فايروس الورم الحليمي البشري يزيد احتمالات الإصابة بالعقم لدى الرجال

بعض فصائل الفايروس تفاقم من موت الحيوانات المنوية بسبب مشكلات في الأكسدة.
الأربعاء 2024/08/28
تطوير اللقاحات ضروري للوقاية من الفايروس

أظهرت دراسة حديثة أن فايروس الورم الحليمي البشري يمكن أن يلحق مخاطر صحية بالرجال حيث من شأنه أن يؤثر على خصوبتهم. وأكدت الدراسة أن الرجال الذين يصابون ببعض فصائل فايروس الورم الحليمي البشري يتزايد لديهم موت الحيوانات المنوية. كما يمكن أن يصاب الرجال بالسرطان نتيجة الإصابة بسلالات معينة من الفايروس.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - يعتبر فايروس الورم الحليمي البشري من المخاطر الصحية التي تهدد النساء بصفة عامة لأنه قد يتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكن دراسة حديثة أظهرت أن هذا الفايروس ينطوي على مخاطر صحية بالنسبة إلى الرجال أيضا.

وبحسب دراسة نشرتها الدورية العلمية “الحدود في علم الأحياء الدقيقة الخلوية والعدوى”، تبين أن بعض فصائل فايروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تؤثر على خصوبة الرجال.

وتقول الطبيبة فيرجينيا ريفيرو رئيس فريق الدراسة من جامعة كوردوبا الوطنية في الأرجنتين إن الرجال الذين يصابون ببعض فصائل فايروس الورم الحليمي البشري يتزايد لديهم موت الحيوانات المنوية بسبب مشكلات في الأكسدة فضلا عن ضعف الاستجابة المناعية في المسار البولي والتناسلي.

وأضافت في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أن هذه النتائج تشير إلى أن الرجال قد يصابون بالعقم جراء هذا الفايروس.

وتوصي المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بإعطاء لقاح فايروس الورم الحليمي البشري للأطفال في المرحلة العمرية ما بين 9 إلى 14 عاما قبل أن يصبح الطفل نشيطا جنسيا وتتزايد احتمالات إصابته بهذا الفايروس.

غالباً ما لا تظهر على الأفراد أي أعراض أو علامات، ومع ذلك ما يزالون يحملون فايروس الورم الحليمي البشري

غير أن الإحصاءات تشير إلى أن معدلات تطعيم الفتيان ضد هذا الفايروس في الولايات المتحدة تقل عن الفتيات، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2022 أن معدلات تطعيم الفتيات ضد فايروس الورم الحليمي تبلغ 65 في المئة مقابل 61 في المئة للفتيان.

وفي إطار الدراسة، فحص الباحثون السائل المنوي لعينة تبلغ 27 رجلا مصابين بالفايروس و43 رجلا غير مصابين، وتبين أنه من بين الـ27 المصابين، هناك 20 منهم يحملون الفصائل التي تزيد احتمالات الإصابة بسرطان الأعضاء التناسلية والشرج والفم والحلق.

وتوصلت الدراسة إلى أن 39 من الرجال يعانون من مشاكل الخصوبة بسبب “فايروس الورم الحليمي البشري”، كما تم تحديد 20 رجلا من بينهم مصابون بفصائل عالية الخطورة، وسبعة رجال مصابون بفايروس الورم الحليمي البشري منخفض الخطورة، وتوصلت الدراسة إلى أدلة تشير إلى كيفية تأثير سلالات الفايروس عالية الخطورة على العقم عند الذكور.

وأوضحت “ريفيرو”، أنه غالباً ما لا تظهر على الأفراد أي أعراض أو علامات، ومع ذلك ما يزالون يحملون فايروس الورم الحليمي البشري في الجهاز التناسلي الذكري.

ويمكن أن يصاب الرجال بالسرطان نتيجة الإصابة بسلالات معينة من الفايروس. فقد يُصاب الرجال بسرطان مرتبط بفايروس الورم الحليمي البشري في الفم والحلق أو القضيب أو الشرج.

وتشيع عدوى الفايروس بين الأشخاص الذين يمارسون الجنس دون مراعاة الإجراءات الوقائية، وغالبًا لا تسبب العدوى أي أعراض. ويساعد الجهاز المناعي عادةً على الشفاء من عدوى الفايروس.

الإحصاءات تشير إلى أن معدلات تطعيم الفتيان ضد هذا الفايروس في الولايات المتحدة تقل عن الفتيات

ومعظم حالات عدوى فايروس الورم الحليمي البشري لا تسبب السرطان. ومع ذلك، قد يتسبب الفايروس شديد الخطورة في حدوث تغييرات في الخلايا يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وترتبط أكثر من 90 في المئة من سرطانات الشرج بعدوى فايروس الورم الحليمي البشري، ومعظم سرطانات القضيب وسرطان الفم والحلق بعدوى الفايروس.

وفي الولايات المتحدة، يمثل سرطان الفم والحلق أكثر أنواع السرطانات المرتبطة بفايروس الورم الحليمي البشري شيوعًا بين الرجال، ويستمر معدل الإصابة في الازدياد.

وينتقل فايروس الورم الحليمي البشري عن طريق العلاقات الجنسية. ومن صورها، الجنس المهبلي والجنس الشرجي والجنس الفموي عبر القضيب والجنس المهبلي الفموي واستخدام الأدوات الجنسية.

ويعد الأشخاص المصابون بضعف في جهاز المناعة، بما في ذلك عدوى فايروس نقص المناعة البشري، معرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بسرطان مرتبط بفايروس الورم الحليمي البشري. والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الشرج المرتبط بالفايروس. ومن عوامل الخطر الأخرى عدد الأشخاص الذين مارس الشخص الجنس معهم في السابق ومؤخرًا ومعدل اللقاءات الجنسية، بالإضافة إلى التاريخ الجنسي لهذا الشخص.

وطُور لقاح فايروس الورم الحليمي البشري للوقاية من سرطان عنق الرحم. وأظهرت الدراسات أنه فعال أيضًا في الوقاية من الإصابة بسرطانات الشرج والقضيب والفم والحلق.

كذلك يعمل اللقاح على الوقاية من عدوى سلالات فايروس الورم الحليمي البشري التي تسبب عادةً الثآليل التناسلية غير السرطانية.

فايروس الورم الحليمي البشري ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية. ومن صورها، الجنس المهبلي والجنس الشرجي والجنس الفموي

ويوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بإعطاء لقاح الفايروس لجميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و26 عامًا. ويكون تلقي اللقاح أكثر فاعلية في إنتاج الأجسام المضادة للفايروس عندما يُعطى بين سن 9 و14 عامًا.

ويتلقى معظم الأطفال من سن 9 إلى 14 عامًا جرعتين. وعادةً ما يتلقى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و26 عامًا ثلاث جرعات. وقد يوصى بإعطاء اللقاح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و45 عامًا إذا كانوا معرضين لخطر أكبر للإصابة بعدوى فايروس الورم الحليمي البشري.

وقد يعمل استخدام الواقي الذكري أو الحواجز المطاطية الفموية على الحد من خطر انتقال فايروس الورم الحليمي البشري، إلا أن استخدام أيٍ منهما لن يمنع التلامس الجلدي المباشر بشكلٍ كامل أثناء النشاط الجنسي ما قد يؤدي إلى انتشار الفايروس.

وعدوى فايروس الورم الحليمي البشري هي عدوى فايروسية تسبب ظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية (ثآليل). وثمة أنواع تزيد عن 100 نوع من الفايروس، بعضها يسبب الثآليل، وبعضها الآخر يمكن أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

ولا تؤدي معظم إصابات فايروس الورم الحليمي البشري إلى السرطان. ولكن هناك أنواعا معينة منه يمكن أن تسبب سرطان الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل (عنق الرحم). كما ثبت وجود علاقة بين أنواع أخرى من السرطان وعدوى فايروس الورم الحليمي البشري، ومنها سرطان الشرج والقضيب والمهبل والفرج والجزء الخلفي من الحلق (البلعوم).

وتنتقل هذه العدوى عادةً من خلال الممارسة الجنسية، أو من خلال ملامسة الجلد المصاب. يمكن أن تساعد اللقاحات في الحماية من الإصابة بسلالات فايروس الورم الحليمي البشري التي يرجح في أغلب الظن أن تتسبب في الإصابة بثآليل الأعضاء التناسلية أو سرطان عنق الرحم.

16