الإمارات وجهة عالمية رائدة في مجال الطهي والتذوق

أبوظبي - برزت الإمارات بسرعة ملفتة كوجهة عالمية في مجال الطهي والمأكولات، حيث تجذب رواد الأعمال والطهاة الذين يعيدون تعريف تجربة تناول الطعام.

وتُعد حكاية أحمد عبدالحكيم، صاحب مطعم “3 فلس”، واحدة من أبرز قصص النجاح، حيث يقع المطعم بالقرب من ميناء الصيادين في جميرا، وقد واجه “3 فلس” في البداية شكوكا بسبب موقعه المنعزل في الظاهر. وبالرغم من ذلك سرعان ما دفعه تركيز المطعم على المكونات عالية الجودة، وقائمة طعام مصغّرة تمزج المأكولات البحرية الطازجة مع أساليب مستوحاة من المطبخ الياباني، نحو الشهرة.

وفي عام 2022 تم اختيار “3 فلس” أفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل قائمة أفضل 50 مطعما في العالم، متفوقا حتى على بعض أرقى المطاعم التي يديرها طهاة مشهورون عالميا. ويمثل نجاح أحمد عبدالحكيم دليلاً على ديناميكية مشهد الطهي في الإمارات.

ويعزو عبدالحكيم نجاح مطعم “3 فلس” إلى التركيز على الجودة والاهتمام بالمجتمع، ويقول “الطعام طريقة رائعة للتواصل”، مشددا على أن هدفه كان تطوير مشروع يمكن للجميع الاستمتاع به.

وقد مثّلت روح التحسين المستمر والمنافسة الصحية داخل مجتمع الطهي في الإمارات قوة دافعة إلى التميز في فن الطهي في الدولة. ويجسد حاتم مطر، وهو اسم آخر بارز في قطاع الطهي في الإمارات، روح الابتكار والشمولية واقتناص الفرص التي توفرها البيئة الاستثمارية في البلاد.

واكتشف مطر، الذي كان مهندسا في الأصل، شغفه بالمأكولات المشوية على طريقة تكساس خلال رحلة عمل، ولدى عودته إلى دبي بدأ تجارب الشواء في ساحة منزله الخلفية، وهي تجارب سرعان ما اكتسبت شعبية ضمن الأوساط المحيطة به. واليوم يشتهر مطعم “مطر فارم” بأطباق الشواء التي تجسد “ثقافة ثالثة” حيث تمزج أساليب تكساس التقليدية مع التوابل والنكهات الشرق أوسطية.

وتسلط رحلة مطر، من طاه في ساحة منزله الخلفية إلى خبير شواء مشهور، الضوء على بيئة الإمارات الداعمة لرواد الأعمال الطموحين. ويعزو مطر نجاحه إلى انفتاح البلاد على الأفكار الجديدة وتنوع ثقافات المقيمين بها.

يقول مطر “الإمارات هي الوجهة الأمثل في العالم لكل شخص طموح. هنا حققت أحلامي”. ويتسم مشهد الطهي في الإمارات بالتنوع الذي هو انعكاس لتنوع ثقافات سكانها، ويجمع هذا المشهد تجارب مختلفة بدءا من تجربة “أوماكاسي” الراقية ووصولًا إلى المطاعم الأبسط التي تقدم مأكولات شوارع جنوب شرق آسيا.

ويتألق توم أرنيل كأحد أبرز الشخصيات في مشهد الطهي المتنوع هذا، وهو طاهٍ أسترالي يتمتع بخبرة اكتسبها لدى مجموعة من أفضل مطابخ العالم. وبدأت رحلة أرنيل في الإمارات بافتتاح مقهى “توم آند سيرج”، وهو مقهى على طراز ملبورن يقع في منطقة القوز الصناعية بدبي، حيث كان من أوائل المطاعم البسيطة في دبي، وقد نجح في رسم مفهوم جديد للجودة والخدمة.

وتوسعت مشاريع أرنيل منذ ذلك الحين لتشكل إمبراطورية مميزة في قطاع الضيافة، وتضم “ذا جيلد” وهو مساحة متعددة المفاهيم للمطاعم تحتوي على مطعم للمأكولات البحرية ومطعم فرنسي الطابع (براسيري) ومطبخ يعمل بالحطب. ويجسد “ذا جيلد”، الذي اختارته مجلة “كوندي ناست” كأحد أفضل المطاعم الجديدة في العالم، طموح الإمارات في مجال الطهي.

ويواصل قطاع المطاعم في الإمارات نموه وتنوعه، ففي عام 2023 فقط انضمت أكثر من 6000 شركة جديدة للأغذية والمشروبات إلى غرفة تجارة دبي. وتعكس الفعاليات السنوية، مثل مهرجان دبي للمأكولات ومهرجان مذاق أبوظبي، التنوع في مجال الطهي في المنطقة، ما يتيح للزوار فرصة لتجربة مطاعم مؤقتة فريدة وتذوق إبداعات مميزة يتعاون خلالها الطهاة، وغير ذلك.

ولا يقتصر مشهد الطهي في الإمارات على المطاعم الفاخرة فحسب؛ فالأمر يتعلق بخلق مساحة تجتمع فيها الثقافات والمأكولات المتنوعة، ما يوفر لسكان البلاد وزوارها مذاقات من جميع أنحاء العالم. وباستمرار الإمارات في استقطاب أفضل المواهب العالمية في مجال الطهي، والاستثمار في صناعة الأغذية والمشروبات، باتت مهيأة لتصبح رائدة عالميا في فنون الطهي.

ويعد تفرد الإمارات في عالم الطهي شهادة على ديناميكيتها الاقتصادية والثقافية على نطاق واسع. وبفضل صدارة رواد أعمال من أصحاب الرؤى مثل أحمد عبدالحكيم وحاتم مطر وتوم أرنيل، صار قطاع الطعام في البلاد يعكس التزامها بالابتكار والتنوع والتميز. ونظرا لمواصلة دولة الإمارات تطورها كمركز عالمي للأعمال سيلعب قطاع الطهي والمطاعم فيها بلا شك دورا حاسما في قصة نجاحها المستمرة.