لبنان يفقد الاتصال مع الزعيم المحتمل لحزب الله هاشم صفي الدين

بيروت - قال مصدر أمني لبناني اليوم السبت إن الاتصال فُقد مع الزعيم المحتمل الجديد لجماعة حزب الله اللبنانية هاشم صفي الدين منذ الجمعة، وذلك بعد إعلان إسرائيل استهدافه في غارة.
وفي إطار حملتها على الجماعة اللبنانية نفذت إسرائيل ضربة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء يوم الخميس. ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الغارة استهدفت صفي الدين الذي كان حينئذ داخل مخبأ تحت الأرض.
وقال المصدر الأمني ومصدران أمنيان آخران في لبنان إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ الجمعة تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة الإسرائيلية.
ولم يصدر حزب الله حتى الآن أي تعليق على مصير صفي الدين منذ وقوع الهجوم.
وفي الأثناء أشار القناة 12 الإسرائيلية، السبت، إلى تحقيقات تجريها السلطات في لبنان حول إصابة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، في غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضافت القناة أن "قاآني مسؤول عن جميع الفروع المسلحة الإيرانية في المنطقة، وربما أصيب في قصف لسلاح الجو في جنوب بيروت. واستهدفت القنبلة نفسها خليفة حسن نصرالله، الشيخ هاشم صفي الدين، ورئيس المخابرات في التنظيم، حسين حزيمة".
وأشارت إلى أنه "إذا تبين أن قاآني أصيب أو قتل بالفعل في هجوم في حي مريجة بالقرب من مطار بيروت، فسيكون أعلى شخصية إيرانية تغتالها إسرائيل على الإطلاق".
وشن الجيش الإسرائيلي، ليل الخميس الجمعة، أكثر من 25 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وُصفت بأنها كانت الأعنف منذ بدء الغارات".
وقال اللفتنانت كولونيل الإسرائيلي نداف شوشاني الجمعة إن الجيش لا يزال يقيّم الغارات الجوية التي وقعت مساء الخميس والتي قال إنها استهدفت مقر المخابرات التابع لحزب الله.
وسيكون مقتل الخليفة المحتمل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بمثابة ضربة أخرى لحزب الله وراعيته إيران. وأدت الضربات الإسرائيلية في أنحاء المنطقة على مدى العام المنصرم، والتي تسارعت وتيرتها بشكل حاد في الأسابيع القليلة الماضية، إلى مقتل كثيرين من قياديي حزب الله.
ووسَّعت إسرائيل نطاق ضرباتها على لبنان، وقال مسؤول أمني لبناني إن إسرائيل نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس بشمال البلاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، وذلك بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا ومحاولات أخرى من القوات الإسرائيلية للتوغل بريا في جنوب لبنان.
وبدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة على لبنان وتوغل جنودها برا عبر حدوده بعد قرابة عام من بدء تبادل إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران. وكان القتال مقتصرا في الغالب على منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتوازي مع الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عام في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وتقول إسرائيل إن هدفها هو السماح بالعودة الآمنة لعشرات الآلاف من مواطنيها إلى منازلهم في شمال إسرائيل الذي يقصفه حزب الله منذ الثامن من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي.
وقتلت إسرائيل عددا كبيرا من القياديين في حزب الله، وعلى رأسهم الأمين العام للجماعة حسن نصرالله الذي اغتالته في ضربة جوية في 27 سبتمبر.
وقال مسؤولون لبنانيون إن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة مئات المدنيين اللبنانيين ومنهم مسعفون، وأجبر أكثر من 1.2 مليون لبناني على النزوح.
وقال المصدر الأمني لرويترز إن مسؤولا في حماس وزوجته وطفليه قتلوا في الغارة على مخيم للاجئين الفلسطينيين في طرابلس. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن الغارة قتلت قياديا في الجناح العسكري للحركة.
وتنفذ إسرائيل قصفا ليليا على الضاحية الجنوبية لبيروت التي كانت ذات يوم مكتظة بالسكان، وهي معقل لحزب الله.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الضربة الجوية على طرابلس، وهي مدينة ساحلية يقطنها غالبية من المسلمين السنة.
وتصاعد الدخان السبت في سماء الضاحية الجنوبية التي تحولت أجزاء كبيرة منها إلى أنقاض مما دفع السكان إلى الفرار إلى أنحاء أخرى من بيروت وغيرها داخل لبنان.
وفي شمال إسرائيل، دفعت صفارات الإنذار من شن غارات جوية السكان إلى الفرار إلى ملاجئهم وسط إطلاق صواريخ من لبنان.
وتأتي أعمال العنف الأحدث مع اقتراب الذكرى السنوية لهجوم السابع من أكتوبر 2023، عندما شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ ذلك الحين أسفرت عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، ونزوح جميع السكان تقريبا.
وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل الثلاثاء الماضي لكنها لم تسبب أضرارا تذكر، فيما تدرس إسرائيل خيارات ردها على الهجوم الإيراني.
وارتفعت أسعار النفط على خلفية احتمالات استهداف منشآت نفط إيرانية، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل مساعيها لشل قدرات جماعة حزب الله في لبنان والقضاء على حركة حماس في غزة المتحالفة مع الجماعة والمدعومة من طهران أيضا.
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل الجمعة على البحث عن بدائل غير استهداف حقول النفط الإيرانية، مضيفا أنه يعتقد أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى كيفية الرد على إيران.
وذكر موقع واي نت الإخباري الإسرائيلي أن قائد الجيش الأميركي في الشرق الأوسط الجنرال مايكل كوريلا سيتوجه إلى إسرائيل غدا. ولم يتسن حتى الآن الاتصال بمسؤولين إسرائيليين وأميركيين للتعليق.