الأقصر تستعيد بريقها القديم

المدينة تبحث عن مستثمرين لتنويع منتجها السياحي.
السبت 2024/08/31
المدينة الشامخة

يحاول القائمون على مدينة الأقصر تطويرها وتجميلها لتستعيد بريقها القديم وتعود إلى سالف نشاطها السياحي والثقافي، وذلك من خلال تنشيط المهرجانات وتشجيع المصريين والأجانب على الاستثمار في المشروعات الفندقية وتسيير المزيد من رحلات الطيران المباشر لربطها بعدد من العواصم والمدن الأوروبية، وبلدان شرق آسيا.

 الأقصر (مصر) - بدأت مدينة الأقصر الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها حُكّام مصر القديمة قبل آلاف السنين – في استعادة بريقها القديم، وذلك عبر عدد من الخطط والرؤى التي تستهدف النهوض بمرافقها السياحية ومزاراتها الأثرية، وتزيين شوارعها وميادينها وإلباسها ثوباً جديداً يتناسب والمكانة التاريخية والسياحية التي تتمتّع بها.

وفي هذا السياق، ترأس محافظ الأقصر المهندس عبدالمطلب عمارة، مجموعة من الاجتماعات، وشكّل لجاناً متخصصة في الشأن السياحي والثقافي، وتمت الاستعانة بأحد أكبر المكاتب الاستشارية المتخصصة لإحياء المخططات التي وضعت بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، و منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والهادفة للنهوض بالمدينة بما يُحافظ على طبيعتها الخاصة، ويتماشى وما تضمه بين جنباتها من معالم أثرية تُعد تراثاً للإنسانية جمعاء.

أعمال التطوير والتجميل في المدينة تتضمن نشر الجداريات والأعمال الفنية على جوانب الطرق، وفوق الأسوار وفي الميادين، وزيادة المساحات الخضراء، ونشر لافتات إرشادية بكل اللغات الحيّة بطول المسارات السياحية، إضافة إلى الإسراع في معدلات تنفيذ مشروع تطوير منطقة البر الغربي بالمدينة التي يشطرها نهر النيل إلى نصفين، وهو المشروع الذي يتضمن إقامة ممشى سياحي على الجانب الغربي من نهر النيل وإقامة منطقة خدمية متكاملة تخدم زوّار المنطقة.

أعمال تطوير وتجميل الأقصر تتضمن جداريات فنية وتسيير مواكب فنية واستعراضات فلكلورية بطريق الكباش الفرعوني

وخلال جلسة عمل جمعت بين محافظ الأقصر وممثلي الغرف السياحية، جرى تشكيل لجنة خاصة للإعداد لإقامة عدد من الأحداث الفنيّة والثقافية، واستعادة مهرجانات غابت عن المدينة لسنوات، مثل مهرجان “الأوبت الفرعوني”، وعروض أوبرا عايدة التي سبق تقديمها وسط معبد الأقصر الأثري المُطل على نهر النيل الخالد، ومعبد الملكة الدير البحري الذي شيّدته الملكة حتشبسوت في أحضان جبل القرنة وسط جبانة طيبة القديمة في البر الغربي من المدينة.

وكشف محافظ الأقصر، المهندس عبدالمطلب عمارة، عن وجود مساع لتسيير المزيد من رحلات الطيران المباشر لربط الأقصر بعدد من العواصم والمدن الأوروبية، وبلدان شرق آسيا، والتنسيق مع وزارة السياحة لإقامة أجنحة خاصة للتسويق السياحي للمدينة ومعالمها بمختلف البورصات السياحية العالمية، وذلك جنباً إلى جنب مع الجهود الجارية للنهوض بالمدينة وإظهارها في ثوب جديد.

وبيّن محافظ الأقصر أن أعمال التطوير والتجميل تتضمن نشر الجداريات الفنية عبر الاستعانة بفناني وطلاب كلية الفنون الجميلة بالمدينة، والإعداد لتسيير مواكب فنية واستعراضات فلكلورية وسط طريق الكباش الفرعوني، الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر الأثريين بطول 2700 متر.

وبجانب المساعي الجارية لاستعادة الأقصر لبريقها القديم، تستعد سلطات المدينة التاريخية، لطرح عدد من المشروعات الفندقية والسياحية أمام المستثمرين المصريين والأجانب، وذلك بهدف زيادة طاقتها من الغرف الفندقية، وتنويع منتجها السياحي.

تاريخ ومعاصرة
تاريخ ومعاصرة

وفي هذا السياق قال محافظ الأقصر، إن سلطات المحافظة ستنتهي بنهاية شهر سبتمبر ومطلع شهر أكتوبر من العام الجاري، من وضع خارطة بالفرص الاستثمارية المتاحة بمدن المحافظة التي تُعد أحد أهم مقاصد السياحة الثقافية بالعالم، وتضم بين جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر الأثرية التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات الفراعنة قبل آلاف السنين.

وأوضح محافظ الأقصر، بأن الفرص التي ستعرضها المحافظة على المستثمرين تتضمن تسيير تلفريك سياحي يعبر من شرق المدينة إلى غربها ماراً فوق نهر النيل، ليُتيح لركابه رؤية معابد المدينة ومعالمها من الأعلى.

وأضاف بأن من بين المشروعات التي ستطرح على المستثمرين، عددا من المنتجعات السياحية المطلة على نهر النيل بينها مشروع هضبة الطود السياحية، بجانب مشاريع أخرى متنوعة يجرى العمل على حصرها تمهيدا لطرحها على المستثمرين.

وفي سياق متصل، عقدت غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة في محافظة الأقصر اجتماعاً برئاسة الخبير السياحي المصري ثروت عجمي، شارك فيه رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية الخبير السياحي المصري محمد عثمان، والبرلمانية أماني الشعولي، ووكيل وزارة السياحة في محافظة الأقصر الدكتورة نعمة عطا جاد، وعدد من المسؤولين في وزارات الثقافة والشباب والرياضة والتعليم، حيث جرت مناقشة سبل إقامة عدد من المهرجانات والأحداث السياحية والثقافية والفنية السنوية، والعمل على استعادة بعض الأحداث الكُبرى التي ارتبطت باسم الأقصر مثل مهرجان الأوبت الفرعوني، وعروض أوبرا عايدة، وتقديم عروض من كلاسيكيات الموسيقى العالمية وسط معابد المدينة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.

ومن المنتظر إقامة أول حدث فني بالمدينة في منتصف شهر أكتوبر المُقبل، بالتزامن مع انطلاق الموسم السياحي الجديد، حيث سيتم بحسب رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية محمد عثمان، تسيير كرنفال فني لفرق الفنون الشعبية على ضفاف نهر النيل، وعرضاً موسيقياً عالمياً وسط معبد الأقصر الفرعوني، وذلك بالتعاون بين سلطات المحافظة ووزارتي السياحة والثقافة.

وقال رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن أبوزيد، إن جمعيته تسعى لاستغلال ذلك الحراك الكبير الذي تشهده الأقصر، والذي يستهدف جذب المزيد من الزوّار وخلق أنماط سياحية جديدة، في الترويج لما اسماه بـ”سياحة الفلك”، وذلك عبر إقامة احتفالات بعدد من الظواهر الفلكية التي تشهدها معابد المدينة مثل معابد: الكرنك، والدير البحري، وإيزيس، وهابو، والعمل على وضع تلك الظواهر التي تحدث بشكل سنوي على الأجندة السياحية، لافتاَ إلى أن فريقاً علمياً مصرياً برئاسة أحمد عوض الباحث المتخصص في مجال الفلك والعمارة القديمة، وعضويته وعضوية الباحث المصري الطيب عبدالله، تمكّن من رصد أكثر من 22 ظاهرة فلكية بالمقاصير والمعابد المصرية القديمة في عدد من محافظات مصر التاريخية وفي مقدمتها الأقصر.

Thumbnail
16