"التفاحة الذهبية" مهرجان يعكس إشراقة الطبيعة في القصرين

تقام في مناطق مختلفة من ولاية القصرين التونسية مهرجانات متعددة لثمرة التفاح، ففي مدينة فوسانة وضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان “التفاحة الذهبية” اكتشف الزوار المذاقات المختلفة والأنواع المتعددة لثمار صارت علامة مسجلة للولاية.
القصرين (تونس) - تزدان أرجاء معرض التفاح بمدينة فوسانة الواقعة شمال ولاية القصرين بأنواع مختلفة من ثمار التفاح مرصفة بعناية وتنسيق على منصات خشبية وسلال منسوجة من ألياف الحلْفاء.
تفاح بألوانه الزاهية الجذابة، بأحمر ناضج لامع تحت الأضواء، وأخضر حيوي طازج يعكس إشراقة الطبيعة، وأصفر يحاكي الذهب، ووردي مفعم بالحيوية، في مشهد يعكس كرم الطبيعة ويوحي بجودة المحصول العالية.
في هذا المعرض اختيرت ثمرات التفاح المعروضة بعناية لتكشف المذاقات المختلفة والأنواع المتعددة التي تمتاز بها جل مناطق فوسانة، وبجانبها عرضت الخضر بأنواعها مع بعض الثمار على غرار التين والخوخ والبرقوق والعنب والبطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر.
ويندرج معرض التفاح ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان “التفاحة الذهبية”، ويهدف إلى الترويج لهذه الخيرات خارج الحدود الضيقة، وإلى التعريف بفوسانة كمنطقة فلاحية تنتج أجود أنواع التفاح بالبلاد التونسية إلى جانب معتمدية سبيبة الرائدة منذ القدم.
لا يقتصر فقط مهرجان “التفاحة الذهبية” على عرض التفاح والمنتوجات الفلاحية، بل شمل أيضا عروضا فرجوية وتنشيطية وترفيهية وفنية وأخرى للفروسية، مع ورشات موجهة للمرأة العاملة في القطاع الفلاحي، وندوات علمية.
المسؤول بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين عمر السعداوي قال إن غابات التفاح تمتد بمعتمدية فوسانة على مساحة جملية تقدر بحوالي 4 آلاف هكتار ويتراوح إنتاجها خلال الموسم الفلاحي الحالي بين 20 و22 ألف طن، مسجلا بذلك تراجعا مقارنة بالمواسم الفارطة نظرا للظروف المناخية التي عرفتها الجهة والمتمثلة خاصة في الجليدة فترة الإزهار، علما بأن غابات التفاح بالجهة تمتد على عشرات الآلف من الهكتارات، 80 في المئة منها في معتمديات سبيبة وفوسانة وسبيطلة وجدليان.
وأشار إلى أن معتمدية فوسانة تشهد إقبالا من الفلاّحين على الأصناف الجديدة المتأقلمة مع البرد وذات المردودية العالية والتي تتوفر بعدد من مناطق المعتمدية المرتفعة مثل بودرياس وعين جنان نظرا لقيمتها الاقتصادية والتسويقية الكبيرة، مع المحافظة على الأصناف التقليدية المعروفة.
وأكد أن قطاع التفاح يمثل ركيزة أساسية بولاية القصرين وهو ميزة من ميزاتها إلى جانب منتوجات أخرى على غرار التين الشوكي، والفستق البيولوجي.
سجّلت المصالح الفلاحية بولاية القصرين، خلال الموسم الفلاحي الحالي، تقلّصا في محصول إنتاج التفاح بنسبة 20 في المئة مقارنة بمحصول الموسم المنقضي، حيث تشير التقديرات إلى أن إنتاج هذا العام سيناهز 50 ألف طن مقابل 60 ألف طن في السنة الفارطة وفق رئيس مصلحة النباتات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين مختار العلاقي.
وأرجع العلاقي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، تقلص المحصول إلى التغيرات المناخية الصعبة التي تعيش على وقعها كافة مناطق الجهة، وإلى نزول الجليدة خلال شهر أبريل وتسبّبها في سقوط عدد كبير من الأزهار، إلى جانب تدني منسوب المياه بسبب الجفاف المتواصل.
ومن جهته، بيّن النائب بمجلس نواب الشعب عمار العيدودي أن مهرجان التفاحة الذهبية بفوسانة يهدف بالأساس إلى تثمين ما تزخر به هذه الأرض المعطاء من خيرات لا تحصى ولا تعد، والترويج لها على أوسع نطاق.
وشدّد العيدودي على حاجة القطاع إلى لفتة جدية من السلطات المعنية لتطويره والمحافظة عليه، وعلى ضرورة التفكير في إحداث مراكز تبريد وتخزين لهذه الثروة الوطنية، ودعم الفلاح وتشجيع المستثمرين، وتوفير كافة متطلبات النجاح لهذا القطاع الرائد.
وطالب عدد من زوار معرض التفاح بعدم اقتصار المعرض على عرض المنتوجات فقط والمبادرة بإحداث نقاط بيع وتذوّق لهذه الثمرة حتى يتمكن كل من تكبّد عناء التنقل من مناطق وجهات بعيدة من تذوق أفضل أنواع التفاح بتونس واقتناء كميات منها في اليوم ذاته.
يشار إلى أن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان “التفاحة الذهبية” بفوسانة تتواصل إلى غاية الثامن من سبتمبر المقبل بباقة من العروض المسرحية والتنشيطية المتنوعة، مع سهرات فنية وندوات علمية ومسابقات وألعاب.
وتحدث الناطق الرسمي باسم مهرجان التفاحة الذهبية عن مختلف الصعوبات التي تعترض تنظيم المهرجان، ولعل أبرزها الصعوبات المادية مع غياب الفضاء لاحتضان مختلف السهرات الفنية، مشيرا إلى أنه تم خلال هذه الدورة الاتفاق مع فضاء خاص على تنظيم مختلف السهرات التي سيحييها عدد من الفنانين.