المتطوعون جنود الخفاء في أولمبياد باريس

باريس ـ بينما يعيش الرياضيون حلمهم الأولمبي في باريس، هناك جيش من المتطوعين يعمل بلا كلل خلف الكواليس. هؤلاء الأبطال المجهولون، من الرجال والنساء، يضطلعون بدور حيوي في ضمان سير الألعاب بسلاسة.
ويشكل هؤلاء المتطوعون، الذين جاءوا من خلفيات متعددة، لوحة إنسانية في خدمة أكبر حدث رياضي في العالم. ويمكن رؤيتهم في كل مكان: عند مداخل الملاعب، يرشدون المتفرجين، يقدمون المعلومات، ويساعدون بابتسامة عريضة. مهامهم متنوعة بقدر ما هي حيوية: إدارة الحشود، مساعدة الرياضيين، الدعم اللوجستي، وأكثر من ذلك بكثير.
وفي المجمل هناك 45 ألف متطوع من بينهم 20 في المئة أجانب من أكثر من 150 دولة، تم تجنيدهم لباريس 2024 في جميع المواقع الأولمبية، بما في ذلك مواقع المنافسة والمواقع الرئيسية الأخرى مثل قرية الرياضيين ومركز الإعلام، وكذلك المحطات والمطارات. وتم توظيف حوالي 5300 شخص من قبل بلدية باريس لإرشاد المتفرجين في المواقع التي تقام فيها الفعاليات.
45
ألف متطوع من بينهم 20 في المئة أجانب من أكثر من 150 دولة، تم تجنيدهم لباريس 2024 في جميع المواقع الأولمبية
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء تقول ليا، وهي طالبة باريسية تبلغ من العمر 24 عاما وتقوم لمدة أسبوعين بإرشاد وإعلام المتفرجين في موقع أرينا بورت دي لا شابيل في الدائرة الثامنة عشرة من العاصمة، “أن تكون متطوعا في باريس 2024 فهذا أكثر من مجرد مهمة، إنها مغامرة إنسانية رائعة”.
وترى ليا، وهي مغرمة بالتطوع منذ أن كانت في سن السادسة عشرة، هذه التجربة “كمدرسة حقيقية للحياة”، تقدم “تدريبا مكثفا في القيادة والعمل الجماعي. كما أنها فرصة لإنشاء علاقات واكتشاف ثقافات جديدة، وتعزيز النسيج الاجتماعي من خلال تجارب مشتركة”.
ووجود هؤلاء المتطوعين والتزامهم يلاقيان إشادة واسعة من قبل المتفرجين. ويقول صامويل (72 عاما)، وهو أحد المتفرجين، “إذا كان الرياضيون يحصلون على الميداليات، فإن المتطوعين يستحقون إعجابنا بنفس القدر”، مسجلا أن “مساهمتهم، التي غالبا ما تكون صامتة ولكنها دائما مهمة، هي ما يجعل حدثا بهذا الحجم يتم بسلاسة”.
وحصل المتطوعون على مجموعة معدات خاصة مكونة من 15 قطعة (قبعة، حقيبة وسط، قميص، ساعة…)، والكثير منهم حصلوا أيضا على تذكرة مجانية لحضور حدث أولمبي.
ومعداتهم الخاصة تثير حماسا حقيقيا، حيث غمرت في الأيام الأخيرة مواقع البيع عبر الإنترنت بالإعلانات لبيع معداتهم، من القبعة إلى الأحذية، والأسعار المعروضة يمكن أن تكون مذهلة.
والمتطوعون فقط مخول لهم ارتداؤها، وهو ما يحول هذه الأدوات إلى قطع نادرة يرغب العديد من المشترين في دفع مبالغ كبيرة للحصول عليها.