لماذا يجد بعض الأشخاص صعوبة كبيرة في إنقاص الوزن؟

التمثيل الغذائي لدى الفرد يتباطأ استجابة لانخفاض تناول السعرات الحرارية.
الأحد 2024/09/22
فقدان الوزن يستغرق وقتا وجهدا

لندن ـ تتمثل إحدى أسهل الطرق لفقدان الوزن في “تقليل استهلاك السعرات الحرارية وزيادة التمارين الرياضية”، ولكن البعض قد يشعر بالإحباط لعدم ملاحظة أي فرق واضح أو تحقيق النتائج المرجوة.

كشفت المدربة الشخصية وخبيرة التغذية ونمط الحياة كلوي توماس أن السبب قد يكمن في “التكيف الأيضي”.

وأوضحت “يتباطأ التمثيل الغذائي (الاستقلاب) لدى الفرد استجابة لانخفاض تناول السعرات الحرارية. ويمكن لهذا ‘التكيف الأيضي’ أن يجعل من الصعب الاستمرار في فقدان الوزن أو الحفاظ على النتيجة لفترة طويلة”.

وأشارت توماس إلى نظرية “نقطة ضبط الوزن”، التي تنص على وجود طريقة تحكم بيولوجية في أجسامنا تعمل على تنظيم الوزن المحدد في الجسم، من خلال تنظيم استهلاك الطاقة (عن طريق زيادة أو نقصان الشهية) أو إنفاقها (عن طريق انخفاض التمثيل الغذائي أو الشعور بالخمول).

وأضافت “في حين أن وزنك المحدد يمكن أن يتقلب قليلا استجابة للتغيرات في عادات نمط الحياة أو العوامل البيئية، فإن الجسم يدافع عادة عن نطاق الوزن هذا من خلال الآليات التي تنظم الجوع ونفقات الطاقة وتخزين الدهون”.

هناك خطأ هام قد يرتكبه الناس عند محاولة إنقاص الوزن، يتمثل في إعطاء الأولوية لتمارين الكارديو على تدريب الأثقال

وتتأثر آلية الضبط هذه بعوامل مختلفة، مثل تكوين الجسم ومعدل التمثيل الغذائي وتنظيم الشهية والوراثة أيضا.

وهناك خطأ هام قد يرتكبه الناس عند محاولة إنقاص الوزن، يتمثل في إعطاء الأولوية لتمارين الكارديو على تدريب الأثقال، فقد يعتقد أولئك الذين يتطلعون إلى التخلص من الوزن الزائد، أن تمارين الكارديو هي الأفضل.

ولكن خبير اللياقة البدنية والمدرب عبر الإنترنت ريفر هاردي قال إن رفع الأثقال يعني في الواقع أن الجسم سيحرق الدهون لفترة أطول.

وأوضح “تتمتع تمارين الكارديو بمكانة خاصة في روتين التمرين، ولكنها الأقل أهمية من بين الاثنين، حيث تعتبر أداة إضافية رائعة لحرق بعض السعرات الحرارية الإضافية. لكن الجزء الأكثر أهمية في أي روتين تمرين هو رفع الأثقال”.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن هناك المئات من الوجبات الغذائية المُبتَدَعة وبرامج إنقاص الوزن والحيل الصريحة بإنقاص الوزن بشكل سهل وسريع. ومع ذلك، فإن أساس فقدان الوزن الناجح يظلُّ نظاما صحيا يتحكّم في السعرات الحرارية على أن يكون مقرونا بزيادة الأنشطة البدنية. من أجل إنقاص الوزن بنجاح على المدى الطويل، يتوجّب على الشخص إجراء تغييرات دائمة في أسلوب حياته وعاداته الصحية.

ويستغرق فقدان الوزن على المدى الطويل وقتا وجهدا، والتزاما طويل الأجل، بينما لا يريد الشخص تأجيل فقدان الوزن إلى أجل غير مسمى، يجب عليه التأكد من استعداده لإجراء تغييرات دائمة على عادات الأكل والنشاط.

ينبغي على الشخص عمل قائمة بما هو مهم بالنسبة له لمساعدته على الحفاظ على حماسه وتركيزه، سواء كانت عطلة قادمة أو صحة عامة أفضل. ثم عليه البحث عن طريقة للتأكد من أنه يمكنه استمداد العزيمة من العوامل التحفيزية الخاصة به خلال لحظات الإغراء. قد يرغب في وضع ملاحظة مُشجعة لنفسه على باب خزانة المؤونة أو البرّاد، على سبيل المثال.

بينما يتعين عليه تحمل المسؤولية عن سلوكه الخاص لفقدان الوزن بنجاح، من الممكن أن يستفيد إذا حصل على دعم مناسب. عليه اختيار الأشخاص الداعمين له ممن سوف يشجعونه بطرق إيجابية، دون خجل أو إحراج أو تثبيط.

14