نازحة من غزة تحلم بالعودة إلى الوطن

صفحة "مطبخ حنين" على إنستغرام تهدف إلى بيع أطباق منزلية الصنع عبر الإنترنت تسعى للحفاظ على تراث الطهي الفلسطيني.
الثلاثاء 2024/10/08
بطعم الحنين

القاهرة - بعد فرارها من غزة التي مزقتها الحرب، وجدت النازحة حنين فرحات البالغة من العمر 32 عاما عزاءها في طهي الأطباق الفلسطينية التقليدية من خلال مشروعها المنزلي في مصر للحفاظ على تراث الطهي الفلسطيني من ناحية، ودعم أسرتها من ناحية أخرى.

وأنشأت حنين صفحة (حنين كيتشن) “مطبخ حنين” على إنستغرام لتقديم الدعم المالي لعائلتها المكونة من 16 فردا، فقط من خلال بيع أطباق منزلية الصنع عبر الإنترنت، وكذلك بهدف المحافظة على تراث الطهي الفلسطيني من خلال إقامة ورش للطبخ.

وقالت “أنا حنين فرحات من غزة. مواليد 1992. درست لغة عربية في جامعة الأزهر. كنت أحب الطبخ كثيرًا. كنت ربة منزل أعدّ الطعام لأسرتي وأبنائي. وفجأة، في السابع من أكتوبر، وقع الحدث المؤلم في غزة. فقد دُمِّرَت حياة الجميع في ذلك اليوم. تفرّق الناس وتشتتوا. ومنذ ذلك الحين، لم تعد الأمور كما كانت.”

وصلت حنين إلى مصر في التاسع من مارس بصحبة زوجها وأطفالها وعائلتها الأكبر، وأطلقت المطبخ قبل أربعة أشهر. وجذبت ورش الطبخ التي تنظمها سكانا من المصريين والأجانب الذين يريدون تعلم وصفات الأطباق الفلسطينية التقليدية وإبداء الدعم للفلسطينيين.

وقالت حنين “في السابع من أكتوبر، وقع الحدث ودخل اليهود إلى بلدنا. طلبوا منا الخروج من منازلنا. خرجنا، ولكن إلى أين؟ اتجهنا نحو الجنوب. قضيت في الجنوب 60 يومًا… 60 يومًا كاملة وأنا تحت الحصار، أواجه الجوع، وتعبًا شديدًا، وهمومًا وقهرًا وضياعًا ونزوحًا. أنا وأولادي وزوجي. فتوجهنا إلى رفح.”

Thumbnail

وأضافت “بقينا في الخيام لمدة ثلاثة أشهر أخرى. وصلنا إلى مصر في التاسع من مارس. فكرنا لماذا لا نقوم بمشروع يساعدنا ويدعم أطفالنا. نحن 16 فردًا. نريد أن نعتمد على أنفسنا ونعمل بدلاً من أن نبقى بلا فائدة.”

“وقالت “قررت أن أنشئ صفحة بعنوان ‘مطبخ حنين’ على إنستغرام، ولقيت فيها دعمًا، والحمد لله. هناك الكثير من الناس أحبوا الأطباق التي أقدمها. الرسالة التي أقدمها من خلال مطبخي هي أنني أحرص على المحافظة على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، كما كنا نفعل في غزة.'”

وكان من بين المشاركات في ورشة طبخ أقامتها حنين في الآونة الأخيرة الأميركية أبيجيل رايك.

وقالت رايك “أردت الانضمام لهذه الليلة خاصة لأنني شاهدت أخبار الحرب في غزة وشعرت بالعجز طوال العام الماضي أو نحو ذلك، وكنت دائما أعرف كيف أبحث عن المساعدين عندما تكون هناك مواقف سيئة. المساعدون هم الذين يساعدون الناس على الشعور بالتحسن، ويمنحوننا الأمل. لذلك من المهم بالنسبة إليّ أن أكون قادرة على دعم النازحين الفلسطينيين بأفضل ما أستطيع، وهذا يجعلني أشعر وكأنني أستطيع فعل شيء ما”.

وقالت نجلاء رزق، وهي مصرية شاركت في ورشة الطبخ، “يشعر المرء بأن قلبه متقطع دائمًا. هناك حالة من القهر المستمر التي نعيشها منذ عام. لذا، فإننا نسعى إلى أي فرصة تمكننا من تقديم المساعدة لهم أو الوقوف معهم في أي شيء نقوم به.”

Thumbnail

واندلعت الحرب في غزة عندما هاجم مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وهو ما قالت إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق والمتواصل على غزة أودى بحياة ما يفوق 42 ألف فلسطيني حتى الآن.

كما أدى الهجوم إلى تدمير الجيب ونزوح جميع سكانه تقريبا البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، وتسبب في أزمة جوع.

وبعد مرور عام على اندلاع الحرب، لا تزال حنين تحلم بالعودة إلى وطنها، متمسكة بالأمل في السلام ولمّ الشمل.

وقالت حنين “بعد عام من الحرب، أشعر بالتعب الشديد، وقد عانينا كثيرًا من القهر. كنا شعبًا جيدًا ومبتهجًا، نعيش حياة جميلة. كان لدينا البحر وكل شيء. كنا نسير في الشوارع ونركض حيثما نشاء، دون أن يسألنا أحد عن وجهتنا. فمن المؤسف أن 7 أكتوبر دمّرنا، وفرّق بيننا وبين أهالينا… لم يعد لدينا منزل. فقدنا بيتنا، وفقدنا حياتنا. كل ما كنت تبنيه على مدى سنوات من جهد وعناء، قد تهدم في لحظة. أتمنى بشدة أن أعود إلى غزة، وأن أستعيد الاستقرار والحياة، فالحياة جميلة جدًا. إن هذا هو وطنك. لماذا تتركه وتبتعد عنه؟”.

16