إسرائيل تحيي الذكرى الأولى لهجوم حماس بالكشف عن خسائرها وحصادها

رعيم – بدأت إسرائيل الاثنين مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، اليوم الذي شهد سقوط أكبر عدد من القتلى في تاريخ الدولة العبرية والذي شكل شرارة الحرب في قطاع غزة.
وفي رعيم، في موقع المجزرة التي استهدفت مهرجان نوفا الموسيقي وقتل فيها أكثر من 370 شخصا، باشرت الحشود المراسم بلزوم دقيقة صمت في تمام الساعة 6:29 (3:29 ت غ)، وهو الوقت الذي بدأ فيه مسلحو حماس هجومهم على جنوب إسرائيل.
وقبل ذلك، ارتفعت لبضع دقائق أنغام آخر موسيقى عزفت في الموقع قبل عام.
وانقطعت الموسيقى فجأة كما حصل في ذلك اليوم، وقطعت الصمت صرخة يائسة.
وتلا آباء فقدوا أبناء في مهرجان نوفا، الصلاة على الموتى.
وبعدما التقى بعض عائلات الضحايا، ألقى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ كلمة حض فيها العالم على "مساندة" الدولة العبرية.
وقال "على العالم أن يدرك ويفهم أنه من أجل تغيير مجرى التاريخ وإحلال السلام وتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة، عليه أن يساند إسرائيل في معركتها ضد أعدائها".
وانتهت المراسم بإنشاد المغني الإسرائيلي بار أون النشيد الوطني الإسرائيلي "الأمل".
وفيما كان أقرباء الضحايا يضيئون شموعا، دوت أصوات مدفعية وارتفع هدير مروحية قادما من قطاع غزة القريب.
ومراسم رعيم هي الأولى في سلسلة فاعليات ستقام على امتداد النهار أحياء لذكرى ذلك اليوم، في وقت لا تزال إسرائيل تخوض حربا ضد حماس في غزة، وفتحت جبهة في لبنان حيث تشن حملة قصف عنيفة وباشرت قبل أسبوع عمليات برية ضد حزب الله عبر الحدود.
وفي هذه الأثناء، أعلن منتدى عائلات الرهائن مقتل رهينة محتجز في قطاع غزة بعد عام على خطفه من مهرجان نوفا خلال هجوم حماس.
وأفاد المنتدى في بيان أن "منتدى عائلات الرهائن يبكي قتل إيدان شتيفي" البالغ 28 عاما والذي "لا يزال جثمانه" في غزة.
وبعيد بدء المراسم في رعيم، أعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل.
وقالت كتائب عزالدين القسام في بيان إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه "تحشيدات الاحتلال" عند معبر رفح وكرم ابو سالم وكيبوتس حوليت قرب الحدود مع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض ثلاث مقذوفات أطلقت من قطاع غزة فيما سقطت رابعة "في منطقة غير مأهولة".
واعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في تغريدة نشرها على منصة باللغة العبرية صباح اليوم الاثنين بمناسبة ذكرى هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي خطبة الجمعة الماضي، وصف خامنئي عملية "طوفان الأقصى" بأنها "حركة منطقية وصحيحة وهي من حق الشعب الفلسطيني".
ومن جانبها، قالت حركة حماس في ذكرى مرور عام على "طوفان الأقصى" إن "السابع من أكتوبر المجيد كان محطة تاريخية في مشروعنا النضالي، بحيث أن هذه المحطة شكلت استجابة طبيعية لما يحاك من مخططات صهيونية تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية".
ونشر الجيش الإسرائيلي بيانات تكشف حجم خسائره وحصاد عملياته في مختلف الجبهات وعدد عمليات الإطلاق التي تعرضت لها إسرائيل، في الذكرى السنوية الأولى للهجمات التي شنتها حركة حماس واستتبعت حملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة.
وقال الجيش إن إسرائيل أصابت أكثر من 40 ألف هدف في القطاع خلال العام المنصرم، واكتشفت 4700 فتحة نفق ودمرت ألف موقع لإطلاق الصواريخ.
وأضاف أن 726 جنديا إسرائيليا قُتلوا منذ السابع من أكتوبر 2023. ومن بين هؤلاء، قتل 380 في الحملة العسكرية التي بدأت في ذلك اليوم و346 في القتال داخل غزة الذي بدأ في 27 أكتوبر 2023.
وبلغ عدد الجنود المصابين 4576 منذ ذلك التاريخ. وتوفي 56 جنديا نتيجة لحوادث خلال العمليات لم يحددها الجيش.
وفي بيانات بمناسبة الذكرى السنوية لهجوم السابع من أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي إنه جند 300 ألف جندي احتياطي منذ بدء الحرب، 82 بالمئة منهم من الرجال و18 بالمئة من النساء، ونصفهم تقريبا تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما.
وتشير الإحصاءات التي أعلنها الجيش إلى أنه منذ بدء الحرب، انطلق 13200 صاروخ على إسرائيل من غزة وانطلق 12400 صاروخ آخر من لبنان، بينما انطلق 60 صاروخا من سوريا و180 من اليمن و400 من إيران.
وقال إنه قتل أكثر من 800 "إرهابي" في لبنان، وإنه أصاب 4900 هدف من الجو ونحو ستة آلاف هدف بري. وخلال العام المنصرم، اعتقلت إسرائيل أكثر من خمسة آلاف شخص في الضفة الغربية وغور الأردن تقول إنهم مشتبه بهم.
وقال الجيش إنه قتل ثمانية من قادة ألوية فصائل مسلحة من غزة، ونحو 30 قائد كتيبة و165 قائد سرية خلال العام المنصرم.
في 7 /أكتوبر 2023، تسلل مقاتلون من حماس عبر السياج الحديد الفاصل بين قطاع غزة وجنوب إسرائيل، مستخدمين متفجرات وجرافات لاختراقه، وهاجموا كيبوتسات وقواعد عسكرية وموقع مهرجان نوفا الموسيقي.
وفي الساعات التالية، باشر الجيش الإسرائيلي هجوما عنيفا على قطاع غزة قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن الهدف منه هو تدمير حماس التي تسيطر عليه منذ العام 2007.
ومنذ ذلك الحين، تحولت مناطق واسعة من قطاع غزة أنقاضا، وأجبر جميع سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة تقريبا على النزوح بسبب الحرب في القطاع المحاصر.
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة تستند إلى أرقام إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا.
وقُتل ما لا يقل عن 41825 فلسطينيا في غزة، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.