مسجد في غزة يفيض بالجثث مع توسيع إسرائيل حملتها على لبنان

مقتل 24 شخصا وإصابة 93 آخرين في قصف إسرائيلي على مسجد يأوي نازحين بدير البلح، فيما استهدفت 30 غارة مستودعات أسلحة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت.
الأحد 2024/10/06
الضاحية تلفظ دخانا أسود

غزة/بيروت – يستمر الجيش الإسرائيلي في قصف قطاع غزة، مع مضي عام على الحرب الضارية التي تفجرت في القطاع الفلسطيني المدمر، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية، مع مواصلة شن غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت.

فقد طال القصف الإسرائيلي ليل السبت مسجدا يؤوي نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح وسط غزة.  

وقال مكتب الإعلام الحكومي الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة إن 24 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 93 آخرون في ضربات جوية إسرائيلية على مسجد ومدرسة يؤويان مئات النازحين في القطاع الفلسطيني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.

وجاء الهجوم على المسجد والمدرسة بالقرب من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بوسط قطاع غزة قبل يوم من الذكرى السنوية الأولى للحرب التي تشنها إسرائيل على حماس.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "نفذ ضربة دقيقة على إرهابيين من حماس كانوا يعملون داخل مركز للقيادة والتحكم يمثل جزءا من مبنى كان في السابق مسجد ‘شهداء الأقصى’ في منطقة دير البلح".

واندلعت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود عندما قادت حركة حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.

ووفقا لوزارة الصحة في القطاع، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني فضلا عن تشريد كل سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة واندلاع أزمة جوع. وأدت الحملة إلى توجيه اتهامات لإسرائيل بالإبادة الجماعية في دعوى تنظرها محكمة العدل الدولية، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.

وفي لبنان، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الأحد، أكثر من 30 غارة عنيفة على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في "أعنف ليلة" منذ توسيع إسرائيل حملتها على لبنان في 23 سبتمبر الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن "الضاحية الجنوبية لبيروت شهدت أعنف ليلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي بعد استهدافها من الطائرات الحربية الإسرائيلية بأكثر من 30 غارة".

وأضافت الوكالة "سمعت أصداء الغارات الإسرائيلية على الضاحية في العاصمة بيروت وغطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة".

وذكرت أن الغارات استهدفت "محطة وقود توتال على طريق المطار، ‏ومبنى في شارع البرجاوي بمنطقة الغبيري، ‏إضافة إلى مناطق الصفير، وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات، وحي الأميركان، والمريجة والليلكي، وحارة حريك".

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الجيش "هاجم الليلة الماضية وسائل قتالية وبنى إرهابية لحزب الله في منطقة بيروت".

وقال أدرعي، في بيان عبر منصة "إكس" "خلال ساعات الليلة الماضية شنت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق سلسة غارات في منطقة بيروت استهدفت عددا من مستودعات الأسلحة وبنى ارهابية أخرى".

وذكر أنه "قبل الغارات تم اتخاذ خطوات من شأنها تقليص احتمال المساس بالمدنيين تضمنت انذارات إخلاء مسبقة للسكان".

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن "حزب الله يضع وسائله القتالية ومواقع إنتاجها تحت المباني السكنية في قلب بيروت ويعرض السكان للخطر".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل ضرب حزب الله بقوة وتجريده من قدراته وبناه التحتية العسكرية في لبنان".

ولم يصدر تعليق فوري من حزب الله بشأن اتهامات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لكنه نفى في وقت سابق ادعاءات مشابهة للجيش.

ومنذ 23 سبتمبر الماضي كثفت إسرائيل غاراتها على الضاحية التي تعتبر معقل حزب الله. كما واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية المدمّرة على مناطق عدة في لبنان تعتبر معاقل لحزب الله، معلنا أنه قتل 440 عنصرا في الحزب.

ففي 17 و18 سبتمبر الماضي فجر آلاف أجهزة البيجر والووكي توكي التي يستعملها عناصر الحزب، فضلا عن قطاعات مدنية أخرى أبرزها الطبية.

تلتها سلسلة من الاغتيالات طالت كبار قادة الحزب، وتكللت في 27 باغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، ثم استهدفت الجمعة الماضي، رئيس الهيئة التنفيذية للحزب، هاشم صفي الدين، الذي كان من المرجح أن يخلف نصرالله، والذي لم يعرف حتى الآن مصيره بعد.

وبلغ عدد النازحين منذ الثامن من أكتوبر الماضي، يوم انخراط حزب الله بما أسماها "جبهة اسناد" غزة، مليون نازح، بينما قارب عدد القتلى الألفين، أغلبهم سقطوا خلال الأسابيع القليلة الماضية.