أنظمة مراقبة ضغط الإطارات ترفع مستوى أمان القيادة

شركات مثل فولكسفاغن وفيات وهوندا ومازدا وتسلا أصبحت تعتمد تقنية المستشعرات في طرزها الحديثة.
الأربعاء 2024/08/14
الاستسلام التام للتكنولوجيا!

في عالم إدارة أساطيل السيارات، حيث تكون لكل كيلومتر أهمية، لا يمكن المبالغة في أهمية صحة الإطارات. وهنا يأتي دور أنظمة مراقبة ضغط الهواء، وهي بمثابة أعجوبة تكنولوجية أحدثت ثورة في الطريقة، التي يدير بها السائقون مركباتهم أثناء القيادة.

برلين – تواجه صناعة السيارات حالة أخرى من أداء التكنولوجيا في ظروف القيادة الحقيقية وهذه المرة فيما يتعلق بمراقبة ضغط الإطارات، وهي عملية مهمة لسلامة الركاب وأمان السيارة خلال السير على الطرق.

ومع تنقل الشركات في التضاريس المعقدة لإدارة الأسطول، يصبح تبني التكنولوجيا التي تعزز السلامة والكفاءة والاستدامة أمرا بالغ الأهمية بالنسبة إليها، ما يوجد بيئة تنافسية لتطوير أحدث الابتكارات في هذا القطاع المليء بالمفاجآت. وتقف أنظمة مراقبة ضغط الإطارات في طليعة هذا التطور التكنولوجي، حيث تقدم العديد من الفوائد، التي تمتد إلى ما هو أبعد من الصحة المادية للإطارات.

ومن خفض التكاليف إلى تحسين السلامة على الطرق والمساهمة في الاستدامة البيئية، أصبحت هذه الأنظمة أداة لا غنى عنها سواء للأشخاص أو حتى للشركات التي تتطلع إلى البقاء في المقدمة لإدارة الأسطول بعناية.

ومع تطور الطريق نحو الكفاءة، تظهر هذه الأنظمة التي شهدت طفرة في غضون سنوات قليلة كحليف رئيسي يوجه الشركات نحو المستقبل، حيث يتم تحسين كل كيلومتر، وكل رحلة هي خطوة أقرب إلى النجاح. كما تعد هذه الأنظمة ميزة أمان قيمة تساعد السائقين على الحفاظ على ضغط الإطارات الأمثل، مما يضمن قيادة أكثر سلاسة وأمانا وتجنب وقوع حوادث خطيرة.

كريستيان كوخ: ينبغي التحقق من أن قيمة ضغط الهواء وفق المعايير
كريستيان كوخ: ينبغي التحقق من أن قيمة ضغط الهواء وفق المعايير

وتعمل المستشعرات المركبة في الإطارات على اكتشاف الاختلافات البسيطة في قيم ضغط هواء الإطارات، وتظهر هذه الاختلافات كتحذير للسائق في مقصورة القيادة، وهو ما يساعد السائق على التعامل بسرعة مع الإطار المعطوب وتجنب وقوع حوادث.

وتستند أنظمة مراقبة ضغط هواء الإطارات إلى تقنية بسيطة بشكل أساسي، وهناك نوعان مختلفان تماما من الأنظمة، بحسب خبراء مجلة السيارات “أوتو غازيته” الألمانية. ويوفر هذا النظام العديد من الفوائد للسائقين، حيث سيتمكنون من التحقق من ضغط الإطارات بسهولة وسرعة، مما يساعد على الحفاظ على التوازن في جميع الإطارات الأربعة.

ومن خلال تنبيه السائقين إلى انخفاض ضغط الإطارات، يمكن للنظام أن يساعد في منع الحوادث الناجمة عن سوء التعامل أو انفجار الإطارات حين لا تكون منتفخة. وعند انخفاض ضغط الهواء في إحدى العجلات بسبب انخفاض محيط دوران الإطار، فإنها تدور بشكل أسرع من العجلات الأخرى.

ويقوم كمبيوتر السيارة بتفسير هذا الاختلاف في محيط الدوران باعتباره انخفاضا محتملا في ضغط هواء الإطارات، ويتم الاعتماد على هذا النظام في سيارات العديد من الطرز العالمية مثل شركات فولكسفاغن وفيات وهوندا ومازدا.

وتعتمد أنظمة المباشرة لمراقبة ضغط هواء الإطارات على مستشعرات مركبة في العجلة لقياس ضغط هواء الإطارات بصورة مستمرة، ويتم إرسال بيانات القياس على فترات منتظمة بشكل لاسلكي إلى كمبيوتر السيارة.

كما تقوم بعض الشركات بقياس درجات الحرارة بداخل الإطارات ونقلها إلى كمبيوتر السيارة بحيث يتم تنبيه السائق بشأن احتمالية ارتفاع درجة الحرارة بداخل الإطار. وهناك نوعان من أنظمة مراقبة ضغط الإطارات، الأول هو المباشر الذي يستخدم أجهزة استشعار الضغط الموجودة داخل كل إطار لقياس ضغط الهواء مباشرة.

وتنقل هذه المستشعرات البيانات في الوقت الفعلي إلى الكمبيوتر الموجود على متن السيارة، والذي ينبه السائق بعد ذلك إذا انخفض ضغط أي إطار عن المستوى الموصى به. وتمتاز الأنظمة المباشرة لمراقبة ضغط هواء الإطارات بأنها أكثر دقة وتوفر المزيد من الأمان أثناء القيادة، إلا أنها تأتي بتكلفة أعلى من الأنظمة غير المباشرة، كما أن التجهيزات الأولية بالمستشعرات وأجهزة التحكم الإضافية تتوافر بتكلفة باهظة.

وعلاوة على ذلك يجب إعادة موالفة المستشعرات عند تغيير الإطارات، وهو ما يتطلب تكاليف إضافية، وتظهر الأنظمة المباشرة لمراقبة ضغط هواء الإطارات في سيارات هيونداي وكيا وفورد وبي.أم.دبليو وجاغوار ومرسيدس وأوبل وبورشه ورينو وتسلا وتويوتا.

أما نظام المراقبة غير المباشر فلا يستخدم أجهزة استشعار ضغط فردية في كل إطار. وبدلا من ذلك، يعتمد على نظام منع انغلاق المكابح في السيارة وأجهزة استشعار سرعة العجلات للكشف عن الاختلافات في سرعة دوران الإطارات.

المستشعرات تكتشف الاختلافات في قيم ضغط الهواء لتظهرها كتحذير لكي يتعامل السائق استباقيا مع أي طارئ

وعندما يكون الإطار منفوخا بشكل أقل من اللازم، فسوف يدور بسرعة مختلفة عن الإطارات المنفوخة بشكل صحيح بسبب قطره الأصغر. ويستخدم النظام غير المباشر هذه المعلومات لتحديد ما إذا كان ضغط الإطار منخفضا جدا وينبه السائق وفقا لذلك.

وتأتي الأنظمة غير المباشرة بتكلفة منخفضة نسبيا، نظرا لأنها تعتمد على المستشعرات الموجودة بالفعل في العجلة، مثل مستشعرات سرعة العجلة الخاصة بنظام المكابح المانع لانغلاق العجلات (أي.بي.أس). ويشدد خبير السيارات الألماني كريستيان كوخ على أهمية فحص إطارات السيارة قبل الانطلاق بها في رحلات طويلة وخاصة خلال فصل الصيف، من أجل سلامة وأمان القيادة.

وأوضح كوخ الذي يعمل في شركة ديكرا أوتوموتيف أنه ينبغي التحقق من أن قيمة ضغط هواء الإطارات سليمة، وذلك وفقا لتعليمات الجهة الصانعة، مع مراعاة مواءمة ضغط الهواء مع حمولة السيارة. وحذر الخبير من أن انخفاض قيمة ضغط الهواء بمعدل 0.4 بار يرفع خطر تعرض الإطار للسخونة المفرطة، ومن ثم انحلاله، الأمر الذي يرفع خطر وقوع حادث.

كما أكد كوخ على أهمية فحص عمق مداس الإطار، موضحا أنه ينبغي ألا يقل عن 3 مليمترات، وذلك كي يكفل التصاق الإطار بالطريق جيدا على الطرق المبتلة. وينبغي أيضا فحص الإطار من حيث وجود انبعاجات أو تشققات أو توغل أجسام غريبة قبل الانطلاق بالسيارة.

وبشكل عام، ينبغي فحص حالة الإطارات لدى مركز فني متخصص إذا كان عمرها يزيد على 7 سنوات، في حين لا يجوز القيادة بإطارات يزيد عمرها على 10 سنوات. ويمكن أن يساعد ضغط الإطارات المناسب في تحسين كفاءة استهلاك الوقود. وتشير تقارير وزارة الطاقة الأميركية إلى أن الإطارات المنفوخة بشكل صحيح يمكن أن تحسن كفاءة الوقود بما يصل إلى 3 في المئة، مما يوفر المال عند المضخة.

ويرى الخبراء أنه من الضروري التعامل مع قراءات انبعاثات أكثر دقة بعد سنوات من الاختبارات، التي أظهرت انبعاثات أقل بنحو 40 في المئة مقارنة بالقيادة في العالم الحقيقي. وخلصت الدراسات أن الأجهزة التي تظهر ما إذا كانت إطارات السيارة منخفضة الضغط بشكل خطير تعمل بشكل أقل من اللازم، مما يؤدي إلى زيادة الخطر واستهلاك الوقود.

15