لماذا تحتاج النساء إلى المزيد من النوم مقارنة بالرجال

متطلبات النوم تختلف باختلاف الأفراد، وتتأثر بأسلوب الحياة، ومستويات ممارسة الرياضة، والعمر، والوزن.
الأحد 2024/08/04
المسؤوليات المجتمعية تساهم في احتياجات النساء إلى النوم

واشنطن - تظهر الدراسات أن النساء في المتوسط يحتجن إلى نحو 11 دقيقة إضافية من النوم كل ليلة مقارنة بالرجال.

ورغم أن هذا الاختلاف قد يبدو صغيرا، إلا أنه قد تكون له آثار كبيرة على الصحة العامة والرفاهية.

ووفقا لمؤسسة النوم، فإن الأبحاث محدودة، لكن الأسباب قد تكون ناجمة عن الهرمونات.

وتمر النساء بسلسلة من التغيرات الهرمونية طوال حياتهن، من الدورة الشهرية إلى الحمل وانقطاع الطمث. ويمكن لكل من هذه المراحل أن تعطل أنماط النوم. كما أن النساء أكثر عرضة بنسبة 40 في المئة من الرجال للإصابة بالأرق.

وقالت الدكتورة إيلين ألكسندر، خبيرة صحة المرأة والنوم، لمجلة غلامر “عندما يتعلق الأمر بعلم وظائف الأعضاء، تلعب هرمونات النساء دورا كبيرا في النوم. وبشكل عام، هذا يعني أن النساء لديهن حاجة أكبر إلى النوم ومن المرجح أن ينغمسن في القيلولة أثناء النهار”.

عندما يتعلق الأمر بعلم وظائف الأعضاء، تلعب هرمونات النساء دورا كبيرا في النوم، هذا يعني أن النساء لديهن حاجة أكبر له

وبعيدا عن العوامل البيولوجية، تساهم التوقعات والمسؤوليات المجتمعية أيضا في احتياجات النساء إلى النوم. وأظهرت الأبحاث أن النساء غالبا ما يتحملن غالبية واجبات المنزل والرعاية، ما يؤدي إلى زيادة التعب والإجهاد، وفقا لمجلة “غلامر”.

وأوضحت الدكتورة إيلين “عادة ما يستيقظ النساء في الليل لدعم الأطفال أو، في بعض الحالات، الآباء المسنين. وقد تتطلب هذه الضغوط الإضافية المزيد من النوم لاستعادة والحفاظ على الوظيفة الإدراكية المثلى”.

ومع ذلك، يمكن أن تختلف احتياجات النوم الفردية من شخص إلى آخر، بغض النظر عن الجنس. وتساهم عوامل، مثل العمر ونمط الحياة والصحة العامة في تحديد مدة النوم المثالية للشخص.

وأضافت الدكتورة إيلين “بينما نحتاج إلى المزيد من البحث لفهم الفجوة بين الجنسين بين متطلبات ودورات النوم لدى الرجال والنساء، فإن عواقب عدم الحصول على قسط كاف من النوم مثبتة جيدا ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على كل من الرجال والنساء”.

النساء يملن إلى النوم فترة أطول قليلا من الرجال، ولكن هذا يتغير مع انقطاع الطمث

وللحصول على القدر الكافي من الراحة، يوصي الخبراء البالغين بالنوم ما بين سبع وتسع ساعات في الليلة. وإذا وجد الفرد نفسه غير قادر على الحصول على هذا القدر من النوم، فإنه سيكون من الضروري زيارة الطبيب.

وأكد جراح وخبير طبي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية الدكتور كاران راجان، أن النساء يحتجن إلى وقت نوم أطول من الرجال.

وأظهرت الدراسات أن النساء يقضين وقتا أطول في مرحلة النوم البطيء الأعمق، لكن دورات نومهن أكثر تجزئة وأقل كفاءة، مما يستدعي فترات نوم أطول.

وقال الدكتور راجان “تقضي النساء وقتا أطول في مرحلة النوم البطيء الأعمق والأكثر تعافيا مقارنة بالرجال”.

وتتداخل عدة عوامل مع نوم النساء، منها التقلبات الهرمونية، والألم أثناء الدورة الشهرية، والتعرق الليلي، والهبات الساخنة خلال سن اليأس. كما يسبب الحمل انزعاجا جسديا وزيادة في التبول الليلي، ويؤدي بعد الولادة إلى قلة النوم، بسبب متطلبات رعاية الأطفال.

وتشير الأبحاث إلى أن النساء يملن إلى النوم فترة أطول قليلا من الرجال، ولكن هذا يتغير مع انقطاع الطمث، إذ يستغرقن وقتا أطول للنوم، ويقضين وقتا أقل في النوم العميق.

وأوضح الدكتور راجان أن متطلبات النوم تختلف باختلاف الأفراد، وتتأثر بأسلوب الحياة، ومستويات ممارسة الرياضة، والعمر، والوزن، والتكوين البيولوجي، وعلم الوراثة.

وينصح الدكتور راجان بمعرفة احتياجات النوم المثالية من خلال الذهاب إلى الفراش عند الشعور بالتعب، والاستيقاظ دون منبه مما يساعد على تحديد عدد الساعات التي يحتاجها الجسم ليشعر بالانتعاش.

14