديد الحالة الصحية قبل البدء بالصيام المتقطع. ويمكن أن يساعد الصيام في حل المشكلة إذا كانت موجودة.
ووفقا لها، قد يؤدي الصيام من دون إشراف طبي إلى عواقب وخيمة مختلفة: سوء الحالة الصحية العامة، وخور القوى، والدوخة، والإغماء، والغثيان. كما تتفاقم الأمراض المزمنة، مثل التهاب البنكرياس والتهاب المرارة والتهاب الحويضة والكلى والتهاب المعدة وغيرها. وقد تظهر أمراض جديدة مثل قرحة المعدة مع نزيف، وزيادة غير متوقعة في الوزن.
وتشير إلى أنه يمنع الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الغدد الكظرية ومقاومة الأنسولين وأمراض المرارة من الصيام منعا باتا.
دراسات سابقة أشارت إلى أن الصيام المتقطع قد يكون مفيدا بالفعل في تقليل خطر الإصابة بالسرطان
وربطت دراسات سابقة الصيام المتقطع بعدة فوائد، مثل خفض الوزن وتقليل خطر الإصابة بالخرف، ولكن دراسة جديدة أجريت على الفئران تكشف عن جانب سلبي أيضا لهذا الصيام.
يقول الباحثون إن الامتناع الدوري عن تناول الطعام قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
ويأتي هذا الاكتشاف في أعقاب دراسة سابقة وجدت أن صيام الفئران عن الطعام أدى إلى زيادة في القدرات التجديدية لخلاياها الجذعية المعوية، ما يحمي من الالتهابات.
والآن، حدد فريق البحث أن هذه الزيادة في إنتاج الخلايا الجذعية تتسارع مع إعادة تغذية الفئران بعد الصيام. ويمكن أن يؤدي تناول الطعام إلى إدخال مسببات الطفرات الجينية (مركبات مثل الأمينات غير المتجانسة في اللحوم المحروقة)، والتي تزيد من خطر الإصابة بالأورام السرطانية.
وتعد الخلايا الجذعية المعوية من بين أكثر الخلايا نشاطا في الجسم، حيث تنقسم وتنمو باستمرار لإعادة بناء الأمعاء كل 5 إلى 10 أيام. ويعني هذا المستوى العالي من النشاط أيضا “زيادة احتمال الإصابة بطفرات مسببة للسرطان”، حيث تزداد هذه الاحتمالية بشكل أكبر خلال فترة ما بعد الصيام، وفقا للدراسة.
وحدد الفريق مسارا بيولوجيا يسمى” ام تي اوار”، تعمل من خلاله الخلايا الجذعية، ويشارك في نمو الخلايا والاستقلاب. وبعد الصيام، يزيد من إنتاج جزيئات صغيرة تسمى البوليامينات، والتي تدفع إلى تكاثر الخلايا.
وهذه الجزيئات هي المفتاح لمساعدة الجسم على التعافي والتجدد بعد حرمانه من العناصر الغذائية والطاقة التي يوفرها النظام الغذائي العادي. ومع ذلك، فإن الدراسة توضح أن احتمالات الإصابة بالأورام ترتفع أيضا، وخاصة في الظروف الأكثر ملاءمة لنمو السرطان.
ويقول شينيا إيمادا، عالم الأحياء الجزيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “نعتقد أن الصيام وإعادة التغذية يمثلان حالتين متميزتين. في حالة الصيام، فإن قدرة الخلايا على استخدام الدهون والأحماض الدهنية كمصدر للطاقة تمكنها من البقاء على قيد الحياة عندما تكون العناصر الغذائية منخفضة. ثم تحرك حالة إعادة التغذية بعد الصيام عملية التجديد حقا”.
جدير بالذكر أن دراسات سابقة أشارت إلى أن الصيام المتقطع قد يكون مفيدا بالفعل في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، وربما حتى تعزيز فعالية العلاجات المضادة للسرطان. ومع ذلك، ركزت هذه الدراسات إلى حد كبير على الامتناع عن الطعام، دون النظر في العواقب المحتملة لكسر الصيام.
وقد يساعد المزيد من التحقيق في تحديد طرق لتعزيز الفوائد مع الحد من المخاطر.