مبادرة إسلامية متأخرة لنجدة مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة الجزائرية

المبادرة تؤكد الافتقار للتخطيط كون توقيتها لا يقدم خدمة سياسية لافتة للمرشح الإخواني مقارنة بتقديمها في توقيت سابق.
الأربعاء 2024/08/28
انقسام إخواني مفضوح

الجزائر - أطلقت شخصيات إسلامية ومقربون من التيار الإسلامي في الجزائر، مبادرة وطنية لدعم مرشح الإخوان عبدالعالي حساني شريف، أياما قليلة قبل نهاية الحملة الانتخابية، وهو ما يعتبر اختبارا للتيار لقياس شعبيته بعد سنوات من التفكك والتراجع، محاولين استمالة الشارع بتماهي خطوتهم مع المطالب التي رفعها الحراك الشعبي في 2019.

ووقّعت نحو مئة شخصية مستقلة وحزبية محسوبة على التيار الإسلامي في الجزائر على عريضة المبادرة الوطنية لدعم مرشح حركة مجتمع السلم الإخوانية عبدالعالي حساني شريف، أياما قليلة قبل انتهاء مهلة الحملة الانتخابية، وهي شخصيات تتوزع بين القطاعات الأكاديمية والحكومية والحزبية، كما هو الشـأن بالنسبة لمحمد ذويبي، وفاتح ربيعي.

ويبدو أن الإسلاميين يخوضون سباقا ضد الساعة من أجل نجدة مرشح أكبر الأحزاب الإخوانية، في سباق تجزم كل التوقعات على أنه سيكون من نصيب الرئيس المرشح عبدالمجيد تبون، وأنه لا حظ لمنافسيه أو أنهما يتنافسان على المرتبة الثانية والثالثة، على حد تعبير رئيس الفصيل الإخواني الآخر (حركة البناء الوطني) عبدالقادر بن قرينة الداعم لمرشح السلطة.

وتأتي المبادرة المعلن عنها في منتصف الحملة الانتخابية، لتؤكد افتقاد التيار الإسلامي للتخطيط والاستشراف السياسي، كون توقيتها لا يقدم خدمة سياسية لافتة للمرشح الإخواني، مقارنة بلو قدمت في توقيت سابق يسمح المجال بشرح واستقطاب الوعاء الإسلامي وحتى تنظيمه وهيكلته خلف عبدالعالي حساني شريف.

غير أن الخطوة كسرت حاجز الخلافات وحالة التفكك داخل صفوف التيار وأبانت عن إمكانية لملمة شتات الإسلاميين ولو بشكل نسبي، وهو ما عبر عنه منسق المبادرة فاتح ربيعي بتفاؤله الكبير بعودة اللحمة إلى منتسبي التيار الإسلامي.

وصرح لوسائل إعلام محلية بأن “المبادرة من شأنها أن تفتح آفاقا للتعاون والتنسيق في القضايا بين أبناء التيار الواحد، بما يعزز الثوابت ويصون المرجعية الوطنية، ويعود بالنفع على البلاد والعباد”، مضيفا "نسعى من خلال هذا الجهد لتقوية المشتركات وتعزيز دوائر اللقاء".

المبادرة الجديدة تؤسس لاصطفاف جديد في ◙ صفوف إسلاميي الجزائر يؤسس لتشكيل قطبين واحد موال للسلطة وآخر يصنف نفسه في خانة المعارضة
♦ المبادرة الجديدة تؤسس لاصطفاف جديد في صفوف إسلاميي الجزائر يؤسس لتشكيل قطبين واحد موال للسلطة وآخر يصنف نفسه في خانة المعارضة

وذكرت حركة النهضة الإسلامية في وقت سابق عبر بيان رسمي، عن دعمها لمرشح حركة مجتمع السلم، وقالت “وفقا لإعلان مبادئ التنسيق الانتخابي بين الحركتين، وتحقيقا لهدف الارتقاء بالفعل السياسي بين الفاعلين السياسيين وتفعيل دورها في الساحة الوطنية، وكذلك إعادة الأمل لشريحة واسعة من المجتمع الجزائري في مستقبل وضرورة العمل السياسي”.

وصرح أمينها العام محمد ذويبي بأن "التقارب الفكري هو الدافع الرئيسي لدعم حساني في الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقبلة، ونحن في حركة النهضة تعاملنا مع هذا الاستحقاق من منطلق هذه المسؤولية.

وهذه المرة احتكمنا في موقفنا وخيار دعمنا للمرشح عبدالعالي حساني، إلى الأسباب والدوافع المرتبطة أساسا بالمرجعية الفكرية والسياسية لكلتا الحركتين، مجتمع السلم والنهضة وانتمائها إلى مدرسة الوسطية والاعتدال، وإلى موقع الحركتين باعتبارهما معارضة في الساحة الوطنية، وللعمل على تثبيت موقع تيار الوسطية والاعتدال في الساحة السياسية الوطنية وعلى تقوية وعائه الانتخابي، فضلا عن مضمون برنامج فرصة الذي يقترحه".

واللافت أن التيار الإسلامي يعيش حالة من التيهان وعدم الانضباط المعهود لدى أحزابه وحركاته، ففيما دعمت حركة النهضة مرشح حركة مجتمع السلم (حمس) منذ البداية، لم يتم التوصل بينه وبين قيادات جبهة العدالة والتنمية وحتى جبهة الإنقاذ المنحلة، إلى أي شكل من أشكال التوافق، في حين تسير بعض القواعد في الحزبين إلى دعم عبدالعالي حساني، بشكل معزول وغير منظم.

ويعد نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ علي بلحاج من أشد المعارضين للسلطة، ومن الداعين إلى مقاطعة جميع الاستحقاقات الانتخابية، بما فيها الانتخابات الرئاسية، لكن الحزب منذ حله في مطلع تسعينات القرن الماضي، يفتقد للتنظيم والهيكلة وظهرت في صفوفه عدة انشقاقات ذهب بعضها إلى ضرورة طي صفحة الماضي، ودعم السلطة التي خلفت حقبة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.

وتؤسس المبادرة الجديدة لاصطفاف جديد في صفوف إسلاميي الجزائر، يؤسس لتشكيل قطبين، واحد موال للسلطة تمثله حركة البناء الوطني بقياد عبدالقادر بن قرينة، وجبهة الجزائر الجديدة التي يقودها أحمد بن عبدالسلام، المنشق عن جبهة حركة النهضة الأم، وآخر يصنف نفسه في خانة المعارضة، رغم أنه لم يجرؤ على طرح الملفات الخلافية، ولو حاول منسقه فاتح ربيعي التماهي مع المطالب التي رفعها الحراك الشعبي في 2019. وذكرت المبادرة المذكورة بأن "الانتخابات الرئاسية ذات أهمية إستراتيجية وأنها بوابة الاستقرار السياسي والبناء المؤسساتي والتداول السلمي على السلطة، بالنظر لما يتمتع به رئيس الجمهورية من صلاحيات دستورية واسعة".

وأضافت “القرار جاء إدراكا منهم لمجمل التحديات الإقليمية والدولية، والأخطار الأمنية المحدقة بحدودنا والتي تفاقمت مع ملحمة طوفان الأقصى، والموقف المشرف للجزائر المساند للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع لتحرير أرضه  ومقدسات الأمة".

وأكدت أن “مشاركتنا في هذه الانتخابات تهدف إلى تعزيز ثوابت الأمة، والدفع باتجاه تحقيق الإصلاحات السياسية التي كانت مطلبا أساسيا للحراك الشعبي المبارك ولإشاعة المزيد من الحريات، لاسيما منها السياسية والإعلامية، وتهيئة الأجواء لتقوية الجبهة الداخلية، لتكون الجزائر قادرة على مواجهة التحديات". ولفتت إلى أن "هدفهم الإسهام في الدفع بالجزائر إلى ترسيم ثقافة التعددية والمنافسة الشريفة، ونزاهة الانتخابات، وأن اختيارهم بتزكية المرشح حساني شريف عبدالعالي ينسجم مع مبادئهم وقناعاتهم المستمدة من بيان أول نوفمبر".

7