وساطة إماراتية تفضي إلى تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا

نجاح الوساطة الجديدة جاء نتيجة تسخير الدولة لعلاقاتها المتميزة مع الجانبين للوصول إلى هذا الاتفاق.
الأحد 2024/09/15
اللجوء إلى الإمارات للمساعدة في الإفراج عن الأسرى

كييف- أعلنت روسيا وأوكرانيا السبت أنهما تبادلتا، بوساطة إماراتية، 206 أسرى حرب من بينهم جنود روس احتُجزوا خلال الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الحدودية.

ولم تكن هذه هي الوساطة الأولى الإماراتية، فقد سبق للإمارات أن نجحت في التوسط بإطلاق سراح أسرى في النزاع الأوكراني – الروسي أكثر من مرة، كان آخرها في مارس الماضي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن نجاحها في إتمام تبادل للأسرى بين روسيا وأكرانيا، بفضل وساطة قامت بها بين البلدين.

وأوضحت الخارجية الإماراتية في بيان أنّ نجاح الوساطة الجديدة جاء نتيجة تسخير الدولة لعلاقاتها المتميزة مع الجانبين للوصول إلى هذا الاتفاق.

وأكدت الوزارة أيضا على تواصل مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود التي تعمل على إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، منوهة إلى أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، والتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.

وتنتهج الإمارات في وساطتها بشأن عدد من الملفات الخلافية بين الدول، نهج الهدوء والعمل بعيدا عن الأضواء لإحاطة جهودها بمختلف أسباب النجاح.

وتمتلك الإمارات أحد أهم المقومات في أيّ وساطة ناجحة، وهو أن لها علاقات مميزة مع مختلف أطراف الأزمة، وهي تحظى بالمصداقية، بالإضافة إلى أنها سبق أن عبّرت بوضوح عن أنها لا تنتمي إلى أيّ محور أو تحالف سواء في القضايا الإقليمية أو الدولية، وهي تتعامل مع مختلف الملفات بحسب مصالحها والتزاماتها، وهو ما يجعلها قريبة من مختلف الدول.

ولا شك أن حدة الخلافات بين روسيا وأوكرانيا وإصرار كل طرف على التصعيد وتغيير الواقع بقوة السلاح، سيحتاجان إلى جهة ذات مصداقية ومحايدة وذات مبادرة واضحة وتكون قادرة على إقناع الجميع بجدوى وقف الحرب، من أجل السعي لكسر حدة الاستقطاب الراهنة.

سيرغي ريابكوف: الدول الغربية اتخذت قرارات للسماح لكييف بضرب العمق الروسي
سيرغي ريابكوف: الدول الغربية اتخذت قرارات للسماح لكييف بضرب العمق الروسي

وأعلن الجيش الروسي سيطرته على بلدة في دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث يواصل تقدّمه في مواجهة قوات كييف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية السبت “في ختام عملية تفاوض، تمّت إعادة 103 عسكريين روس أسروا في منطقة كورسك، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف. في المقابل، تمّ تسليم 103 أسرى حرب من القوات المسلحة الأوكرانية”.

وأضافت الوزارة أنّ الإمارات قدّمت “جهود وساطة” للسماح بإجراء هذا التبادل.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة إكس السبت إنّ هذا التبادل سمح بالإفراج عن جنود أوكرانيين كانوا يدافعون عن كييف ودونيتسك وماريوبول ومصنع أزوفستال، إضافة إلى مناطق لوغانسك وخاركيف وزابوريجيا.

وفي 24 أغسطس، أعلنت روسيا وأوكرانيا أنّهما نفّذتا، بوساطة إماراتية أيضا، عملية تبادل 230 أسيرا من بينهم جنود روس أُسروا في منطقة كورسك.

في سياق آخر، أفاد الجيش الروسي في بيان منفصل السبت بأنّه يواصل “العمليات الهجومية” في منطقة كورسك. ويأتي ذلك بعدما أعلن الخميس للمرة الأولى أنّه استعاد القدرة على المناورة في المنطقة.

كذلك، أعلن الجيش الروسي أنّه سيطر على بلدة جيلاني بيرشي الأوكرانية الواقعة في منطقة بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.

وتنفّذ أوكرانيا هجوما مفاجئا منذ السادس من أغسطس في منطقة كورسك الروسية حيث سيطرت على مئات الكيلومترات المربعة.

وتأمل كييف من خلال هذا الهجوم في إجبار موسكو على إعادة نشر قواتها في منطقة دونيتسك وبالتالي إبطاء تقدّمها.

وعلى الجبهة الدبلوماسية، يواصل الرئيس الأوكراني حثّ حلفائه على السماح له بضرب أهداف عسكرية “مشروعة” في العمق الروسي، مثل قواعد جوية تقلع منها الطائرات التي تقصف أوكرانيا.

غير أنّ الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة، لا تزال تُظهر تردّدا في إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام كييف الصواريخ بعيدة المدى، خوفا من أن تتعامل روسيا مع قرار كهذا على أنّه تصعيد.

وزارة الدفاع الروسية: تمّت إعادة 103 عسكريين روس أسروا في منطقة كورسك، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف
وزارة الدفاع الروسية: تمّت إعادة 103 عسكريين روس أسروا في منطقة كورسك، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف

وقال رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر خلال زيارته إلى واشنطن الجمعة إنّ “الأشهر والأسابيع القليلة المقبلة قد تكون حاسمة” في الحرب.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد الخميس أنّه في حال سمحت الدول الغربية لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، فإنّ ذلك سيعني أنّ “دول حلف شمال الأطلسي في حالة حرب ضد روسيا”.

من جهته، قال المسؤول الدبلوماسي الروسي سيرغي ريابكوف السبت إنّ الدول الغربية اتخذت “قرارات منذ بعض الوقت” للسماح لكييف بضرب العمق الروسي.

ونقلت وكالة تاس عنه قوله إنّ “واشنطن ولندن تدفعان الوضع نحو تصعيد لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد. ونحذر السلطات يوميا من عواقب هذا النوع من التصرّفات”.

وكان زيلينسكي اتهم حلفاءه الجمعة بأنهم “خائفون” من إثارة احتمال أن يُسقطوا بأنفسهم مسيّرة وصواريخ روسية في سماء أوكرانيا، في ما تواجه بلاده المزيد من الهجمات الجوية.

وفي هذا الإطار، أفادت كييف بأنّها أسقطت السبت 72 مسيّرة روسية خلال الليل.

وأعلن زيلينسكي أنّه سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر، ليقدم له “خطّة للنصر”.

بدوره، قال بايدن خلال استقباله ستارمر الجمعة إنه “لا يفكر كثيرا في بوتين”، وذلك ردا على سؤال بشأن التهديدات التي يطلقها الرئيس الروسي بشأن حرب محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وكان بايدن أعلن الثلاثاء أنّ الولايات المتحدة “تعمل” في سبيل السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا.

ولا تسمح واشنطن لكييف سوى بضرب أهداف روسية في المناطق الأوكرانية المحتلة وبعض المناطق الروسية الحدودية المرتبطة مباشرة بعمليات القتال التي تنفذها موسكو.

وبحسب وسائل إعلام بريطانية، فإنّ الرئيس جو بايدن الذي يخشى من نزاع نووي، مستعدّ للسماح لأوكرانيا بنشر صواريخ بريطانية وفرنسية تعمل وفق التكنولوجيا الأميركية، ولكن ليس الصواريخ الأميركية.

6