حرائق اليونان تنذر باشتعال اللهيب في أوروبا

خبراء يقولون إن التربة الجافة والرطوبة المنخفضة والرياح الشديدة اجتمعت العام الماضي لإشعال حرائق ضخمة.
الخميس 2024/08/15
شرارة النار تتسع في أوروبا

أثينا - تراجع الحريق الهائل المشتعل منذ الأحد في ضواحي أثينا إلى بؤر متفرقة، غير أن فرق الإطفاء بقيت متأهبة لمكافحة النيران التي أسفرت عن مقتل امرأة ونزوح الآلاف وتسببت بأضرار جسيمة.

وأوضح متحدث باسم فرق الإطفاء أن “الحريق لم يعد بنفس الشدة التي كانت عليها في الأيام الماضية، ولكن لا تزال هناك بعض البؤر التي قد تؤدي إلى اندلاع النيران من جديد”.

وأضاف “لا يزال نحو 530 من رجال الإطفاء منتشرين في المكان مع 145 آلية وتلقينا المساعدة من زملائنا الأوروبيين لكنهم لم ينتشروا بعد في أتيكا”.

وتم إرسال 300 عنصر إطفاء تقريباً، ومروحيات وعربات إطفاء وصهاريج إلى اليونان من ست دول هي فرنسا وإيطاليا وتشيكيا ورومانيا وصربيا وتركيا، تلبية لنداء المساعدة الذي وجهته السلطات اليونانية ولاسيما عبر تفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي.

وأدت الرياح القوية إلى اتساع رقعة أسوأ حرائق غابات في اليونان هذا العام والذي انتشر على مساحات جافة وأتى على 10 آلاف هكتار ودمر عددا لا يحصى من المباني والمركبات.

ولحقت أضرار جسيمة بحوالي 100 منزل وفقا للدفاع المدني اليوناني.

وأتت النيران على 37 في المئة من مساحة غابات أتيكا في السنوات الماضية، بحسب الموقع الإلكتروني للأرصاد الجوية.

واندلع الحريق الأحد بالقرب من مدينة ماراثون التاريخية، على مسافة 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة أثينا، والتي تعد أكثر من سبعة آلاف نسمة وتقرر إخلاؤها.

Thumbnail

وأمر الدفاع المدني بإجلاء سكان المنطقة. وفتحت السلطات العديد من الملاعب لاستقبال النازحين.

وصباح الثلاثاء، عثر على جثة تعود إلى مولدافية في الستين من العمر في مصنع متفحم في خالاندري قرب أثينا، بحسب السلطات.

ومشّط المحققون المنطقة التي اندلع فيها الحريق في بلدة فارنافاس، وبحسب صحيفة “كاثيميريني” يرجح المسار وجود عطل في عمود كهرباء.

وحول المساعدات المالية، من المقرر منح 4.7 مليون يورو للبلديات الثماني المتضررة. وستحصل كل أسرة متضررة على 600 يورو لتغطية احتياجاتها الأولى و6 آلاف يورو لإصلاح أو استبدال أجهزتها الكهربائية. كما سيتم تقديم 4500 يورو للأشخاص الذين تعرضوا لإعاقة بسبب إصابتهم خلال الكارثة الطبيعية.

كما من المقرر توفير بدل شهري يتراوح بين 300 و500 يورو للأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم ويبحثون عن سكن مؤقت.

لكن الغضب يتنامى في البلاد التي تشهد حرائق مدمرة كل صيف تقريبا وتفتقر رغم ذلك إلى الاستعدادات.

وبعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، قال رئيس الحكومة كيرياكوس ميتسوتاكيس “نحن نبذل قصارى جهدنا ليتحسّن الوضع عاما بعد عام، لكن للأسف، الظروف تصبح أصعب”.

وقال زعيم حزب سيريزا المعارض اليساري ستيفانوس كاسيلاكيس، “مع نقص في اليد العاملة وافتقار إلى المعدات والتنسيق غير الفعال إطلاقا، ها هي الحماية المدنية التي يعتز بها ميتسوتاكيس، على عكس جميع المواطنين الذين يحبون وطنهم”.

كما اعتبر رئيس الحزب الاشتراكي نيكوس أندرولاكيس أن “أشياء كثيرة يجب أن تتغير بشكل فوري في خطط الحماية المدنية وحماية الغابات، مع دور أكثر فعالية لخدمة الغابات واستقدام رجال الإطفاء الموسميين للوقاية حتى في أشهر الشتاء”.

Thumbnail

وشكر رئيس الوزراء أثناء زيارته لقاعدة عسكرية الأربعاء حيث تتمركز طائرات الإطفاء، الطيارين على تفانيهم و”العمل الرائع الذي قاموا به” في الأيام الأخيرة.

وقال ميستوتاكيس الذي أشار إلى أنه طلب سبع طائرات جديدة من طراز كنداير ولكن لن يتم تسليمها حتى 2027 “لقد بذلنا كل ما في وسعنا للحصول على طائرات جديدة في أسرع وقت ممكن”. وأضاف أن “الحل لن يأتي فقط من الأجواء، هناك ضرورة لإجراء جوهري من أجل الوقاية”.

ومساء الثلاثاء، تظاهر أمام البرلمان حوالي 200 شخص للتعبير عن غضبهم. وحذر رجال الإطفاء الأربعاء من أن خطر الحرائق لا يزال مرتفعا للغاية، خاصة في شمال اليونان.

واليونان عرضة لحرائق الغابات بعد شتاء جاف جدا. وسُجلت في شهري يونيو ويوليو أعلى درجات الحرارة منذ بدء جمع البيانات عام 1960.

ويحذر الخبراء من أنه يجب على الزعماء الأوروبيين معالجة اتجاهات الطقس المثيرة للقلق بسرعة في جميع أنحاء القارة. وجاء في النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات أن أوروبا شهدت زيادة حادة في المناطق المحترقة في الصيف الماضي. وأنتجت حوالي 20 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل حوالي ثلث جميع انبعاثات الطيران الدولية في الاتحاد الأوروبي في سنة واحدة.

وقال خبراء الغابات إن التربة الجافة والرطوبة المنخفضة والرياح الشديدة اجتمعت العام الماضي لإشعال حرائق ضخمة لم تستطع تقنيات مكافحة الحرائق الجوية التقليدية التعامل معها.

وحذّر هؤلاء لسنوات من اختيار “فخ مكافحة الحرائق” على الوقاية طويلة الأجل التي تشمل حماية الغابات والأراضي الرطبة واستعادتها.

وتقدّر الأبحاث التي أجراها البنك الدولي والمفوضية الأوروبية أن كل يورو مستثمر في الوقاية من حرائق الغابات يوفر ما بين 4 و7 يورو من الأضرار.

وبقي إنفاق دول الاتحاد الأوروبي على الحماية من الحرائق (إخمادها أو الوقاية منها) مستقرا إلى حدّ مّا منذ 2001. ويُقدر بحوالي 0.5 في المئة من إجمالي الإنفاق الحكومي. لكن الأبحاث التي أجراها الصندوق العالمي للطبيعة في اليونان أظهرت أن أكثر من 80 في المئة من ميزانية الحماية من الحرائق في اليونان خُصّصت للإطفاء في 2022.

16