سم القواقع البحرية يمكن أن يساعد في تطوير أدوية لأمراض السرطان والسكري

يوتا (الولايات المتحدة) ـ توصل العلماء في جامعة يوتا الأميركية لاكتشاف قد يمكنهم من تطوير أدوية لأمراض السرطان والسكري، وفق ما أعلنته.
وجاء في بيان صادر عن الخدمة الصحافية للجامعة: “اكتشف علماء الأحياء في جامعتنا أن سم القواقع البحرية المخروطية يحتوي على مواد لها تأثير سريع مشابه لتأثير الأنسولين، كما يحتوي على مادة شبيهة بهرمون السوماتوستاتين البشري الذي يمنع الجسم من استعادة مستويات السكر الطبيعية في الدم، هذه المادة ستساعد في ابتكار أدوية جديدة لأمراض السرطان والسكري.
وحول الموضوع قالت الأستاذة المساعدة في الجامعة يلينا هيمامي: “العديد من الحيوانات السامة الموجودة على الأرض، وأثناء عمليات التطور، حصلت أجسامها على سموم تؤثر على أنظمة معينة في جسم ضحاياها، وسم القواقع البحرية المخروطية له تأثيره على أنظمة معينة في الجسم أيضا، الاكتشاف الذي توصلنا له سيساعدنا على محاربة العديد من الأمراض بما فيها مرض السكري، والدراسات المتعلقة بالسموم قد تساعدنا في اختصار الوقت لتطوير الأدوية”.
سم القواقع البحرية المخروطية يحتوي على مواد لها تأثير سريع مشابه لتأثير الأنسولين، كما يحتوي على مادة شبيهة بهرمون السوماتوستاتين
وأضافت: “علماء الأحياء يدرسون مكونات سم القواقع المخروطية البحرية منذ سنوات، وفي العقد الماضي اكتشفوا أن هذا السم فيه مادة شبيهة بالأنسولين، لكن تأثيرها أقوى وأسرع بعدة مرات، ولذلك فإن وصول هذه المادة لجسم الأسماك يسبب لها غيبوبة، ومؤخرا تبين لنا أن هذا السم يحوي أيضا على مادة شبيهة بهرمون السوماتوستاتين الذي يلعب دورا مهما في عملية التمثيل الغذائي في أجسام البشر والفقاريات الأخرى ويتحكم بهرمون الغلوكاجون الذي يزيد من تركيز الغلوكوز في الدم بينما يقلل مستويات السكر في الجسم بشكل كبير، وبينت التجارب أن نظائر السوماتوستاتين المأخوذة من سم القواقع تمنع تماما إنتاج الغلوكاجون، وهذا يعطينا الأمل في تطوير أدوية قد تستخدم في محاربة بعض الأمراض المرتبطة بالسكري وأدوية سرطانية جديدة فعالة للغاية تعمل على تثبيط نمو الخلايا السرطانية سريعة الانقسام”.
من جهة أخرى، أشار العلماء أن سم القواقع المخروطية، التي تجوب قاع المحيط، يحتوي على مركبات يمكن تكييفها كأدوية لعلاج الآلام المزمنة.
وفي دراسة جديدة، نُشرت في دورية “ساينس أدفانسيس”، أفاد باحثون من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، أن مجموعة من الحلزونات المخروطية تنتج مركباً ساماً مشابها لهرمون السوماتوستاتين البشري، الذي له خصائص مسكنة للآلام.
مجموعة من الحلزونات المخروطية تنتج مركباً ساماً مشابها لهرمون السوماتوستاتين البشري، الذي له خصائص مسكنة للآلام
وتستخدم القواقع المخروطية السم في صيد الأسماك، حيث تطلق بعضها خطافاً شائكاً في السمكة، وتطلق السم الذي يصعقها كيميائياً ويشلها، بينما يستخدم البعض الآخر إستراتيجية الصيد بشباك من السم، حيث تطلق سحابة من السم في الماء بمركبات تترك الأسماك محرومة من الحواس ومشوّشة.
وحظيت سموم القواقع المخروطية بدراسات واسعة، غير أن هناك سلالة لأحد القواقع لم تحظ بالدراسة الكافية، ذلك لأنها لا تعيش في المياه الضحلة كغيرها، وتقطن الأعماق على مسافة 200-800 قدم (60-250 متراً)، وكان الوصول إليها أقل من قبل العلماء، وهي سلالة “اسبريلا”.
ومن بين أنواع هذه السلالة، ما يعرف باسم “كونوس رولاني”، والتي عُثر بسمها على مركب “كونسوماتين رو 1″، والذي يشبه هرمون “السوماتوستاتين” البشري، ووجدوا أن المركب ينشّط اثنين من المستقبلات الخمسة للسوماتوستاتين “بانتقائية فريدة”.
و”السوماتوستاتين” هو هرمون في البشر والعديد من الفقاريات الأخرى، وهو المانع الرئيسي لهرمون النمو، ويمكن استخدامه لعلاج اضطراب النمو المفرط، كما أنه يثبط هرمونات البنكرياس ويؤثر على الألم والالتهابات.
وقالت هيلينا صفوي حمامي، من قسم العلوم الطبية الحيوية بجامعة كوبنهاغن في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: “تستخدم القواقع مركب (كونسوماتين رو 1) لخداع الفريسة، فحقن السم المحتوي عليه يمنع الألم حتى لا تعرف الفريسة أنها تعرضت للضرب، ومن ثم يمكن استخدامه في منع الألم، وأظهرت دراستنا أن المركب يمكنه منع الألم في الفئران بكفاءة مماثلة للمورفين”.
وأضافت أن المركب المستخرج من سم القواقع منظم، كما لو كان مصمماً من قبل صانعي الأدوية، وهو عبارة عن جزيء قصير ومستقر وفعال في المستقبلات التي يستهدفها”.