الحرب تشرد الغزيين وتئد أحلامهم وتدمر منازلهم

سكان قطاع غزة يأملون في أن ترجع حياتهم إلى ما قبل السابع من أكتوبر.
الثلاثاء 2024/09/24
ندفع فاتورة تهور حماس

غزة - خسر سكان قطاع غزة خلال عام من الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، كلّ شيء: أحباء لهم، ومنازلهم وأحلامهم…

وكان فارس الفرا (19 عاما) متفوقا في دراسته، طموحا، تخرّج من الثانوية العامة قبل شهرين على اندلاع الحرب بدرجة امتياز والتحق بكلية العلوم التطبيقية في غزة.

وواقفا بين أنقاض منزله، يتذكّر الشاب “الأهداف التي خططت لها في الثانوية العامة، وكنت واثقا من تحقيقها”.

وبعد اندلاع الحرب، نزح مع عائلته من منزلهم في مدينة خان يونس الجنوبية وعاشوا لأشهر في خيام للنازحين قبل أن يعودوا إلى المنزل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة.

ومرّ وقت قصير قبل أن تسقط قذيفة على منزله متسبّبة في قتل صديقه المقرّب أبوحسن الذي كان نزح عندهم، وكسر ذراعه هو في القصف.

واليوم يخاف الفرا “التعرّض للقصف” أو فقدان أحد أحبائه. وبعد كلّ ما مرّ به، يحاول التمسّك بشيء من التفاؤل.

سكان قطاع غزة خسروا خلال عام من الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، كلّ شيء: أحباء لهم، ومنازلهم وأحلامهم

ويقول “نحن نستحقّ الحياة، حياة حلوة وطبيعية. كطالب، أتمنى أن أكمل دراستي وأن أنجح وأتفوّق، أتمنى أن أحقّق أحلامي وأهدافي”.

وتقول مها وافي (43 عاما) “أحب عملي كمسعفة جدا، أعشقه لأنه يمثل تقديم خدمة إنسانية”. وتضيف لوكالة الصحافة الفرنسية “نذهب إلى الناس لنقول لهم إننا نسمع صوتهم”.

وقبل الحرب، كانت مها محبة للحياة تعيش مع زوجها أنيس الأسطل الذي ارتبطت به قبل 24 عاما، وأطفالها الخمسة في منزلهم الجميل في الجانب الغربي من مدينة غزة. لكن بعد الحرب، “تضاعفت” ضغوط العمل على وافي وأصبحت حياتها العائلية أصعب بسبب نزوح عائلتها إلى خيمة واعتقال زوجها في الثاني من ديسمبر.

وتضاف إلى ذلك، مصاعب الحرب التي تواجهها مها وحدها مقسّمة وقتها بين عملها ورعاية أطفالها.

وتقول وهي تتذكر أشهر الشتاء الماضي “نسكن خيمة، عليّ إحضار المياه والغاز والنار، معاناة في كل شيء…”.

وتضيف وهي تجلس بجوار مركبة الإسعاف قبل أن تنظف أرضيتها من الدماء “هذا ضغط نفسي على المرأة العاملة”.

وعلى مدار عام تقريبا، كانت وافي شاهدة على “إصابات ومشاهد صعبة مثل الأشلاء والشهداء”.

وتروي كيف أنها نجت بأعجوبة بعدما تعرضت مركبة كانت بجوار مركبة الإسعاف التي تعمل عليها للقصف. وتأمل وافي أن يتم إطلاق سراح زوجها “أفتقد كل التفاصيل معه”.

Thumbnail

وعن أمنيتها اليوم بعد عام من الحرب، تقول “لا أريد شيئا، فقط أريد أن نعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر… هذه أمنية شعب غزة كله”.

ويقول ماهر زينو (39 عاما) إنه كان يعيش “روتينا جميلا” قبل الحرب. يعمل موظفا حكوميا وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال. ويقول “كانت لدي أسرة، وكنا سعداء ومرتاحين” في مدينة غزة.

واليوم، لا يتذكّر زينو عدد مرّات النزوح، ويقول “أجبرنا على النزوح داخل مدينة غزة، وبعدها أجبرنا على النزوح من غزة إلى الجنوب. تنقّلت أكثر من سبع مرات من خان يونس إلى رفح وداخل رفح والوسطى والزوايدة”.

وفي كل مرة تنزح العائلة، تضطر إلى البدء من جديد “إقامة خيمة وبناء حمام وشراء أثاث وحاجيات أساسية لأننا تركنا كل شيء خلفنا”.

ويقول بألم “بقيت في الشارع أتوسّل الناس، أطلب منهم نقودا حتى نستطيع النزوح، أصبحت متسولا أمدّ يدي للناس”.

ويضيف “طلبت بطانية حتى أغطي أولادي من البرد، وبحثت عن مطبخ خيري حتى أحصل على صحن طعام ليأكل أولادي”.

ويقول زينو بألم إن ابنته التي كانت في الصف الأول قبل الحرب، نسيت كيف “تكتب اسمها. نسيت، جيل كامل خسر التعليم. هذا ما فعلته بنا الحرب”. ويأمل زينو “أن ترجع حياتنا إلى ما قبل السابع من أكتوبر، هذا أملنا”.

7